"الحائكات بروق الحرف" كتاب عُماني يوثق لأكثر من خنساء جديدة

عمان – يوثق كتاب “الحائكات بروق الحرف” وقائع “مهرجان الخنساء للشاعرات العربيات الثالث” (دورة سعيدة بنت خاطر الفارسي) الذي نظمه النادي الثقافي العماني في يناير 2021.
وجاء إطلاق اسم “الخنساء” على المهرجان، كما يوضح الشاعر عبدالرزاق الربيعي الذي أعد الكتاب وقدمه، استذكارا للشاعرة العربية المعروفة التي حازت مكانة رفيعة في تاريخ الشعر العربي، وقال فيها النابغة الذبياني إنها “أشعر الجن والإنس”. و”الخنساء” لقب لتماضر بنت عمرو السلمية، المتوفاة سنة 645 ميلاديا، واشتهرت برثاء أخويها صخر ومعاوية.
وكان المهرجان قد توقف بعد دورتين آخرهما في عام 2002، ثم انقطع مدة عشرين عاما ليعود بعد ذلك في عام 2021، وكان افتراضيا بسبب التقييد الحركي والالتزام بالإجراءات المتبعة للحد من تفشي فايروس كورونا.
◙ كتاب "الحائكات بروق الحرف" يوثق وقائع "مهرجان الخنساء للشاعرات العربيات الثالث" (دورة سعيدة بنت خاطر الفارسي)
ويتضمن الكتاب، الصادر ضمن منشورات النادي الثقافي بالتعاون مع “الآن ناشرون وموزعون” (2022)، كلمة لرئيس مجلس إدارة النادي محمود السليمي التي أكد فيها أن المهرجان انطلق من إرادة صلبة وطموح نحو المزيد من العطاء والانفتاح الثقافيين، بعد فترة الحجر الذي فرضته جائحة كورونا، مؤكدا أن الشعر “صنو الفن”، وهو كما أطلق عليه الناقد الفرنسي دي سي لويس “رسم قوامه الكلمات”.
وقدمت سعيدة بنت خاطر الفارسي كلمة بعنوان “حفيدات الخنساء”، مستذكرة وجودها في مجلس إدارة النادي وفي فعالياته، كصوت أنثوي وحيد تفرد بالمشاركة آنذاك.
وأضافت “النادي الثقافي هرم الثقافة العمانية، وهو المأوى الذي نلوذ إليه في كل ما يتعلق بنا من مناحي الإبداع والمعرفة والعلوم والفنون، فكل الجمعيات المدنية المتعلقة بالإبداع والفنون قد انبثقت من هذا النادي”.
وأشارت الشاعرة إلى استقبال النادي على مدار سنوات للمبدعين والمفكرين والنقاد والفنانين المشهورين من أرجاء الوطن العربي، نساء ورجالا، والاحتفاء بالتجارب العمانية والأخذ بيدها.
وفي دراستها التي تضمنها الكتاب وحملت عنوان “دراسة لسانية – صوتية في شعر سعيدة بنت خاطر” أكدت فاطمة بولحوش أن “شعر الفارسي يتجلى من خلاله تكوين شخصيتها الثقافية متعددة المشارب (النقد العربي والبلاغة والأدب) في إبداعها الشعري الذي يختلف من نص إلى آخر، وذلك بحسب القضايا التي تتطرق إليها من منظور أنثى تنتقد الأوضاع المزرية، بتوظيف مجموعة من الآليات المستوحاة من النقد والبلاغة لاسيما التناص والانزياح؛ للتعبير عن الاغتراب والضياع وتشرذم العروبة بإحساس احتجاجي، يتمظهر فيه الارتداد الرومانسي المتمثل في الاغتراب عن المجتمع”.
ويذكر أن المهرجان الذي يوثق له الكتاب شاركت فيه الشاعرات شيخة المطيري (دولة الإمارات)، تهاني الصبيح (السعودية)، شفيقة وعيل (الجزائر)، أسماء الشرقي (تونس)، سميا صالح (سوريا)، ابتهال تريتر (السودان)، دعاء وصفي البياتنة (الأردن)، عالية شعيب (الكويت)، نجود عبدالرقيب القاضي وغالية عيسى (اليمن)، هاجر عمر (مصر)، ورود الموسوي (العراق)، أسيل سقلاوي (لبنان)، سعيدة بنت خاطر، حصة البادية، عائشة السيفية، سميرة الخروصية، بدرية البدرية، فوز ريا (سلطنة عمان).
بينما أدارت الجلسات وفاء الشامسية وفاطمة العلياني وأزهار أحمد وعائشة السريحي، وقدمت الناقدة المغربية فاطمة بلحوش ورقة نقدية تضمنت مقاربة سيميائية جمالية عن تجربة الشاعرة سعيدة بنت خاطر التي حملت الدورة اسمها تقديرا لعطائها الشعري والنقدي.