مهرجان الجم الدولي للموسيقى السيمفونية يعود بعد غياب عامين

تونس - يشهد صيف العام الحالي عودة لأشهر المهرجانات الدولية التونسية، وخاصة المهرجانات الموسيقية الكبرى، والتي ظلت إلى غاية وقت قريب محل شك حول إمكانية تأجيلها لعام آخر.

وبعد احتجاب دام سنتين بسبب تداعيات جائحة كورونا، يعود مهرجان الجمّ الدّولي للموسيقى السيمفونية من جديد، في دورته الخامسة والثّلاثين، لينتظم في الفترة الفاصلة بين الثاني عشر من يوليو والثالث عشر من أغسطس 2022 بقصر الجمّ الأثري تحت شعار “العودة إلى الجمّ”. ونظرا لخصوصية هذا الموعد الفنّي ونجاحه في استقطاب فئة من المتابعين له، من المنتظر أن يسجّل بعودته نجاحات جديدة للمهرجان ولمدينة الجمّ عموما، ولمسرح الجم خاصة.

وقصر الجمّ أو مسرح الجمّ، اسمه الروماني كُولُوسِّيُومْ تِيسْدْرُوسْ، واسمه في بعض الكتابات العربية القديمة قصر الكاهنة، وهو مسرح أثري يقع بمدينة الجمّ (تِيسْدْرُوسْ في العهد الروماني) في محافظة المهدية في تونس. أدرج سنة 1979 على لائحة مواقع التراث العالمي من طرف اليونسكو. ويقترح المهرجان على جمهوره تسع سهرات متنوعة منها خمسة عروض تونسية وأربعة عروض أجنبية.

وتحدّث مدير الدورة الحالية للمهرجان مبروك العيوني، خلال مؤتمر صحافي، عن سعي جمعية مهرجان الجم الدولي للموسيقى السيمفونية للعمل على مواصلة إحياء المهرجان خارج موعده الرسمي خلال فصل الصيف، مضيفا أن هناك مقترحا لتنظيم عروض موسيقية إيطالية في مسرح الجم أيام الثالث والعشرين والرابع والعشرين والخامس والعشرين من سبتمبر القادم.

لكن العيوني أشار أيضا إلى أن ملامح الدورة الحالية من المهرجان تشكلت في ظرف وجيز وبسرعة قياسية، لذلك كان شعار “العودة إلى الجم” هو الشعار الأنسب لمثل هذه الدورة، التي تدعو محبي الموسيقى السيمفونية للعودة لمواكبة المهرجان بعد غيابه القسري.

وقال أيضا إن من أهداف الجمعية إنتاج عروض موسيقية على غرار “أوبرا شهرزاد”، وهو عرض تمّ تقديمه موفى شهر ديسمبر الماضي بمسرح الأوبرا في مدينة الثقافة. وبيّن أن إنتاج عروض موسيقية أوبرالية ضخمة يتطلّب إمكانيات مادية كبرى، “لذلك نعوّل كثيرا على التبادل الثقافي”. كما أعلن عن ولادة كورال الجم والذي يقوم بتنشيط المتحف الأثري بالجم.

ويكون الافتتاح يوم الثاني عشر من يوليو الجاري مع الأوركستر السيمفوني التونسي، الذي شهد خلال الفترة الماضية نشاطا فنيا كبيرا، حيث تراهن الأوبرا التونسية على تقديم عروض أوركسترالية وسيمفونية مبتكرة، مستوحاة من مقطوعات موسيقية شهيرة، وأخرى تمزج بين الموسيقى العربية والغربية. ويتكون الأوركستر، الذي أسس منذ العام 1969، من حوالي 60 عازفا كما تقوم الفرقة باستدعاء بعض الموسيقيين العالميين للمشاركة في حفلاتها.

ويقدم يوم السادس عشر من يوليو عرض إيطالي يحتفي بـ”موريكيني” والسينما الإيطالية مع  “أندريا غريمانالي” و”أوكتا جاز كوارتت”. ويسجل الأركستر السيمفوني للصّوليست حضوره يوم الثالث والعشرين من يوليو مع عرض “رحلة الجوقة”.

ويكون لأوركستر أكاديمية مسرح أوبرا تونس لقاء مع الجمهور يوم الثامن والعشرين من يوليو، ويؤثث الفنان حسان الدّوس عرض سهرة الثلاثين من يوليو تحت عنوان “حساد الدوس وأصدقاء”، ثم يقترح المهرجان يوم الرابع من أغسطس 2022 عرضا أول من النمسا بعنوان “رحلة موسيقية نمساوية” مع مجموعة “شاك ستيو”، ثمّ موعدا ثانيا في سهرة يوم السادس من أغسطس مع مجموعة أوركستر أوبرا فيينا.

ويسهر عشّاق المهرجان مع الموسيقى الكلاسيكية الإيطالية يوم العاشر من أغسطس مع مجموعة “آرياس” من أوبرا فيينا. ويكون الاختتام بعرض مشترك بين تونس وألمانيا مع مجموعة “رفلكتور” في تعاون مع تونس 88، وذلك يوم الثالث عشر من أغسطس 2022 في عمل يحتفي بالمرأة.

ويذكر أن المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية بالجم هو المهرجان السيمفوني الموسيقي الذي يعقد كل صيف في مدينة الجم التونسية منذ عام 1985. ويقام في مدرج الجم، الذي بني في القرن الثالث، وكان آنذاك يسع بين 27 ألفا و30 ألف متفرج، وتقام فيه عروض المصارعة والقتال.

ومنذ إنشائه، اجتذب المهرجان العديد من الفرق الموسيقية بما في ذلك الأوركسترا السيمفونية الوطنية الجزائرية، أوركسترا روما الفيلهارمونية، الأوركسترا السيمفونية التونسية، أوركسترا بودابست الغجر السيمفوني لأول مرة في أفريقيا، وأوركسترا سينفونيكا دي روما بقيادة فرانشيسكو لا فيكيا.