"كراسات سينمائية" أول مجلة سعودية متخصصة في السينما

المجلة تسعى إلى أن تكون مشروعا صحافيا وفنيا فاعلا ومؤثرا ضمن منظومة النهضة الثقافية والفنية في السعودية.
الثلاثاء 2022/06/14
منبر جديد لحراك ثقافي مستقبلي

الرياض- تواصل السعودية تحفيز المشهد السينمائي والسينمائيين من خلال الدعم المتواصل والمهرجانات والفعاليات المختلفة، وبما أنه لا حراك سينمائي من دون مواكبة نقدية ومتابعات أطلقت أخيرا مجلة مختصة.

وعلى هامش فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان أفلام السعودية في مركز إثراء، تم إطلاق مجلة كراسات سينمائية، وهي أول مجلة سعودية متخصصة في السينما، تصدرها “آثار الصور” بالتعاون مع جمعية السينما ودعم هيئة الأفلام.

وتهدف “كراسات سينمائية” منذ عددها الأول (يونيو 2022) إلى أن تكون مرآة للسينمائيين السعوديين، وأن تعكس تطلعاتهم إلى إنتاجات سينمائية فعلية، وأن تناقش التحديات التي تواجههم. كما تسعى إلى أن تكون مشروعا صحافيا وفنيا فاعلا ومؤثرا، ضمن منظومة النهضة الثقافية والفنية في السعودية.

ويوضح مؤسسو المجلة، فيصل بالطيور وأحمد أبوشادي ووجدان المرحوم، أن طموح “كراسات سينمائية”، يمضي قدما ليساير طموح السينما السعودية ذاتها، التي فرضت حضورها الفني محليا في دور العرض المتزايدة، وفي المحافل والقنوات والمهرجانات العربية والدولية، وذلك بعد أربع سنوات فقط من افتتاح أول دار عرض سينمائي في الرياض.

ولم يغفل المؤسسون عن توجيه الشكر لكل من “هيئة الأفلام” وجمعية السينما” في السعودية، على دعمهما الكبير لإطلاق هذه المجلة النوعية المتخصصة، وذلك من خلال تعاونهما المثمر مع مؤسسة “آثار الصور” الناشرة لمجلة “كراسات سينمائية”.

ويتطلع المؤسسون إلى “المزيد من الازدهار للمجلة في خطواتها المقبلة، لتواصل مشوارها بمساندة هيئة الأفلام وجمعية السينما نحو تحقيق أحلام السينمائيين السعوديين في هذه المرحلة الدقيقة، التي تتطلب تضافر جهود سائر المعنيين بإنتاج السينما في المملكة، والمتطلعين إلى نهضتها وتفوقها وتألقها”.

ويقول المشرف العام للمجلة فيصل بالطيور “إن السينما السعودية تمكنت عبر قفزاتها الاستثنائية من أن تكون في صدارة المشهد في المنطقة العربية والشرق الأوسط، كأكبر سوق إنتاجية متنامية تتحسس طريقها إلى تجاوز مليار دولار خلال الفترة القريبة المقبلة”.

في حين يقول مستشار التحرير أحمد أبوشادي إن “كراسات سينمائية”: “تراهن على أن تكون نافذة مفتوحة للسينمائيين، تحفزهم على اكتشاف موقع الذات بالنسبة إلى الآخرين، والاطلاع المستمر على الفضاءات الجديدة للفن السابع وصيغه المبتكرة الآنية وآلياته المتطورة، داخليا وخارجيا”.

مدير التحرير وجدان المرحوم تؤكد أن السينما السعودية “لا تدور في فراغ، إذ ولدت كابنة لواقعها، لتكون راسمة لحظات حياتية درامية، حساسة وموحية، ومفجرة قضايا مجتمعية ملحة وهموم إنسانية مشتركة، في سياق معالجة إبداعية جمالية في المقام الأول بطبيعة الحال”.

وينوه المؤسسون إلى أن اسم المجلة “كراسات سينمائية”، جاء استئناسا باسم مجلة ذائعة لعبت دورا كبيرا في الحياة السينمائية في فرنسا، ويشيرون إلى مجلة “دفاتر السينما”، التي يتطلعون إلى تعاون معها في المستقبل القريب، مؤكدين أن كل مشروع جديد لا يخلو، عند انطلاقته الأولى، من الملاحظات، مشددين على أهمية إسهام القراء والمتابعين، من أجل أداء ناجح ومتطور باستمرار.

من ناحية أخرى، لا تقف “كراسات سينمائية” عند حدود الحاضر، وإنما هي بحسب المؤسسين للمجلة، تسعى إلى مد عيونها الاستشرافية صوب المستقبل، من خلال نافذة السينما المتفوقة بصريا وتخييليا. ومن ثم، فإن المجلة بدورها تتحصن بهذه النزعة التطورية، هيكلا وجوهرا، حيث تمضي قدما في فضاء الإعلام الحديث والاتصالات المفتوحة، منطلقة مما انتهت إليه المجلات السينمائية العربية المعروفة، سواء من ناحية الشكل والتصميم والإخراج والتبويب والصور، في الثوبين الورقي الطباعي والآخر الإلكتروني.

وتنعكس على “كراسات سينمائية” تلك الرغبة الجامحة لدى الفن السينمائي في خلخلة المستقر وتجاوز المألوف وصولا إلى الاستحداث النوعي والتمرد الجمالي والتثوير الفني.

وتساعد هذه المنظومة التكاملية المتسقة على بلورة المقالات والقراءات والموضوعات التي تحفل بها “كراسات سينمائية” على النحو المأمول، وهي مواد تطرح قضايا ملحة وتثير إشكالات جدلية على نحو تفصيلي ومتعمق، في ما يخص السينما بكافة أنساقها.

في المفتتح السعودي؛ القسم الأول من “كراسات سينمائية”، تتنوع الموضوعات التي ترسم بها المجلة بانوراما بصرية للمشهد السينمائي في المملكة. يلقي فريق التحرير الضوء على ملف السينما (العروض المرئية) ضمن تقرير الحالة الثقافية الصادر عن وزارة الثقافة السعودية، بكل ما فيه من استفاضة في التطرق إلى تفاصيل صياغة الفيلم السعودي الحالي، والتحديات التي تواجهه في سياق مساعيه إلى تعزيز التحقق، وتأكيد الاعتراف العالمي.

وفي النوافذ العربية والعالمية، تتوسع “كراسات سينمائية” في ملاحقة الجديد في حقول الفن السابع على مختلف الأصعدة الفنية والتقنية والإنتاجية، كما تستعين بخلاصة تجارب كبار السينمائيين والنقاد والكتاب والمترجمين العرب.

ويمتد اهتمام “كراسات سينمائية” في شقيها العربي والعالمي لتشهد المجلة المزيد من الإطلالات الرصدية والتحليلية، والمقالات والترجمات والإشارات، سعيا إلى إحاطة المتلقي برؤية موسوعية حول التمظهرات السينمائية الخارجية، والإلمام بمفردات الإنتاج السينمائي.

13