تضاؤل الآمال في قدرة ليبيا على استدامة توفير الكهرباء

سرت (ليبيا)- يواجه الليبيون خلال هذه الفترة معضلة تطل برأسها مع كل صيف تتمثل في احتمال تقلص إمدادات الكهرباء مع تصاعد التحذيرات من أن المحطات ستتوقف وستتعرض للضرر ما لم تحصل الشركة الحكومية على شحنات الغاز المتعاقد عليها لتشغيلها.
ومن المتوقع أن تتخلف شركة سرت لإنتاج وتصنيع الغاز عن توفير الإمدادات للشركة العامة للكهرباء الحكومية نتيجة استمرار أزمة غلق حقول وموانئ النفط وتوقف التصدير منذ منتصف أبريل الماضي.
وكانت شركة سرت قد قالت في كتاب أرسلته إلى شركة الكهرباء الحكومية الخميس الماضي إنها “ستوقف عمليات الإنتاج بحقلي الساحل والإرادة خلال الأسبوع القادم، نظرا إلى نفاد السعة التخزينية وذلك بسبب توقف تصدير النفط في البلاد منذ نحو شهرين”.
◙ العجز في إنتاج الطاقة الكهربائية في ليبيا يصل إلى ألفي ميغاواط، لكن المتاح يصل إلى حوالي 7 آلاف ميغاواط فقط
وقال مسعود سليمان الرئيس التنفيذي لشركة سرت في المخاطبة إنه “بناء على ذلك لا يمكن تزويد شركة الكهرباء بالغاز”.
وذكرت شركة الكهرباء في بيان نشرته منصة “حكومتنا” على فيسبوك التابعة لحكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها عبدالحميد الدبيبة أن “توقف إمدادات الغاز سيؤدي إلى ضرر كبير بشبكة الكهرباء، وعجز في إنتاج الطاقة يضاف إلى العجز الحاصل أصلا”.
وتأتي هذه المشكلة بينما يطالب المحتجون الدبيبة بتسليم السلطة لحكومة فتحي باشاغا المعينة من قبل مجلس النواب مطلع مارس الماضي، في حين يرفض الأول التسليم إلا لحكومة تكلف من برلمان جديد منتخب.
وعلى مدى سنوات، بات استمرار انقطاع التيار معظم ساعات اليوم أمرا شائع الحدوث في أنحاء البلاد خلال أشهر الصيف في ظل درجات حرارة مرتفعة تجعل الطلب على الكهرباء يزيد بفعل الإقبال على استخدام مكيفات الهواء.
وتشير بعض التقديرات إلى أن العجز في إنتاج الطاقة الكهربائية في ليبيا يصل إلى ألفي ميغاواط، لكن المتاح يصل إلى حوالي 7 آلاف ميغاواط فقط.
وتواجه ليبيا منذ العام 2011 مشاكل في إنتاج الكهرباء بسبب جولات من المعارك المتكررة التي دمرت محطات توليد عديدة وخطوط نقل. وقدرت الشركة الحكومية الخسائر بأكثر من مليار دولار.

شركة الكهرباء: شركة سرت أبلغتنا بعدم قدرتها على تزويد المحطات بالغاز
كما تسببت الخسائر في عجز متزايد في توليد الطاقة سنويا. ويبلغ متوسط انقطاع الكهرباء خلال فترة الصيف عشر ساعات يومياً خصوصا في العاصمة.
وتستورد ليبيا الطاقة من مصر بحدود 75 ميغاواط، ويوجد اتفاق مع تونس للتزود بنحو 100 ميغاواط، إضافة إلى وجود وحدتين تم تركيبهما غرب طرابلس قبل عامين تنتجان كهرباء في حدود 60 ميغاواط.
وشرعت الجزائر في يونيو العام الماضي في إمداد جارتها بسعة تتراوح بين 180 و200 ميغاواط من الكهرباء عبر الشبكة التونسية لتعويض النقص الحاصل في الإمدادات بهدف معالجة معضلة الانقطاع المزمن للكهرباء.
وتعثرت مشاريع العديد من الشركات الأجنبية، بينها كورية وألمانية، لإنشاء محطات كهرباء جديدة بالبلاد كان تم التعاقد عليها قبل العام 2011 وتتخطى قيمة إنتاجها 4 آلاف ميغاواط.
وفي نوفمبر 2018 توصلت السلطات الليبية إلى اتفاق مع مجموعة إيني النفطية الإيطالية لدعم مشاريع الكهرباء في البلاد. وكانت مجموعة سيمنز الألمانية قد فازت في ديسمبر 2017 بصفقة بناء محطتين للكهرباء تعملان بالغاز في ليبيا.