سيدة شجاعة من عبادان تشعل مواقع التواصل في إيران

حميدة تاتي
عبادان (إيران) - سجلت سيدة عجوز من عبادان مقطع فيديو ممتعا على هاتفها أصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، أظهرها تقف بشجاعة في مواجهة قوات الأمن الإيرانية خلال الصدامات التي وقعت في مدينة عبادان، احتجاجا على انهيار مبنى مجمع ميتروبول الذي أدى إلى مقتل أكثر من 30 شخصا.
وأثناء سيرها في الشارع، صورت السيدة قوات الأمن التي تم إرسالها لقمع المتظاهرين السلميين في مدينتها. وأخبرتهم أنهم جميعا “أسرى هذا النظام وأنهم لا يفعلون شيئا للبلد سوى تسمين أنفسهم ببؤس الشعب”.
وعندما طلب منها أحد المارة أن ترفع الدعاء “الموت لعبدالباقي”، في إشارة إلى حسين عبدالباقي مالك مجمع ميتروبول، أجابت السيدة “لماذا أقول الموت لعبدالباقي؟ عليك أن تصرخ ‘الموت لخامنئي!'”.
قالت ذلك على مرأى ومسمع من رجال الأمن.
وبعد هذه المحادثة وترديد الشعارات المناهضة للنظام تعرضت تلك السيدة للهجوم وتم تسجيل شخص يحاول الإمساك بهاتفها.
وسرعان ما تداول مستخدمو مواقع التواصل في إيران مشاهد تعرض لقطات بصوتها تقول فيها إنها بخير لكنها تعرضت للهجوم من قبل أحد عملاء الأمن. وتمضي لتشرح ما حدث لها. وقالت إنها مصممة على مواصلة القتال والنضال، وتحدي شرطة مكافحة الشغب والنظام.
الإيرانيون أصبحوا أكثر تحديا للنظام القمعي ويبدو أن الخوف يتلاشى على جبهات المواجهة ببطء، ولكن بثبات
اللقطات، وإن كانت قصيرة وغير مهنية، فإنها تكشف الكثير عن الوضع في عبادان بشكل خاص، وما يدور في الشوارع الإيرانية بشكل عام. إذ أظهرت أن قوات الأمن ليست محلية، بدلالة أنها لا تتحدث بلهجات محلية. كما ظهر شخص يبتسم ويحيي السيدة لا يبدو أنه من أصل إيراني.
وتشير التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن بعض الضباط أو العملاء الآخرين كانوا من لواء “فاطميون”، وهم مواطنون أفغان يحصلون على مرتبات كبيرة نسبيا للقتال نيابة عن النظام في سوريا وقمع المتظاهرين الإيرانيين، تعادل أربعة أضعاف ما يمكن أن يحصل عليه المجندون الإيرانيون.
وتتجول السيدة العجوز بين قوى الأمن وتتعمد تحديهم بينما ينزل بعضهم أو يهزون رؤوسهم ولا يبدو أنهم مسرورون بعملهم.
وبالاقتران مع تقارير ومقالات رأي مختلفة من مسؤولي النظام حول انخفاض الروح المعنوية بين القوات، فإن هذا يشير إلى أن استمرار الانتفاضات سيؤثر على مجندي أجهزة الأمن، الذين على الرغم من تجنيدهم وإرسالهم في مهام بعيدة عن الوطن، فإن التوسع الجغرافي للاحتجاجات يمثل اختبارا لمرونتهم وقدرتهم على مواجهة أشخاص لا يترددون في تحديهم.
وعلى الرغم من أن تلك السيدة ظلت تصدح علانية “الموت لخامنئي”، إلا أنها تمكنت من الابتعاد في النهاية. بينما أصبح الشعار هو الوضع الطبيعي الجديد في إيران.
ولم يكن هذا هو الحال في العقود الأربعة الماضية. فقد عانى عشرات الآلاف من الناس في زنزانات النظام لتجرؤهم على ترديد نفس الشيء في الاحتجاجات السابقة.
وفي حين أن النظام لم يقترب حتى من تهدئة الاحتجاجات، فقد أصبح الناس أكثر تحديا ويبدو أن الخوف يتلاشى على جبهات المواجهة ببطء، ولكن بثبات.