أنطولوجيا مغربية جديدة للشعر الفلسطيني الراهن

الكتاب أنطولوجيا شعرية مختارة لشاعرات وشعراء فلسطينيين معاصرين.
الأربعاء 2022/05/25
وضع حدا للصمت الذي يلف مصير الشعب الفلسطيني

ميلانو (إيطاليا) – صدرت عن منشورات المتوسط – إيطاليا أنطولوجيا جديدة للشعر الفلسطيني الراهن، حملت عنوان “أن تكون فلسطينيا”، أنجزها المغربيان الشاعر والمترجم عبداللطيف اللعبي والكاتب والإعلامي ياسين عدنان.

الكتاب هو أنطولوجيا شعرية مختارة لشاعرات وشعراء فلسطينيين معاصرين، جمع قصائدها عدنان، وصدرت أولا باللغة الفرنسية بترجمة اللعبي في مارس الماضي عن منشورات “بوينتس”.

في توطئته للكتاب يتساءل الكاتب والإعلامي عدنان “كيف نذهب باتجاه شتات الشعر الفلسطيني الراهن الذي يعرش اليوم مثل لبلاب في أرواح الأجيال الجديدة، ولا نتهيب؟”، ويضيف “ففلسطين ليست حدودا معلومة يمكن الاطمئنان إليها بعدما توزعتها مزق الوطن وبلدان اللجوء، أما أصواتها الشعرية الجديدة فصارت تبرعم في القارات كلها”.

 ويشرح عدنان أنه أراد لهذه المختارات أن تفتح الراهن الشعري الفلسطيني على المستقبل قدر الإمكان، لذلك جرب الانفتاح على جيل أحدث. والحصيلة هذه الباقة التي تشكل أصواتها ما يمكن المجازفة بتسميته “جيل الألفية الجديدة”. وتضم اللائحة شعراء لهم صيت عربي وحضور دولي، يكتبون بلا أوهام، هكذا ببساطة، ودون أن يدعوا الانخراط في مشاريع كبرى.

أما الشاعر والمترجم اللعبي فيستهل تقديمه للكتاب بالقول إنه يكفي نطق اسم “فلسطين” حتى يحضر الشعر كضيف من تلقاء نفسه، ونادرا ما نجد في تاريخ الأدب اسم بلد، والأمر يتعلق هنا بفلسطين تحديدا، يستحيل في حد ذاته إلى شعرية، ويجب الإقرار هنا بأن المكانة تعود في جزء كبير منها إلى شعراء فلسطين من الرواد، ثم جيل الستينات والسبعينات، لتتعاقب بعد ذلك الأجيال لتغني هذه الشعرية وتحتك بالنزعات الجديدة للشعر المعاصر. ويضيف “وتحمي وتبرز ديمومة القضية الفلسطينية، هذه الشوكة التي تسعى قوى الموت لنزعها من الضمير العام”.

واعتبر اللعبي أن العمل يضع حدا للصمت الذي يلف لسنوات عديدة مصير الشعب الفلسطيني، ويندد عاليا بإنكار الحق وبتنظيم فقدان الذاكرة، وهو، أي العمل، يمنح الصوت من جديد للواتي وللذين يعيشيون اليوم في ظلمة الطريق المسدود، وهم غير مرئيين تقريبا، ولا يسمعون على أي حال. وهنا يقرأون ويكتبون ويحبون ويحلمون ويسافرون بعيدا ويفكرون بحرية.

أخيرا، جاء الكتاب في 240 صفحة من القطع المتوسط، وهو مهدى إلى روح الشاعرين الكبيرين مريد البرغوثي وعزالدين مناصرة اللذين رحلا أثناء إنجاز هذا العمل.

12