ابتكار أول نظام اختبار لتشخيص جدري القردة في العالم

أحد أنظمة الاختبار يكتشف تحديدا سلالات غرب أفريقيا.
السبت 2022/05/28
مخاوف من أن يتطور الفايروس إلى أبعاد مستوطنة

استلزم انتشار فايروس جدري القردة في بلدان خارج أفريقيا ضرورة ابتكار نظام اختبار لتشخيصه. وقامت الشركة السويسرية روش بابتكار نظام تشخيص متكون من ثلاث مجموعات؛ الأولى  هي المجموعة البيولوجية الكبيرة التي تشمل الفايروسات المسببة لجدري القردة وجدري البقر والجدري الذي يصيب البشر، وتكشف الثانية عن فايروسات جدري القردة فقط، وتحديدا سلالات غرب أفريقيا ووسط أفريقيا. أما المجموعة الثالثة فهي مخصصة للباحثين.

جنيف – تعكف شركة “روش” للرعاية الطبية والوحدة التابعة لها على تطوير ثلاث مجموعات اختبار للكشف عن فايروس جدري القردة وسط انتشار المرض في مناطق خارج أفريقيا.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن هناك أكثر من 200 حالة مشتبه بها أو مؤكدة في أوروبا وأميركا الشمالية.

وقالت الشركة السويسرية إن واحدة من المجموعات الثلاث تكشف مجموعة الفايروسات “أورثوبوكس”، وهي المجموعة البيولوجية الكبيرة التي تشمل الفايروسات المسببة لجدري القردة وجدري البقر والجدري الذي يصيب البشر ويترك ندوبا تبقى مدى الحياة.

وتكشف المجموعة الثانية فايروسات جدري القردة فقط، وتحديدا سلالات غرب أفريقيا ووسطها. أما المجموعة الثالثة فهي مخصصة للباحثين وتكشف فايروسات مجموعة “أورثوبوكس” وفايروس جدري القردة.

وقد أطلق على المجموعات النموذجية المعيارية اسم “لايت ميكس”، وهذه النماذج تسمح بتقييم انتشار الفايروس ويمكن أن تساعد على متابعة التأثير المحتمل للعلاج والتطعيم وإجراءات الصحة العامة.

وتشير الشركة، إلى أن أحد أنظمة الاختبار يكتشف فايروس الجدري، والثاني فايروس جدري القردة، والثالث جميع أنواع فايروسات الجدري.

واحد من الأنظمة الثلاثة يكشف المجموعة البيولوجية الكبيرة التي تشمل الفايروسات المسببة لجدري القردة

ووفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية، سجلت في العالم 131 إصابة مؤكدة بجدري القردة بين البشر، وهناك 106 آخرين يشتبه بإصابتهم وهم تحت المراقبة. وأن أكثر الإصابات في إسبانيا والبرتغال وبريطانيا.

ورغم أن حصيلة حالات الإصابة بجدري القردة آخذة في الارتفاع، مع ظهور العشرات من الإصابات الأخرى كل يوم، لم يحدد الباحثون بعد كيفية انتقال الفايروس.

ووفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يمكن أن تؤثر الحالة على العينين والأغشية المخاطية للفم. ويعد أحدث انتشار للفايروس إلى حد بعيد أكبر انتشار خارج غرب أفريقيا حتى الآن، ما يثير مخاوف من أنه قد يتطور إلى أبعاد مستوطنة.

وتظهر غالبية الحالات طفحا جلديا على باطن اليدين والقدمين، وفقا لمركز السيطرة على الأمراض. وفي بعض الحالات، قد ينتشر الطفح الجلدي إلى الأغشية المخاطية داخل العينين والفم. ويُعتقد أن انتقال فايروس جدري القردة إلى الإنسان يحدث في المقام الأول من خلال قطرات تنفسية كبيرة.

ونظرا إلى أن القطرات لا يمكنها الانتقال لأكثر من بضعة أقدام، فإن الاتصال وجها لوجه لفترة طويلة مطلوب للانتقال.

ويوضح مركز السيطرة على الأمراض أنه عادة ما يبدأ طفح الجلد في غضون يوم إلى ثلاثة أيام من ظهور الحمى. ويميل الطفح الجلدي إلى التركيز على الوجه والأطراف وليس على الجذع. ويصيب الوجه في 95 في المئة من الحالات، وكف اليدين وباطن القدمين في 75 في المئة من الحالات. كما تتأثر الأغشية المخاطية للفم في 70 في المئة من الحالات، والأعضاء التناسلية في 30 في المئة من الحالات، والملتحمة في 20 في المئة، وكذلك القرنية. وعندما ينتشر الطفح الجلدي إلى الغشاء المخاطي للفم، قد يظهر على طبقة الجلد داخل الفم، بما في ذلك الخدين والشفتين.

Thumbnail

ويُلاحظ أن “الطفح الجلدي يتطور بالتتابع من لطاخات إلى حويصلات وبثرات وقشور تجف وتسقط”. ويمكن أن يختلف عدد الآفات من بضع إلى عدة آلاف، وفي الحالات الشديدة، يمكن أن تتجمع حتى تنسلخ أجزاء كبيرة من الجلد.

وقالت الدكتورة كلير موريسون الخبيرة السريرية في “ماد إكسبريس”، “الأعراض الأولية لجدري القردة تشبه الأعراض النموذجية لأيّ عدوى فايروسية. وتشمل هذه الأعراض الحمى والصداع وآلام العضلات والظهر وتضخم الغدد والتعب، لذلك قد يكون من الصعب اكتشافها مبكرا”.

وفي البحث المبكر، وجد العلماء أيضا أن العدوى من جدري القردة يمكن أن تؤثر على الرئة أثناء العدوى. وكشفت النتائج، التي نُشرت في مجلة البروتينات الجزيئية والخلوية، أن العدوى يمكن أن تزيد من إنتاج وسائل الحماية المرتبطة بالالتهاب. كما ظهر أن فايروس جدري القردة يقلل من إنتاج البروتينات التي تحافظ على أنسجة الرئة سليمة.

131

إصابة مؤكدة بجدري القردة في العالم، وهناك 106 آخرين يشتبه بإصابتهم وهم تحت المراقبة

وقال جوزيف براون المعد الرئيسي للدراسة وعالم أحياء الأنظمة في مختبر شمال غرب المحيط الهادئ الوطني “عند الدخول في هذه الدراسة، اعتقدنا أن جدري القردة يسبب المرض في المقام الأول عن طريق إحداث التهاب في الرئة، وهذا يؤدي إلى التهاب رئوي”. وأضاف “فوجئنا برؤية مدى الضرر الذي أحدثه الفايروس على السلامة الهيكلية للرئتين”.

ومع ذلك، فإن موريسون تطمئن أن الأعراض نادرا ما تكون شديدة، وعادة ما تزول في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع. وأضافت براون “من المرجح أن تكون خطرة على من يعانون من ضعف في جهاز المناعة والأطفال والنساء الحوامل حيث يمكن أن تنتشر إلى الجنين”.

واقترحت دراسة أولية صغيرة النطاق للحالات السابقة أن أعراض جدري القردة قد تمر بشكل أسرع عندما يُعالج المرضى بمضاد فايروسات معروف، لكن لم تجر الموافقة عليه بعد في المملكة المتحدة.

ويعد جدري القردة مرضا فايروسيا نادرا يمكن أن ينتقل من لدغات الحيوانات أو استهلاك اللحوم المطبوخة بشكل غير صحيح، ويمكن أن ينتشر من شخص إلى آخر عن طريق الاتصال الوثيق. ويمكن أن تشمل الأعراض الأولية للعدوى قشعريرة وإرهاقا وحمى وآلاما في العضلات، مع ظهور حالات أكثر شدة في الكثير من الأحيان بطفح جلدي على الوجه والأعضاء التناسلية، ويمكن أن ينتشر في أماكن أخرى من الجسم قبل الجرب. وفي الوقت الحالي لا توجد علاجات محددة ومرخصة لجدري القردة. وفي دراستهم حلل الدكتور هيو أدلر من مؤسسة “إن أيتش أس” التابعة لمستشفيات جامعة ليفربول وزملاؤه، سبع حالات من جدري القردة تم تشخيصها في المملكة المتحدة في الفترة من 2018 إلى 2021، من بينها أولى الحالات المسجلة للانتقال داخل المستشفى وكذلك الانتقال المنزلي خارج أفريقيا.

ووصلت أربع من الحالات من غرب أفريقيا، و3 حالات نتيجة انتقال العدوى من إنسان إلى إنسان. وكان أحد المرضى عامل رعاية صحية ظهرت عليه الأعراض بعد التعرض لمريض مصاب.

وأعطي المرضى، الذين تعافوا جميعا بعد العزل والعلاج، دورات تجريبية من نوعين مختلفين من الأدوية المضادة للفايروسات” برانسيدوفوفير” و”تيكوفيريمات ” والتي أثبتت سابقا إمكانية علاج جدري القردة في الحيوانات.

17