وزيرا الثقافة في الإمارات والعراق يشيدان بنجاحات جائزة الشيخ زايد للكتاب

أبوظبي- ثمّن الدكتور حسن ناظم وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي، أثناء جولته في أروقة معرض أبوظبي الدولي للكتاب رفقة وفد على رأسه نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب الإماراتية، الدور الكبير والمحوري لجائزة الشيخ زايد للكتاب -التي تُعدُّ إحدى أبرز الجوائز الأدبية العربية- في تثبيت أركان الثقافة العربية والترويج للمبدعين على المستويين الإقليمي والعالمي.
وتجول ناظم برفقة الكعبي ورئيس مركز أبوظبي للغة العربية علي بن تميم والوفود المصاحبة في أروقة الدورة الـ31 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي اختتم فعالياته الأحد حيث تفقدوا الأجنحة المشاركة.

◙ عبدالله الغذامي نال لقب شخصية العام الثقافية ضمن جائزة الشيخ زايد للكتاب
وأثرى ناظم العديد من الجلسات والندوات الأدبية، ومن أبرزها مشاركته في ورقة بحثية ضمن جلسة الاحتفاء بعميد الأدب العربي طه حسين، شخصية المعرض المحورية لهذا العام، أضاء من خلالها على الكثير من الجوانب المهمّة في حياة الأديب وسيرته.
وأشاد بجهود مركز أبوظبي للغة العربية وجائزة الشيخ زايد للكتاب التي تخدم الثقافة العربية وتسهم في الارتقاء بحراك النشر والترجمة وترعى المثقفين والمبدعين، موضحاً أن الاحتفاء بالمبدعين ومشاريعهم هو احتفاء بالهوية العربية والإنسانية.
وهنّأ ناظم الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب بمختلف فروعها والدكتور عبدالله الغذامي على نيله لقب شخصية العام الثقافية ضمن جائزة الشيخ زايد للكتاب، مؤكداً أنه قامة أدبية ونقدية كبيرة ساهمت منذ منتصف الثمانينات في تناول العديد من الموضوعات القيّمة في مجال النقد.
وأوضح أن لجهود ومؤلفات الغذامي دوراً مهماً وفاعلاً في إحداث نقلة نوعية في الخطاب النقدي العربي، وأنها أثّرت بشكل كبير على مناهج النقد الأدبي الحديث ترجمة وتطبيقاً، وفسحت المجال بشكل جليّ لتأكيد حضور الطرح النقدي العربي الأكاديمي الواضح.
كما هنّأ ناظم الدكتور محسن الموسوي، أستاذ الدراسات العربية والمقارنة في جامعة كولومبيا – نيويورك، الفائز بالجائزة ضمن فئة “الثقافة العربية في اللغات الأخرى”، حيث أكد أن جهود الموسوي ساهمت في إثراء المكتبة بالكثير من المؤلفات المهمّة التي تمكنت من تعريف الثقافات الأخرى على أصالة موروثنا الثقافي والإبداعي، مشيراً إلى أن تثمين هذه المشاريع الثقافية الاستثنائية من قبل الجائزة يدلّ على مدى شموليتها وعمقها واهتمامها ببناء جسر من التواصل المعرفي والإنساني بين شعوب العالم.
وأكد ناظم أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعدّ فرصة مثالية لتعزيز الحراك الثقافي في المنطقة العربية؛ فبعد ثلاثة عقود بات منصّة تحشد نخب المثقفين العرب والأجانب ليلتقوا على قاعدة من الإدراك والوعي المشترك، لافتاً إلى أن المعرض أعاد دفع عجلة استمرارية قطاع النشر وعزّز حضورها بعد موسم من التوقّف، ما سيعيد الألق من جديد إلى الكتاب والمعرفة .
كما أوضح أن اختيار عميد الأدب العربي طه حسين شخصيةً محوريةً تكريم مستحق لهذه القامة الأدبية الرفيعة يغرس الاهتمام بالثقافة العربية في نفوس الأجيال المقبلة.

◙ محسن الموسوي الفائز بالجائزة ضمن فئة "الثقافة العربية في اللغات الأخرى"
ومن جانبها أكدت نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب، على دور المعرض في تشجيع صناعة النشر وتعزيز مكانة الكتاب في ظل التطور التكنولوجي وانتشار المحتوى الرقمي، مثمنةً الجهد الكبير المبذول في الإعداد لجائزة الشيخ زايد للكتاب ودورها في تعزيز مساهمة صناع الثقافة والمفكرين والمبدعين والناشرين، وخاصة الشباب، وتحفيزهم على المضي قدماً لإثراء الحياة الثقافية والأدبية في المنطقة العربية.
وأشادت الكعبي بالتنوّع الكبير الذي تميّزت به الدورة الحالية من معرض أبوظبي للكتاب، إضافة إلى الفعاليات المصاحبة مثل الندوات المباشرة وسينما الصندوق الأسود وغير ذلك، مشيرة إلى أن معرض أبوظبي كان ولا يزال إحدى أهم الفعاليات الثقافية في الدولة والمنطقة، يقدّم الجديد والمميز ليس فقط من عناوين مختلفة ومتميزة في تنوعها الثقافي بل يتعدى ذلك لطرح أفكار وأساليب متجددة في التفاعل مع جمهور المعرض.
وشكرت وزير الثقافة العراقي على مشاركته المؤثرة في الدورة الحالية من المعرض، كما وجّهت شكرها وتقديرها إلى القائمين على تنظيم المعرض وخاصة مركز أبوظبي للغة العربية برئاسة الدكتور علي بن تميم وكل طاقم العمل.
ورحّب الدكتور علي بن تميم بزيارة الوزير وحضوره الذي أثرى المعرض من خلال مشاركته في العديد من الجلسات والندوات ولقائه المثقفين، مؤكّداً أن ناظم ليس شخصية غريبة عن الحراك الثقافي، بل هو شخصية بارزة لها العديد من المساهمات المهمّة على صعيد الترجمة، وله مجموعة من الأعمال المنشورة ضمن مشروع “كلمة” للترجمة الذي يسعى لإحياء حركة الترجمة في العالم العربي.
وأوضح أن الدكتور حسن ناظم كان من أوائل المشاركين في مؤتمر أبوظبي الدولي للترجمة في نسخته الأولى عام 2012، حيث يهدف المؤتمر إلى تعزيز دور الترجمة في بناء الجسور بين الحضارات والأمم، وبحث سبل تطوير قدرات المترجمين الشباب، ودعم الجيل القادم لمواصلة مسيرة نقل الثقافة والعلوم والفنون من وإلى اللغة العربية، وكذلك إعداد المترجمين المدرّبين في مختلف المجالات.
وشارك ناظم في العديد من الجلسات الحوارية وقدّم أوراقاً بحثية وسجّل مداخلات مهمّة أثرت أجندة المعرض الثقافية، كما احتفى بأدباء وكتّاب الإمارات والعالم العربي والتقى برموز وشخصيات ثقافية، إضافة إلى زيارة العديد من الأجنحة ودور النشر العراقية المشاركة في المعرض.