هل يخشى الدبيبة أن تتحول طرابلس إلى بؤرة قتال وسرت إلى عاصمة آمنة

طرابلس - عكست تصريحات رئيس الحكومة الليبية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة مخاوف من اندلاع حرب في العاصمة طرابلس، ما سيحولها إلى بؤرة قتال، وهو ما قد يسمح بتحول سرت لدوافع أمنية، إلى عاصمة مؤقتة للبلاد.
ورغم بدء رئيس الحكومة الموازية فتحي باشاغا العمل رسميا من سرت، إلا أن أوساطا ليبية تؤكد أن تحركات المجموعات المسلحة لم تهدأ في المنطقة الغربية، وسط أنباء عن إمكانية تحرك رئيس جهاز المخابرات العسكرية المقال من قبل الدبيبة اللواء أسامة الجويلي.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي، أرتالا مسلّحة محمّلة بالأسلحة تابعة للجويلي، في طريقها من مدينة الزنتان إلى العاصمة طرابلس.

عبدالحميد الدبيبة: حكومتي لا تزال تمد يدها إلى السلام والحوار
وبعد أشهر على المحاولة، عجز باشاغا عن دخول العاصمة سلميا أو بالقوة، وهو الذي يعرف أكثر من غيره باعتباره كان شاهدا على عمل حكومة عبدالله الثني من شرق ليبيا، أن العمل من خارج طرابلس وبعيدا عن مقرات المؤسسات السيادية، وخاصة مصرف ليبيا المركزي ومؤسسة النفط والمؤسسة الليبية للاستثمار، يعني أن حكومته شكلية ولن تتمكن من تحقيق أي شيء.
وقال الدبيبة الأربعاء إن “اندلاع حروب جديدة أمر مرفوض، وحكومتي لا تزال تمد يدها إلى السلام والحوار”، مشددا خلال اجتماع مجلس الوزراء في طرابلس على أن “الكثير من الأطراف تتحدث عن الحرب والقتال ودخول طرابلس (…) لكن نحن مصممون على التمسك بشعار لا للحرب والقتال والاختلاف بين أبناء الشعب الليبي”.
وأضاف “لا يمكن أن نسهم في اندلاع حرب جديدة بين الليبيين (…) كفانا حربا.. كفانا قتالا.. لنجلس ونناقش الانتخابات ونكوّن قاعدة دستورية نتفق عليها لنذهب إلى انتخابات حقيقية هذه المرة تنهي المراحل المؤقتة”.
وكان من المفروض أن تجرى الانتخابات العامة بشقيها الرئاسي والبرلماني في ديسمبر الماضي، غير أن معركة طعون بين المرشحين أفضت إلى تأجيلها، فيما تتهم أوساط سياسية الدبيبة وحكومته بالعجز وعرقلة الاستحقاق الانتخابي.
وجاءت تصريحات الدبيبة الأربعاء بعد خروج مماثل للناطق باسم حكومته محمد حمودة، زعم فيه أن رئيس البرلمان عقيلة صالح قد دعا إلى دخول العاصمة عبر الاقتتال أو الحرب.
وقال حمودة في وقت متأخر من مساء الثلاثاء إن “الحكومة ترفض تصريحات رئيس مجلس النواب عن دعوته إلى دخول طرابلس بالقتال والحرب”، موضحا أن “الحكومة تطمئن المواطنين بأنها لن تسمح لأي طرف باستخدام القوة أو العنف من أجل الفوضى، وتنفيذ الأجندات السياسية الخاصة وفرضها بالقوة”.
ورد الناطق باسم البرلمان عبدالله بليحق على هذه التصريحات الأربعاء نافيا ما “يحاول البعض ترويجه من أكاذيب عن كلمة رئيس مجلس النواب الثلاثاء، في اجتماع سرت، بشأن دخول الحكومة طرابلس بقوة السلاح، ومن بينهم الناطق باسم الحكومة منتهية الولاية المغتصبة للسلطة بقوة السلاح”.
وقال بليحق إن صالح “أكد بشكل واضح لا لبس فيه أن دخول العاصمة يكون بأحد المسارين، إما القتال أو موافقة المجموعات المسلحة، وتكون الحكومة تحت سيطرتهم”، وأضاف أنه “تجنبا لإراقة الدماء فإن مدينة سرت التي تتوسط البلاد هي الحل الضامن لتحرر الحكومة من السيطرة عليها في غير ما يقره القانون”.
وأشار المتحدث باسم البرلمان إلى تشديد صالح على أن “خيار القتال يعد غير مقبول ومرفوضا في وجود حلول سياسية، منها ممارسة الحكومة عملها من مدينة سرت”، مؤكدا أن “نشر مثل هذه الأكاذيب هو استمرار لأعمال التزوير والتزييف ونقض العهود، يعيها الجميع من أبناء شعبنا والمجتمع الدولي”.