تركيا تفرض الهدنة على الفصائل التابعة لها شمال سوريا

الاشتباكات تندلع بين جماعات الجيش الحر قبل الهجوم التركي الموعود.
الاثنين 2022/06/20
تركيا لا تريد أي تشويش على عمليتها العسكرية المقبلة

عمان - قال سكان ومصادر من المعارضة السورية إن اشتباكات بين فصائل المعارضة السورية المسلحة المدعومة من تركيا انتهت الأحد بعد الاتفاق على هدنة، وذلك بينما تحشد أنقرة لشن عملية عسكرية واسعة في شمال سوريا.
والفصائل المتقاتلة هي فيلق الشام والجبهة الشامية وجيش الإسلام وأحرار الشام، وتعتبر جزءا من تحالف الجيش السوري الحر لجماعات المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا.
ولقي ثمانية أشخاص على الأقل حتفهم وأصيب العشرات السبت، في قتال بين الفصائل بالقرب من مدينة الباب في محافظة حلب شمال غرب سوريا.
وقال مفاوضون من المعارضة المسلحة لوكالة رويترز للأنباء إن تركيا، التي تحتفظ بالآلاف من القوات داخل شمال غرب سوريا، "توسطت" في اتفاق الهدنة.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" الأحد إن "خلافا وقع بين مجموعات إرهابية تابعة للاحتلال التركي في قرية تل ذايب بمنطقة رأس العين المحتلة، للسيطرة على محطة محروقات ومساحة من الأراضي المحيطة، وتطور الخلاف إلى اندلاع اقتتال عنيف بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة".
ودفعت الاشتباكات هيئة تحرير الشام، الفرع السابق لتنظيم القاعدة، إلى الانتشار في مناطق خاضعة لسيطرة خصومها في الجيش السوري الحر المعارض، مما أثار مخاوف من سعيها للتوسع خارج المناطق التي تسيطر عليها في محافظة إدلب إلى منطقة عفرين.
وقالت مصادر محلية إن هيئة تحرير الشام، التي كانت تسمى جبهة النصرة، أرسلت قوات إلى منطقة عفرين لمساندة حركة أحرار الشام ضد الجبهة الشامية، مشيرة إلى أن العديد من الطرق في مناطق عفرين وأعزاز أغلقت بسبب المواجهات المستمرة منذ السبت.
وبموجب الهدنة أعادت الفصائل مقرات أحرار الشام وعادت إلى مواقعها السابقة. وأنهى الاتفاق شبح إطالة أمد القتال.
ومنطقة شمال غرب سوريا بالقرب من الحدود التركية هي آخر منطقة لا تزال في أيدي مقاتلين يسعون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لكن السيطرة مقسمة بين الفصائل الجهادية والمسلحين الآخرين الذين تدعمهم تركيا.
وتسيطر فصائل المعارضة السورية على مناطق عفرين وريف حلب الشرقي والرقة الشمالي والحسكة الغربي، في حين تسيطر هيئة تحرير الشام وجناحها المدني حكومة الإنقاذ على مدينة إدلب وريفها، وتوجد بعض الفصائل المتحالفة معها في خطوط التماس مع القوات الحكومية في ريف إدلب وحماة واللاذقية.
وتفصل الاختلافات الأيديولوجية بين الإسلاميين المسلحين وجماعات الجيش السوري الحر المعارض المدعوم من أنقرة.
ونفذت تركيا بمساعدة الجيش السوري الحر المعارض أربع عمليات في شمال سوريا منذ عام 2016، واستولت على مئات الكيلومترات من الأراضي. ويقول قادة المسلحين إنهم كثفوا استعدادهم لدعم أي توغل تركي جديد.
وعانت المعارضة المسلحة من الاقتتال الداخلي منذ بدء الانتفاضة ضد الأسد في عام 2011. وقد ساعد ذلك الرئيس السوري، مع حلفائه الإيرانيين والروس، على استعادة جزء كبير من الأراضي التي خضعت في السابق لسيطرة المعارضة المسلحة.