"عيد وتهاويد" يروي عبق التراث والعادات الشعبية في السعودية

لوحات تشكيلية وصور فوتوغرافية لستّة فنانين تروي التاريخ والتحولات العصرية.
الاثنين 2022/06/06
ملامح من العادات الشعبية

الرياض - يواصل معرض “عيد وتهاويد” فعالياته بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" بالظهران، وذلك من خلال مجموعة من اللوحات التشكيلية والصور الفوتوغرافية لستّة فنانين تروي عبق التراث ومنعطفاته، والتاريخ والعادات الشعبية، والتحولات العصرية.

ويسهم المعرض الذي يستمر حتى منتصف يوليو المقبل، بمشاركة عدد من الفنانين والمصورين، في صُنع مساحات إبداعية بطابع جديد، عبر توثيق سلسلة عادات وتقاليد تعمل الأمهات والجدّات على تخليدها حفاظا عليها من الاندثار أو النضوب.

وأوضحت منسقة المعرض تارة الدغيثر أن لوحات وصور المشاركين أشبه ما يمكن تسميته بالحوار بين الأجيال، فالماضي يعود إلى جذور التاريخ والحاضر مُطالب بالحفاظ على المخزون الثقافي المتمثّل بالعادات والتقاليد الشعبية، في الوقت الذي سيتحمّل المستقبل مسؤولية الديمومة لتناقل ذلك بين الأجيال.

المعرض يصنع مساحات إبداعية عبر توثيق عادات وتقاليد تعمل الأمهات والجدات على تخليدها حفاظا عليها من الاندثار أو النضوب

وتصف الدغيثر المعرض بأنه “أيقونة تحاكي تحولات عميقة، ستترك أثرا على المشهد الثقافي الفنّي، ما يجعلنا أكثر تفاؤلا في صناعة الفكر التراثي ليتوغّل بعمق في صفحات التاريخ”.

وتجد المشاركة في المعرض رزان اليوسف أن ما عرضته في “عيد وتهاويد” ما هو إلا حالة تعزز من التواريخ الهجرية ضمن مناسبات سنوية كالقرقيعان ومهرجان الدوخلة من عادات متوارثة يستوجب على الأمهات الحفاظ عليها عبر نقلها وترسيخها للأطفال بتهاويد وأهازيج خاصة.

وقامت الفنّانة آلاء الحارثي إحدى المشاركات في المعرض، بعمل بحث ميداني شمل سلسلة من الزيارات والمقابلات الشخصية وجلسات تدوين وتسجيل مع ذوي الخبرة من الجدّات والأمهات اللاتي مازلن يمارسن هذا النوع من الغناء الحميمي مع أطفالهن (التهاويد)، بالإضافة إلى مقابلات مع خبراء في التاريخ الصوتي والثقافي، إلى جانب تعمقها في المقالات والكتب التاريخية القديمة؛ لأهمية التهويدات الثقافية والاجتماعية وكذلك علاقتها في الروابط التي تجمع بين الأم وطفلها، فالبحث الذي استمر شهرين، توصّلت الحارثي من خلاله إلى سلسلة أهازيج شعبية بدأت بتسجيلها لتمنح زوّار “عيد وتهاويد” فرصة الاستماع إليها بعد اختيارهم لما يستهويهم، متطلّعة للوصول إلى ما يسمى “النضج الفنّي”.

أما الفنّان منير الحجي فيضفي على المعرض لمسات فنّية عبر لوحته التي تحوي طقوس وقصص الدوخلة التراثية، موضحا “معرض ‘عيد وتهاويد’ يقدم أعمالا فنّية تعبّر عن العادات التراثية في ضفتي المملكة غربا وشرقا”.

وأشار الحجي الذي يعد من طليعة روّاد الحركة التشكيلية السعودية إلى التفاعل المُدهش بأروقة المعرض، قائلا “المعرض يعكس تاريخا واقعيا يُسبغ البهجة والسرد بالألوان، فهناك مشاركون استخدموا خامات مختلفة عن بعضها يصعب توظيفها في الأعمال الفنّية”.

Thumbnail
15