معرض "حداثة خليجية" في أبوظبي رحلة في تجارب فنية

المعرض يقدم استعراضا تاريخيا لحركات الفن الحديث خلال القرن الماضي في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
الخميس 2022/06/30
فن متجذر ومغاير في آن واحد

أبوظبي - أعلن رواق الفن في جامعة نيويورك أبوظبي عن قائمة الفنانين الرئيسيين المشاركين في معرض خريف 2022 بعنوان “حداثة خليجية: رواد ومجموعات فنية في شبه الجزيرة العربية، 1941 - 2008”، بتقييم فني من قبل الدكتورة عائشة ستوبي، التي تم تعيينها هذا العام في منصب القيمة الفنية للجناح العماني الأول في بينالي البندقية.

ويعد هذا المعرض الأول من نوعه في المنطقة، حيث يقدم استعراضا تاريخيا لحركات الفن الحديث خلال القرن الماضي في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتي تعرف مجتمعة باسم الخليج.

ويستند المعرض، الذي ينطلق يوم السادس من سبتمبر المقبل، إلى أطروحة الدكتوراه التي قدمتها الدكتورة ستوبي، وتتبع الفترة السابقة لعصر ازدهار المنطقة في أوائل ومنتصف القرن الماضي حتى عام 2008، بالإضافة إلى تطور حركات الفن البصري حينما بدأت اكتشافات النفط في تغيير ملامح المنطقة. كما يرسم تطور الأماكن العامة والخاصة وعلاقتها بالهوية الوطنية لشعوب هذه الدول، حيث يتم التعبير عنها من خلال الممارسات الفنية.

المعرض يمثل دعوة لمشاركة مختلف الفئات ويطرح آفاقا جديدة حول تاريخ الفن والممارسات الفنية في منطقة الخليج

وقالت مايا أليسون المديرة التنفيذية لرواق الفن في جامعة نيويورك أبوظبي رئيسة القيمين الفنيين في الجامعة “يعد معرض حداثة خليجية من المعارض النادرة حيث يمثل دعوة لمشاركة مختلف الفئات ويطرح آفاقا جديدة حول تاريخ الفن والممارسات الفنية في المنطقة”.

وأضافت “يجسد المعرض رحلة لاستكشاف الجوانب الفنية التي لم تحظ بالدراسة الكافية حتى الآن أو ما تزال مجهولة بالنسبة إلى البعض، بما يشمل ظهور الفن المعاصر في شبه الجزيرة العربية على مدار القرن الماضي”.

وتابعت “يشرفنا أن تقدم الدكتورة ستوبي أطروحتها الأصلية في هذا المعرض، الذي يستند إلى سنوات عديدة من التحضير”، وتوجهت إليها بجزيل الشكر على “تعاونها لإنجاز هذا المشروع الرائد والمهم”.

وتحرص ستوبي من خلال معرض حداثة خليجية على تتبع تاريخ الفن المحلي في سياق التقاليد المتجذرة وعملية التحديث الجارية وتطور الهويات الوطنية.

ويؤكد المعرض على أهمية المجتمع والمؤسسات الفنية الأولى، ويسلط الضوء على أطروحة الدكتورة ستوبي التي تتمحور حول رواد الفن والمجموعات الفنية التي انتشرت في القرنين الماضي والحالي، وكان أول معارضها في المدرسة المباركية في الكويت عام 1941.

وانطلق مجتمع الفن الحديث في المملكة العربية السعودية عام 1938 على يد الفنان محمد راسم (1911 - 1974) في جدة، وغيره من الفنانين أمثال منيرة موصلي وصفية بن زقر وعبدالحليم رضوي وعبدالله الشيخ. وشكلت دار الفنون السعودية في العاصمة الرياض نقطة انطلاق لأعمال الفنانين محمد السليم وعبدالرحمن السليمان.

فن ينبع من وحي الطبيعة
فن ينبع من وحي الطبيعة

كما تأسست مجموعة المنامة في خمسينات القرن الماضي على يد الفنانين عبدالكريم العريض وناصر اليوسف وأحمد قاسم السني.

وشهدت ستينات وسبعينات القرن الماضي أيضا ظهور مجموعة الأصدقاء الثلاثة التي ضمت يوسف أحمد وحسن الملا ومحمد علي عبدالله، تزامنا مع بروز رواد الفن الأوائل في دولة الإمارات، بمن فيهم عبدالقادر الريس ومجموعة من الفنانين الذين شكلوا مجموعة الخمسة، وهم حسن شريف وعبدالله السعدي ومحمد كاظم ومحمد أحمد إبراهيم وابتسام عبدالعزيز ومجتمعهم الفني.

ويوفر المعرض منصة لتسليط الضوء على أبرز الشخصيات في تاريخ الفن العماني، أمثال أنور سونيا ورابحة محمود ومجموعة الدائرة بقيادة حسن مير.

وقالت الدكتورة ستوبي “يسلط معرض حداثة خليجية الضوء على العديد من الأعمال الفنية للمرة الأولى منذ عقود، لذا يشرفني أن تتم دعوتي لتقديم أطروحتي أمام جمهور المعرض الواسع”.

 وأوضحت أن المعرض يهدف إلى التركيز على المواد الفنية النادرة والمحفوظة، كما يتيح المجال ويوفر الموارد اللازمة للتعرف على تاريخنا وتكوين صورة أوفى حوله.

 وتابعت “نأمل أن يعكس هذا المعرض تصورا أوسع وأوضح يمتد إلى المنطقة والعالم حول الفن البصري الحديث. ويشكل المشروع استجابة للجدل القائم حول إعادة صياغة الروايات الفنية لترسم تاريخا أكثر دقة وشمولية للفن العالمي. وتسرني المشاركة في هذا المشروع المميز، الذي يتيح لي الاطلاع على الأعمال الفنية لنخبة من الفنانين الرائعين للمرة الأولى”.

14