جراحات التعقيم ليست مسؤولية النساء وحدهن

جراحة قطع القناة المنوية تعد حتى الآن أكثر الوسائل أمانا للذكور لتنظيم النسل.
الاثنين 2022/07/04
تنظيم النسل مسؤولية مشتركة

برلين – أعلن هاينر فيشر من دون حزن أو غضب أو خجل أنه أصبح عقيما، حيث قرر هذا الرجل الألماني الذي يبلغ من العمر 38 عاما، بالاتفاق مع زوجته، أن يجري عملية جراحية لقطع القناة المنوية، وهو مصطلح طبي يطلق على تعقيم الذكور، وذلك لكي يتأكد من أنه لم يعد بإمكانه إنجاب أطفال.

وقال فيشر إن كونه رجلا لا يعني أنه أقل مسؤولية من زوجته في تنظيم النسل، مؤكدا أن هذه الجراحة “لا تمثل مشكلة كبيرة مقارنة بعملية الولادة”.

ويعني قطع القناة المنوية، إجراء جراحة لقطع وإغلاق الممر الذي ينقل الحيوانات المنوية، من الخصيتين إلى مجرى البول، وهو أنبوب لدى الذكور ينقل السائل المنوي والبول إلى خارج الجسم، وهذه الطريقة فعالة بنسبة 100 في المئة.

ووفقا لمؤشر “بيرل” الذي يقارن بين مختلف وسائل منع الإنجاب، تعد حتى الآن هذه الطريقة أكثر الوسائل أمانا للذكور لتنظيم النسل.

المضاعفات الناتجة عن عملية قطع القنوات المنوية نادرة، ولا تزيد عادة عن المخاطر العادية للعمليات الجراحية

وأشار الدكتور فلوريان روجمان -كبير الأطباء في قسم المسالك البولية بمستشفى ماريان التابع لجامعة الرور بمدينة بوخوم الألمانية- إلى أنه بعكس حبوب منع الحمل والواقي الذكري والأجهزة النحاسية التي توضع داخل الرحم، فإن قطع القناة المنوية هو إجراء جراحي، ويجب اعتباره دائم المفعول.

وأضاف “بينما توجد إمكانية لاستعادة الخصوبة عن طريق إصلاح القنوات المنوية بالجراحة، فقد لا تكتب لهذه المحاولة النجاح”.

ولا يعير فيشر وزوجته أي اهتمام، لعدم احتمال نجاح استعادة الخصوبة بعد قطع القناة المنوية، ذلك لأنهما أنجبا طفلين ويشعران بأن أسرتهما أصبحت مكتملة، وهذه الجراحة كانت بالنسبة إليهما وسيلة لممارسة العلاقة الحميمية، من دون الشعور بالقلق من احتمال إنجاب طفل آخر.

ولفت روجمان إلى أن “جراحة قطع القنوات المنوية، يمكن أن تجرى في العيادة الخارجية، باستخدام المخدر الموضعي أو الكلي”.

وأوضح أن الجراح يقوم بعمل شق يبلغ طوله نحو سنتيمتر واحد، على كل من الجانب اليمن والأيسر من كيس الخصية، ويسحب جزءا من كل قناة منوية، ويقطع قطعة طولها يتراوح بين نحو سنتيمتر ونصف وسنتيمترين.

وأكد أن المضاعفات الناتجة عن هذه العملية نادرة، وأنها لا تزيد عادة عن المخاطر العادية للعمليات الجراحية.

ويتعين على فيشر أن يمارس حياته الزوجية، مستخدما وسائل منع الحمل لفترة من الوقت بعد الجراحة، ويوضح روجمان قائلا “ربما لا يزال السائل المنوي موجودا في أقسام المصب من الأعضاء التناسلية، بعد قطع القناة المنوية”، وبالتالي يتعين على الذين أجريت لهم الجراحة، أن يستخدموا وسيلة أخرى لمنع الحمل لفترة تتراوح بين شهر إلى ثلاثة أشهر بعد الجراحة، إلى أن يثبت تحليل للسائل المنوي غياب الحيوانات المنوية.

◙ البحث عن حياة عاطفية أكثر هدوءا
◙ البحث عن حياة عاطفية أكثر هدوءا

وأجرى فيشر هذه الجراحة منذ عام تقريبا، وهو يشعر بالسعادة لاتخاذه هذا القرار، ويقول “إننا لم نعد نفكر في احتمال انقطاع الدورة الشهرية نتيجة للحمل، وصارت حياتنا العاطفية أكثر هدوءا وتلقائية”.

وتابع أنه لا يشعر بأي قيود أو تغيرات جسدية تكبل عواطفه، ولا يزال جسمه قادرا على إنتاج الحيوانات المنوية، ولكن بدلا من دخولها إلى السائل المنوي، تتحلل ويمتصها جسمه.

وأفادت دكتورة أمراض النساء مارتينا ناجل، أنه بالمثل يمكن تعقيم النساء أيضا، عن طريق سد أو إزالة قناتي فالوب، واللتين تنتقل عبرهما البويضات من المبيض إلى الرحم، ومثلما حدث مع قطع القناة المنوية عند الرجال، فيمكن إجراء جراحة تعقيم النساء سواء في العيادات الداخلية أو الخارجية.

ويتم إعطاء المرأة الراغبة في إجراء هذه الجراحة مخدرا كليا، ويتم إحداث شق صغير بالقرب من سرتها، ثم يتم قطع قطعة بطول نحو سنتيمتر واحد من كل قناة، ثم يتم كي القناتين وإغلاقهما عن طريق التدبيس.

قطع القناة المنوية يعني إجراء جراحة لقطع وإغلاق الممر الذي ينقل الحيوانات المنوية من الخصيتين إلى مجرى البول

وأوضحت ناجل أن العملية الجراحية تتضمن مخاطر قليلة عادة، ويمكن في حالات نادرة حدوث نزيف ثانوي، أو التهاب في منطقة الجرح أو أضرار للأمعاء أو المثانة، ويمكن أيضا أن ينتج عنها آلام بعد الجراحة في أسفل البطن.

وتوصي ناجل بأن تتجنب النساء بعد الجراحة التعرض لضغوط لمدة نحو أسبوع. وتقول إن الوضع يكون مثل جراحة قطع القناة المنوية للرجال، فيكون الهدف من تعقيم النساء هو عدم الإنجاب أو استعادة الخصوبة، وتوضح أنه “يمكن ضم نهايات قناتي فالوب مرة أخرى، ولكن ليس هناك ضمان لنجاح هذه العملية”.

وتؤكد أن ميزة هذه الوسيلة لمنع الحمل أنها فعالة بنسبة تزيد عن 99 في المئة، كما أنها لا تتطلب تناول الهرومونات على عكس أقراص منع الحمل على سبيل المثال، وتقول إنه من الملاحظ أن عددا قليلا من النساء يستخدم هذه الطريقة الجراحية.

وتضيف ناجل أنه أحيانا تجرى عمليات تعقيم النساء في نفس الوقت الذي تتم فيه عملية للولادة القيصرية، وذلك في حال عدم رغبة المرأة في الإنجاب مرة أخرى، وفي هذه الحالة تكون المرأة تحت تأثير المخدر وتجويف البطن مفتوح بالفعل.

17