الكاظمي يزور السعودية وإيران للتوسط

جدة (السعودية) - وصل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي السبت إلى مدينة جدة السعودية قبل زيارة لإيران في إطار جهوده للتوسط بين القوتين الإقليمتين، اللتين أجرتا خمس جولات من المحادثات الأمنية في بغداد خلال الشهور الأخيرة.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن المكتب الإعلامي للكاظمي قوله إن "رئيس مجلس الوزراء وصل إلى مدينة جدة في زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية"، حيث استقبله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وقبل ذلك، ذكرت الوكالة أن الكاظمي سيزور إيران والسعودية "بصورة متعاقبة خلال أيام". وقالت إن "الزيارتين تأتيان في إطار المشاورات التي أجرتها السعودية وإيران في بغداد مؤخرا"، لافتة إلى أن الكاظمي "سيناقش خلال زيارته المرتقبة ملفات عديدة، من بينها العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية".
وفي ختام الجولة الخامسة من المفاوضات في أبريل، قال الكاظمي إنه مقتنع بأن "التفاهم بات قريبا" بين الرياض وطهران. وفي وقت سابق من يونيو أعلن الكاظمي أن "المباحثات الإيرانية - السعودية التي جرت في بغداد وصلت مراحل متقدمة".
وأضاف آنذاك أن ثمة "حوارات أخرى وجميعها نجحت، ولم نعلن عنها في حينها احتراما لطبيعة الدور السري الذي يقوم به العراق. أصبح العراق نقطة للالتقاء وتخفيف التوترات في المنطقة، وهذه فيها انعكاسات على الوضع الاقتصادي العراقي وعلى استقرار الوضع الأمني".
وتستضيف بغداد منذ العام الماضي مباحثات بين إيران والسعودية جرى آخرها في أبريل الماضي، لإنهاء القطيعة الممتدة منذ عام 2016 والتوصل إلى تفاهمات بشأن الخلافات القائمة بينهما في عدة ملفات، أبرزها الحرب في اليمن والبرنامج النووي الإيراني.
وفي يناير 2016 قطعت السعودية علاقاتها مع إيران إثر اعتداءات تعرضت لها سفارة الرياض في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد (شرق)، احتجاجا على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر لإدانته بالإرهاب.
وتتهم دول خليجية تتقدمها السعودية إيران بامتلاك أجندة توسعية في المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، بينها العراق واليمن ولبنان وسوريا.
وكانت صحف إيرانية أفادت في مارس بـ"تعليق" الحوار، بعد إعلان الرياض إعدام 81 شخصا على خلفية جرائم مرتبطة بـ"الإرهاب"، بينهم أشخاص على صلة بالحوثيين في اليمن الموالين لإيران في حربهم ضد القوات الحكومية المدعومة من السعودية.
ومطلع مارس، دافع الأمير محمد بن سلمان عن سياسة "تعايش" مع إيران، ولقي تصريحه ترحيبا من وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الذي رأى فيه "استعدادا" من الرياض لإعادة العلاقات مع بلاده.