الذكاء العاطفي… هل يمكن أن ينقله الآباء إلى الأبناء؟

مدريد ـ يشير خبراء علم النفس إلى إمكانية تعليم الأطفال الذكاء العاطفي عن طريق المشاركة الحقيقية في حلقات النقاش التي يديرها الآباء، ما يجعل الأبناء يتعلمون الإدارة الإيجابية لذكائهم العاطفي والنتائج المحببة لديهم، بما يتماشى مع أعمارهم.
ويلفت مستشارو العلاقات الأسرية إلى أن البيت هو المدرسة الأولى لاكتساب الذكاء العاطفي، وأن الطفل انعكاس لسلوك والديه وهما المرآة الحقيقية كمربين، كما أن الطفل يفترض أن ما يفعله الآباء والأمهات هو الصحيح أو الصواب.
وقال الدكتور خوسيه لويس مارين رئيس الجمعية الإسبانية للطب النفسي والعلاج النفسي: “إن العواطف تدخل في كل جوانب حياتنا، وإننا نتمكن من تحقيق السعادة حين توقّع عواطفنا اتفاق سلام مع عقلنا وتفكيرنا”.
ويشير مصطلح الذكاء العاطفي، وفق لويس مارين، إلى قدرة الفرد على التحكم في عواطفه وتنظيمها لحل المشاكل سلميا وتحقيق الرفاهية لنفسه وللآخرين. وهو يشمل مجموعة من الصفات العاطفية مثل القدرة على التعبير والتعاطف وفهم المشاعر وحل المشكلات وإبداء الود واللطف والاحترام.
مصطلح الذكاء العاطفي يشير إلى قدرة الفرد على التحكم في عواطفه وتنظيمها وتحقيق الرفاهية لنفسه وللآخرين
ورغم أنها صفات لا يمكن قياسها فإنها حاسمة للنجاح في الحياة، وفق ما يؤكده الخبراء.
كما من أهم علامات الذكاء العاطفي المرتفع، الاعتراف بالخطأ وتحمل المسؤولية والتعلم من الأخطاء وتقبّل الانتقاد وحسن الاستماع والتواصل البصري مع الآخرين أثناء الحديث، والذي يعكس الثقة بالنفس واحترام مشاعر الآخرين والتواضع والمحافظة على المبادئ والقيم مهما تغيرت الظروف أو كانت المغريات.
ويرى الخبراء أن اكتساب هذه المهارات لها من الانعكاسات الإيجابية المهمة على الصحة العقلية والجسدية وعلى العلاقات الاجتماعية، والأهم هو الشعور بالثقة والرضا عن النفس.
ويؤكد خبراء علم النفس على أن معايشة الطفل لتجربة ما، والتحدث عنها أمام الآخرين تظهر مدى امتلاكه لصفات شخصية تطور لديه الذكاء العاطفي، من وقفته أو إلقائه وجذبه للحضور.
ولا بد أن تنمى مهارات السمع والبصر ولغة الجسد لتكتمل قوة الذكاء العاطفي للفرد، والحفاظ على الثقة بالنفس والاتزان والاعتدال وعدم الخروج عن محور موضوع الجلسة، مع الحرص على الحفاظ على مشاعر الآخرين بالتوازي مع ديمومة الجاهزية الذهنية حاضرة قدر الإمكان، وحساب مدى قدرة التركيز لأطول وقت ممكن من دون الشعور بالملل والإحباط.
وبفضل ظهور العديد من الدراسات العلمية التي تؤكد أن نجاح الفرد يعتمد على الذكاء العاطفي أكثر مما يعتمد على القدرات العقلية، اكتسبت العواطف أهمية كبيرة، كما أن الأطفال الذين تم تدريبهم ليكونوا أذكياء عاطفيا استطاعوا تحقيق نتائج أكاديمية أفضل وكان لديهم التحفيز الذاتي للتعلّم طوال حياتهم.
