انتخابات جزئية تمتحن جونسون بعد نكسات سياسية وسلسلة من الفضائح

خسارة حزب المحافظين لمقعدين في البرلمان يمكن أن تؤدي إلى تعكر أجواء غياب الثقة داخل الغالبية.
الجمعة 2022/06/24
جونسون يواجه اختبارا صعبا

لندن – يواجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اختبارا صعبا في انتخابات جزئية في منطقتين، وذلك في الوقت الذي يمر فيه بمرحلة ضعف بسبب نكسات سياسية وسلسلة من الفضائح.

وبعد أسبوعين من إفلاته من تصويت على حجب الثقة إثر فضيحة الحفلات خلال فترة الحجر الصحي لمكافحة وباء كوفيد – 19 (بارتي غيت) في مقر رئاسة الحكومة، يمكن أن تؤدي خسارة حزب المحافظين المحتملة لمقعدين في البرلمان إلى تعكّر أجواء غياب الثقة داخل الغالبية.

وتُجرى هذه الانتخابات بعد سلسلة من القضايا التي لا تخدم مصلحة المحافظين، في دوائر انتخابية مثقلة بالمعاني السياسية؛ ففي ويكفيلد بشمال إنجلترا يجري التنافس على مقعد في المعقل التقليدي لحزب العمال، والذي انتزعه المحافظون في ديسمبر 2019.

وعلى أمل استعادة هذه القطعة من “الجدار الأحمر” الذي انهار خلال الانتخابات العامة الأخيرة، قال زعيم المعارضة كير ستارمر إن ويكفيلد “يمكن أن تكون مكان ولادة حكومة حزب العمال المقبلة”.

وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم واضح بحوالي عشرين نقطة لمرشح حزب العمال سايمن لايتوود، وهو موظف في خدمة الصحة العامة البريطانية.

ويجري الاقتراع بعد استقالة النائب المنتهية ولايته عمران خان الذي حكم عليه بالسجن 18 شهرًا بتهمة اعتداء جنسي على فتى يبلغ من العمر 15 عاما.

وكان العماليون يسيطرون على هذه الدائرة الانتخابية من 1932 إلى 2019 بلا انقطاع.

وفي هونيتن أند تيفرتن -وهي دائرة انتخابية في جنوب غرب إنجلترا محافظة منذ إنشائها في 1997- يختار الناخبون خليفة لنيل باريش. وقدم النائب البالغ من العمر 65 عامًا استقالته بعدما اعترف بأنه شاهد مواد إباحية على هاتفه في البرلمان.

وأوضح هذا المزارع السابق أنه وجد صدفة موقعا للبالغين أثناء بحثه عن جرارات، قبل أن يعود إلى هذا الموقع في “لحظة جنون”.

ويأمل الديمقراطيون الليبراليون في الفوز كما حصل في ديسمبر الماضي في نورث شروبشير، وهي معقل ريفي للمحافظين في شمال إنجلترا خسروه بعد فضيحة تتعلق بمجموعات ضغط.

وفي مؤشر على القلق وحجم مهمة استعادة الثقة رفضت هيلين هورفورد -المرشحة في تيفرتن وهونيتن- التعليق مرتين على نزاهة وصدق جونسون خلال مقابلة مع صحيفة “ذي غارديان” اليسارية. واكتفت بالقول إن رئيس الوزراء “يعتقد أنه صادق”.

وكان جونسون (58 عاما) يعتبر ضمانة للفوز بعد نجاحه في الانتخابات التشريعية قبل عامين ونصف العام بناء على وعد بتنفيذ بريكست. لكن صورته انهارت بعد الفضائح التي شابت ولايته.

ونظريا، يبقى محميا لأن القواعد الحالية لدى المحافظين تمنع إجراء تصويت جديد بحجب الثقة قبل عام.

وألغى جونسون -الحريص على إثبات وجوده في القضايا الكبرى وعلى الساحة الدولية- الأسبوع الماضي رحلة إلى المحافظين في شمال إنجلترا ليزور مرة ثانية كييف حيث ظهر مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي يعتمد على دعم المملكة المتحدة في مواجهة الغزو الروسي.

ومحليا لا يبدو الوضع مواتيا لحكومة جونسون إذ بلغت نسبة التضخم أعلى مستوياتها منذ أربعين عاما (أكثر من 9 في المئة)، ما يثير المزيد من التحركات الاجتماعية، بينما فشلت مؤخرا محاولة مثيرة للجدل لترحيل مهاجرين إلى رواندا.

وحاول جونسون وحكومته الرد على النكسة التي تعرضا إليها بسبب قرار للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، بعرض مشروع قانون بشأن الهجرة على مجلس العموم البريطاني لتجاوز القرار الذي أصدرته المحكمة، والذي عرقل بدء عمليات نقل اللاجئين إلى رواندا الأربعاء.

ويأتي كل ذلك بعد أشهر من مسلسل فضيحة الحفلات الذي أضيفت إليه فضيحة أخرى سميت “كاري غيت” وتتعلق بمحاولات متكررة مفترضة من قبله للحصول على وظائف مدفوعة الأجر لزوجته كاري.

وقالت موظفة الاستقبال مارغريت ورد (49 عاما) في ويكفيلد مؤخرا “لا أعتقد أن الناس يفكرون بالضرورة في المرشح المحلي”.

وأضافت “أعتقد أنهم ينظرون في الواقع إلى ما فعلته الحكومة بشكل عام ويأخذونه بعين الاعتبار”.

ومن جهته صرح المحامي المتقاعد رايدر بارفيت بأن الاقتراع سيجري على كل من القضايا المحلية، لأننا “لم نكن ممثلين بشكل كاف خلال العامين الماضيين”، لكنه يعتقد أيضا أنه ستكون هناك “ملاحظات بشأن اتجاه الحزب (…) بعد كل ما حدث”.

5