الغرب أمام العقوبات الروسية المضادة: قيود على تصدير الغازات النبيلة

فلاديمير بوتين لا يهمه لمن يبيع الغاز أو النفط طالما أن السعر عال جدا.
السبت 2022/06/04
روسيا لم تتأثر بالعقوبات

لندن – قالت وزارة التجارة الروسية الخميس إن روسيا، التي فُرضت عليها عقوبات، فرضت قيودا على صادرات الغازات النبيلة مثل النيون، وهو عنصر رئيسي في صناعة الرقائق الإلكترونية، حتى نهاية عام 2022 لتعزيز وضعها في السوق.

يأتي هذا في وقت بدأ فيه الغرب يدفع ثمن العقوبات على نطاق واسع فيما تمتلك روسيا الكثير من البدائل بما في ذلك ما تعلق بإمدادات النفط والغاز.

ويقول مراقبون إن قيود الصادرات الروسية قد تؤدي إلى تفاقم أزمة الإمدادات في سوق الرقائق العالمية. وكانت أوكرانيا واحدا من أكبر موردي الغازات النبيلة في العالم إلى أن أوقفت الإنتاج في مصانعها في مدينتي ماريوبول وأوديسا في مارس الماضي.

وأعلنت الحكومة الروسية في الثلاثين من مايو أن صادرات الغازات النبيلة، التي كانت تزود بها روسيا عادة اليابان ودولا أخرى، لن يُسمح بها إلا بتصريح خاص من الدولة حتى الحادي والثلاثين من ديسمبر القادم.

وقال نائب وزير التجارة فاسيلي شباك لرويترز، عبر الخدمة الصحافية للوزارة الخميس، إن الخطوة ستوفر فرصة “لإعادة ترتيب تلك السلاسل التي تعطلت الآن وبناء سلاسل جديدة”. ويمثل إنتاج روسيا 30 في المئة من الإمدادات العالمية لثلاثة أنواع من الغازات النبيلة، وهي النيون والكريبتون والزينون، وفقا لتقديرات الوزارة.

وفرضت تايوان، أكبر منتج للرقائق الإلكترونية في العالم، قيودا على صادرات هذا المنتج إلى روسيا بعد أن أرسلت موسكو الآلاف من الجنود إلى أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير الماضي.

وقال شباك “نخطط لزيادة طاقتنا الإنتاجية (من الغازات النبيلة) في المستقبل القريب. نعتقد أنه ستكون لدينا فرصة لأن يُسمع صوتنا في هذه السلسلة العالمية، وهذا سيمنحنا بعض الميزات التنافسية إذا كان من الضروري إقامة مفاوضات للمنفعة المتبادلة مع زملائنا”.

ولم يظهر إلى حد الآن أن روسيا قد تأثرت بالعقوبات التي فرضها عليها الغرب، خاصة على قطاعي النفط والغاز، حيث لا شيء قد تغير.

ويعتقد المراقبون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يهمه لمن يبيع الغاز أو النفط طالما أن السعر عال جدا خاصة بعدما حافظ حلفاؤه في أوبك+ على زيادات محدودة، وهو مرتاح للأسعار الحالية، مشيرين إلى أن الصين يمكن أن تشتري كل إنتاج روسيا من النفط فيما ستلقي العقوبات بظلالها على المستهلكين في أوروبا.

وانقضت الآن ثلاثة أشهر منذ أن أعلن الغرب عن العقوبات على روسيا، والأمور لا تسير وفق الخطة، بل على العكس، فإن الأمور تسير بشكل سيء للغاية بالنسبة إلى الأوروبيين.

☚ العقوبات تلقي بظلالها على المستهلكين في أوروبا
☚ العقوبات تلقي بظلالها على المستهلكين في أوروبا

ويقول سيمون جينكين، المحرر الاقتصادي في صحيفة الغارديان البريطانية، إنه عندما أعلن الاتحاد الأوروبي حظره الجزئي على صادرات النفط الروسية في وقت سابق من هذا الأسبوع، ارتفعت تكلفة النفط الخام في الأسواق العالمية، مما قدم للكرملين مكاسب مالية أخرى غير متوقعة.

وأشار إلى أنه لا توجد لدى روسيا صعوبة في إيجاد أسواق بديلة لطاقتها، حيث ارتفعت صادرات النفط والغاز إلى الصين في أبريل بأكثر من 50 في المئة على أساس سنوي.

وبالتوازي مع ذلك بات العالم مقتنعا بأن لا حل لأزمة الغذاء الناجمة عن الحرب سوى بالتفاوض مع روسيا والاستماع إليها، والقبول بشروطها بما في ذلك رفع العقوبات عنها.

وقال متحدث بالأمم المتحدة الجمعة إن مارتن غريفيث منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة بالأمم المتحدة أجرى محادثات “صريحة وبناءة” مع المسؤولين الروس تركزت حول تسهيل صادرات الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود.

وأضاف المتحدث ستيفان دوجاريك أن غريفيث اجتمع مع مسؤولين معنيين بالشؤون الخارجية والدفاع أثناء زيارته إلى موسكو يومي الخميس والجمعة.

☚ روسيا تمتلك الكثير من البدائل
روسيا تمتلك الكثير من البدائل

1