موجة الحر والحرائق تهددان محصول الحبوب في تونس

محصول الحبوب يعاني من أضرار مباشرة ومن المتوقع أن لا يتجاوز 1.4 مليون طن بسبب خطر الإتلاف بالحرائق أو عند التجميع.
الثلاثاء 2022/06/28
الإنتاج لن يرقى إلى مستوى الآمال

تونس- تتصاعد مخاوف الأوساط الزراعية في تونس من أن تؤدي موجة الحر الشديدة، التي تضرب البلاد خلال هذه الفترة، إلى اندلاع الحرائق مما يجعل هذين العاملين أكبر مهددين لمحاصيل الحبوب هذا الموسم.

ودفع هذا الوضع المقلق الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، وهو تجمع يضم المزارعين والصيادين المحليين، إلى توقّع أن الإنتاج لن يرقى إلى مستوى الآمال التي وضعتها الحكومة.

ووضعت التقديرات المتفائلة للمحصول المنتجين في حالة من التفاؤل وهم ينتظرون بفارغ الصبر مكاسب موسم حصاد استثنائي رغم المنغصات التي عانوها جراء موجة الجفاف المستمرة منذ سنوات وتكاليف الإنتاج وقلة الدعم الحكومي.

محمد رجايبية: ثمة عوامل لن تجعل المحصول يتجاوز 1.4 مليون طن

وتأتي الخسائر المتوقعة في إنتاج الحبوب هذا العام في الوقت الذي تواجه فيه تونس ارتفاع تكاليف استيراد الغذاء نتيجة الحرب في أوكرانيا.

ورجح محمود إلياس حمزة وزير الفلاحة هذا الشهر أن يصل محصول الحبوب خلال العام الجاري إلى 1.8 مليون طن، بزيادة قدرها عشرة في المئة عن العام الماضي.

لكن محمد رجايبية عضو المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، أشار إلى الحرائق التي اندلعت في معظم أنحاء البلاد خلال الشهر الماضي.

ونسبت وكالة رويترز إلى رجايبية قوله إن “هدف زيادة المحصول لم يعد ممكنا”. وأضاف أن “محصول الحبوب لن يتجاوز 1.4 مليون طن بسبب خطر الإتلاف بالحرائق أو عند التجميع”.

ويقول الاتحاد وخبراء إن المحصول يعاني أيضا من أضرار مباشرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، التي وصلت بالفعل إلى 47 درجة مئوية هذا الصيف، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 49 درجة.

وبالإضافة إلى ذلك يمكن أن تعيق موجةُ الحر المزارعين عن جني المحاصيل.

وكانت تونس تعتمد على زيادة كمية المحصول لخفض وارداتها من الحبوب في ظل الأزمة المالية التي احتدّت بسبب الحرب المستمرة منذ أربعة أشهر في شرق أوروبا.

وتقول الحكومة التي تدعم هذه الإمدادات إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة المستوردة سيكلف الميزانية العامة قرابة 1.7 مليار دولار هذا العام.

وتهدف تونس هذا العام إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج القمح الصلب، وهو إنتاج الحبوب الرئيسي في البلاد.

محمود إلياس حمزة يرجح أن يصل محصول الحبوب خلال العام الجاري إلى 1.8 مليون طن

ويبدأ بعض المزارعين عملية حصاد الحبوب مبكرا، ويرضون بكمية أقل من المحاصيل خشية فقدان كل إنتاجهم لعام 2022 بسبب الحرائق.

وقال المزارع عبدالرؤوف عرفاوي في بلدة الكريب بشمال تونس “في العادة نقوم بعملية الحصاد يوم الخامس أو العاشر من يوليو من كل عام والآن أنت ترى نقوم بعملية الحصاد يوم السابع عشر أو الثامن عشر من يونيو”.

وأضاف “نحن خائفون من الحرائق، نقوم دائما بالمراقبة ليل نهار، المزارعون تعبوا، يجب علينا الحصاد دون توقيت. حتى الكمية التي نتحصل عليها لا تكون مثل العادة، فهي تتقلص”.

وتابع عرفاوي “لقد حصلت الكثير من الحرائق (…) ولم تستطع الحماية المدنية والجرارات الزراعية إنقاذ إلا جزء صغير من حقل للقمح اشتعلت فيه النيران”، و”الآن نحن لا ننام؛ نقوم بالمراقبة، وإذا أكملت عملية الحصاد يجب عليك أن تراقب التبن أيضا”.

وتضررت تونس، التي تعاني من أزمة مالية شديدة، كثيرا من ارتفاع أسعار القمح العالمية، لكن جزء كبيرا من المسؤولية تتحمله السلطات لأنها لم تضع استراتيجية استباقية تجنبها مثل هذه الوضعية.

وكان الرئيس قيس سعيد قد قال في وقت سابق هذا الشهر إن “محصول الحبوب في العام الحالي سيكون هدفا للعصابات الإجرامية، التي خططت تحديدا لسرقة منتج ذي نوعية جيدة”. وأكد أن حماية المحصول مسألة تتعلق بالأمن القومي.

11