حرب الشوارع ستحسم سيطرة روسيا على شرق أوكرانيا

كييف ترى أن أملها الوحيد لتحويل الدفة لصالحها يكون بتزويدها بالمزيد من المدفعية للتصدي للقوة العسكرية الروسية الهائلة.
السبت 2022/06/11
سيفيرودونيتسك مفتاح السيطرة على الشرق

كييف - تحتفظ القوات الأوكرانية بمواقعها في سيفيرودونيتسك مع احتدام القتال في الشوارع وتواصل القصف ليل نهار، بينما تضغط روسيا للسيطرة على المدينة المدمرة والأساسية لهدفها المتمثل في السيطرة على شرق أوكرانيا.

وسيفيرودونيتسك ومدينة ليسيتشانسك الواقعة على الضفة المقابلة لها على نهر سيفيرسكي دونيتس، هما آخر الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا في إقليم لوغانسك، الذي تسعى موسكو جاهدة للسيطرة عليه في إطار أهدافها الأساسية من الحرب.

وقال سكرتير مجلس الأمن الأوكراني أوليكسي دانيلوف إن الوضع "بالغ التعقيد" وإن القوات الروسية تركز كل قوتها على المنطقة. وصرح "إنهم يقصفون جيشنا ليل نهار".

وتقول أوكرانيا إن أملها الوحيد لتحويل الدفة لصالحها في المدينة الصناعية الصغيرة هو تزويدها بالمزيد من المدفعية للتصدي للقوة العسكرية الروسية الهائلة.

فولوديمير زيلينسكي: أوكرانيا حققت تطورات إيجابية في منطقة زابوريجيا ونجحنا في تعطيل خطط المحتلين

وفي تحديث نادر للموقف في سيفيرودونيتسك، قال بيترو كوسيك، قائد كتيبة سفوبودا الأوكرانية للحرس الوطني، إن الأوكرانيين يستدرجون الروس لقتال شوارع لتحييد الميزة النسبية للمدفعية الروسية.

وأضاف "أمس (الخميس) كان يوما ناجحا بالنسبة لنا. نفذنا هجوما مضادا وفي بعض المناطق تمكنا من إجبارهم على التقهقر إلى حي أو حيين. وفي بعض المناطق أجبرونا على التراجع لكن إلى بناية أو اثنتين".

وفي الجنوب، حيث تحاول روسيا فرض حكمها على منطقة من الأراضي المحتلة تمتد عبر منطقتي خيرسون وزابوريجيا، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إنها استعادت مناطق جديدة في هجوم مضاد في منطقة خيرسون.

وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن أوكرانيا حققت "بعض التطورات الإيجابية في منطقة زابوريجيا، حيث نجحنا في تعطيل خطط المحتلين". ولم يذكر تفاصيل.

وقُتل الآلاف وفر الملايين منذ أن شنت موسكو "عمليتها العسكرية الخاصة" لنزع سلاح جارتها و"اجتثاث النازية" منها في الرابع والعشرين من فبراير. وتصف أوكرانيا وحلفاؤها الغزو بأنه عدوان غير مبرر.

وفي حديثه في موسكو بمناسبة الاحتفال بمرور 350 عاما على ميلاد القيصر الروسي بطرس الأكبر، شبه الرئيس فلاديمير بوتين ما يقوم به حاليا في أوكرانيا بما وصفه بمساعي القياصرة التاريخية لاستعادة ما قال إنه أراض روسية.

وقال بوتين "لقد شن بطرس الأكبر حرب الشمال العظمى لمدة 21 عاما. بدا أنه في حالة حرب مع السويد، وأنه انتزع شيئا منهم. لم ينتزع أي شيء منهم، لقد استعاد (ما كان لروسيا)".

وقال أوليكساندر ستريوك، رئيس بلدية سيفيرودونيتسك، إن حوالي 10 آلاف مدني ما زالوا محاصرين في المدينة، وهو ما يقرب من عُشر سكانها قبل الحرب.

وإلى الغرب من سيفيرودونيتسك، تضغط روسيا من الشمال والجنوب في محاولة لمحاصرة القوات الأوكرانية في منطقة دونباس التي تضم لوغانسك ودونيتسك المجاورة.

وقال الجيش الأوكراني إن موسكو قصفت أكثر من 20 بلدة في دونيتسك ولوغانسك الخميس، مما أدى إلى تدمير أو إلحاق أضرار بنحو 49 منزلا وعدة مصانع ومبان زراعية ومحطة للسكك الحديدية. وأضاف أن مدنيين قتلا.

وتقول روسيا إنها لا تستهدف المدنيين. وقال إيفان، وهو جندي أوكراني على خط المواجهة في دونيتسك، "لقد تزايدت محاولات الجماعات التخريبية للتسلل إلى المنطقة. لكننا نرصدها ونمنعها من الدخول". وفي بلدة سوليدار، التي تقع بالقرب من خط الجبهة، انهارت المباني بسبب الانفجارات.

سيرجي لافروف: موسكو سترد على إمدادات الأسلحة الغربية بعيدة المدى لأوكرانيا بدفع قواتها إلى الوراء

وكان السكان الباقون، ومعظمهم من كبار السن، يحتمون في قبو مزدحم. وغامرت أنطونينا البالغة من العمر 65 عاما بالخروج لرؤية حديقتها. وقالت وهي تبكي "نحن باقون. نعيش هنا. لقد ولدنا هنا. متى سينتهي كل هذا؟".

وقالت وزارة الدفاع البريطانية الجمعة إن ميناء ماريوبول الشرقي المدمر الذي حاصرته القوات الروسية لشهور حتى سقط، معرض الآن لخطر تفشي مرض الكوليرا.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث على تويتر إن هناك على الأرجح نقصا حادا في الأدوية في خيرسون. وأضافت أن روسيا تواجه متاعب في توفير الخدمات العامة الأساسية لسكان الأراضي التي تحتلها.

وفي دفعة لكييف، قالت بريطانيا إنها ستزود أوكرانيا بأنظمة صواريخ ذات إطلاق متعدد يمكنها إصابة أهداف على بعد 80 كيلومترا. وستتيح هذه الأنظمة للأوكرانيين القوة النيرانية الأكثر دقة وبعيدة المدى المطلوبة للوصول إلى بطاريات المدفعية، وهي مكون رئيسي في خطط القتال الروسية.

وتم تنسيق هذه الخطوة البريطانية مع الولايات المتحدة التي تعهدت في الأسبوع الماضي بتزويد كييف بأنظمة صاروخية متقدمة. وقال زيلينسكي إن كييف تتلقى بالتدريج "أنظمة مضادة للسفن محددة" من دول معينة، وإن هذه الأنظمة ستكون أفضل وسيلة لإنهاء الحصار الروسي لموانئ أوكرانيا على البحر الأسود، والذي يمنع تصدير الحبوب.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن موسكو سترد على إمدادات الأسلحة الغربية بعيدة المدى لأوكرانيا بدفع القوات الأوكرانية إلى الوراء أكثر بعيدا عن حدود روسيا.

وقال الرئيس الروسي إن روسيا ستقصف أهدافا جديدة إذا زود الغرب أوكرانيا بصواريخ أطول مدى. وفي نفس اليوم أصابت صواريخ روسية كييف للمرة الأولى منذ أكثر من شهر.

وقالت أوكرانيا إن الضربة أصابت مصنعا لإصلاح عربات السكك الحديدية، بينما قالت موسكو إنها دمرت دبابات أرسلتها دول في أوروبا الشرقية إلى أوكرانيا.

5