أوبك+ صامدة أمام الضغوط الغربية الداعية إلى استبعاد روسيا

الرياض - قالت وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية سيرغي لافروف التقى الثلاثاء مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود في الرياض، وإن الوزيرين أشادا بمستوى التعاون داخل أوبك+.
وصدرت تلك التصريحات وسط تقارير إعلامية غربية أفادت بأن بعض أعضاء تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاءها، يدرسون استبعاد روسيا من التحالف.
وجاء اجتماع لافروف مع نظيره السعودي بعد وقت قصير على توصل قادة دول الاتّحاد الأوروبي السبع والعشرين خلال قمّة في بروكسل ليل الاثنين - الثلاثاء إلى اتفاق على حظر تدريجي. وسيشمل الحظر في البداية واردات النفط الذي تصدّره روسيا عبر السفن فقط، أي ثلثي المشتريات الأوروبية من الذهب الأسود الروسي، على أمل أن يشمل لاحقا النفط المنقول عبر خطوط الأنابيب.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن الوزيرين "أشارا إلى تأثير التعاون الوثيق بين روسيا والسعودية في ما يتعلق باستقرار الأسواق العالمية للهيدروكربونات في هذا القطاع المهم استراتيجيا".
وذكرت وسائل إعلام سعودية رسمية أن لافروف وصل إلى المملكة الثلاثاء، ومن المتوقع أن يلتقي بوزراء خارجية آخرين من دول مجلس التعاون الخليجي.
وقالت ستة مصادر في أوبك+ لرويترز الأسبوع الماضي إن من المنتظر أن يلتزم التحالف باتفاق بشأن إنتاج النفط، تم التوصل إليه العام الماضي في اجتماعه في الثاني من يونيو، ويرفع أهداف الإنتاج لشهر يوليو بواقع 432 ألف برميل يوميا، رافضا الدعوات الغربية إلى زيادة أسرع بهدف خفض الأسعار المرتفعة.
وتشكل تحالف أوبك+ في عام 2016، واتفق على تخفيضات في الإنتاج بين أعضائه للحفاظ على استقرار أسواق النفط والتصدي لانهيار الأسعار، لاسيما مع تقلص الاقتصادات بشكل حاد خلال جائحة كوفيد.
وروسيا عضو رئيسي في أوبك+، إلى جانب بعض الدول السوفيتية السابقة، ودول أخرى.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلا عن مندوبين في أوبك، أن استبعاد روسيا من أوبك+ قد يمهد الطريق أمام منتجين آخرين لزيادة كبيرة في إنتاج الخام، وفق ما تسعى إليه الولايات المتحدة والدول الأوروبية.
ورغم ضغوط واشنطن لزيادة الإنتاج بهدف خفض الأسعار التي ارتفعت إلى ما فوق مئة دولار للبرميل منذ فبراير الفائت على وقع الحرب في أوكرانيا، فإن السعودية والإمارات أكدتا التزامهما بقرارات أوبك+، ما يبرز استقلال الرياض وأبوظبي المتزايد عن حليفتهما واشنطن.
ويعقد تحالف أوبك+ اجتماعا الخميس يرتقب أن يتجاهل خلاله قرار دول الاتحاد الأوروبي الـ27 بوقف القسم الأكبر من صادراتها من النفط الروسي، والإبقاء على الوضع القائم مع الحرص على عدم إثارة غضب روسيا.
ويجتمع الأعضاء الـ13 في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" بقيادة السعودية وشركاؤهم العشرة بقيادة روسيا، الخميس عبر الفيديو في فيينا مقر التكتل، في لقاء بات يعقد شهريا تقريبا منذ ظهور وباء كوفيد - 19، لتحديد حصص الإنتاج لشهر يوليو.
ولا يرتقب أن يؤثر ارتفاع أسعار النفط والحظر الأوروبي لأغلب صادرات النفط الروسية على سياسة الكارتل التي لم تتغير منذ ربيع 2021، حيث يتوقع غالبية المحللين زيادة هامشية جديدة على حجم الإنتاج الإجمالي بحوالي 432 ألف برميل في اليوم.
ومنذ بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا أظهرت المجموعة وحدتها، وبالتالي ليست لديها مصلحة في "استبدال النفط الروسي"، كما قالت إيبيك أوزكارديسكايا المحللة في بنك Swissquote.
وقالت أوزكارديسكايا لوكالة فرانس برس "مثل هذا الأمر سيلحق ضررا مزدوجا بروسيا، فإلي جانب خسارة زبون كبير (الاتحاد الأوروبي) ستجني أموالا أقل بسبب انخفاض الأسعار الذي سينتج عن زيادة العرض من قبل أوبك".
وترى موسكو في "الأسعار المرتفعة جدا" للنفط في السوق وسيلة "لإبقاء الضغط على الدول التي تعتبرها غير ودية"، كما يقول كريغ إيرلام لدى أواندا.
وأضاف إيرلام "نظرا إلى كون روسيا أحد أكبر عضوين في التحالف (إلى جانب السعودية)، فإن أي قرار برفع الإنتاج أصبح سياسيا جدا".
وتحرص السعودية في هذه الظروف، وهي من الدول القليلة القادرة على زيادة إنتاجها، على عدم التحرك بشكل أحادي "خشية أن تتسبب في خلافات داخل المنظمة".
وبعبارة أخرى، من غير المرتقب أن تتفاعل المجموعة مع العقوبات الأوروبية الجديدة، رغم ارتفاع الأسعار. وقالت أوزكارديسكايا "ثمة أمل ضئيل في رؤيتها تعلن عن أي شيء يمكن أن يريح السوق".
ودعت دول مجموعة السبع (الولايات المتحدة واليابان وكندا وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة وألمانيا) مرة أخرى الجمعة "الدول المنتجة للنفط والغاز إلى التصرف بمسؤولية والاستجابة لتشديد الأسواق الدولية"، مؤكدة أن "أوبك+ لها دور رئيسي تلعبه".
لكن التحالف الذي تشكل في 2016 بهدف تنظيم السوق يستمر في عدم التجاوب مع الدعوات الكثيرة الصادرة عن الدول الغربية.