إيران تعيد إحياء مشروع نقل الغاز لسلطنة عمان قبيل زيارة رئيسي

مسقط - ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية مساء السبت أن وزير النفط جواد أوجي وافق على إحياء مشروع مد خط أنابيب لضخ الغاز الإيراني إلى سلطة عمان، بعد توقف دام نحو عقدين، وذلك قبل يومين من زيارة مرتقبة للرئيس إبراهيم رئيسي إلى مسقط.
وتمتلك إيران أحد أكبر احتياطيات الغاز في العالم. وتتطلع سلطنة عمان إلى الاستفادة من ذلك أملا في تغذية صناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة ومصانع تصدير الغاز الطبيعي المسال.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية إن الموافقة على إحياء المشروع تم التوصل إليها خلال زيارة أوجي إلى السلطنة، قبل زيارة رسمية للدولة الخليجية من الرئيس الإيراني الاثنين.
ويأتي هذا القرار، فيما تستمر العقوبات الأميركية على قطاع النفط والغاز الإيرانيين، في ظل عدم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني.
وفي عام 2013، وقّع البلدان اتفاقا بقيمة 60 مليار دولار على مدى 25 عاما تزود إيران بموجبه عمان بالغاز عبر خط أنابيب تحت البحر. وفي عام 2016 جدد البلدان جهودهما لتنفيذ هذا المشروع.
وقالت إيران في عام 2017 إنها اتفقت مع سلطنة عمان على تغيير مسار خط الأنابيب المخطط له، لتجنب المياه التي تسيطر عليها الإمارات العربية المتحدة.
وجرى تأجيل المشروع لاحقا بسبب خلافات سعرية وضغط أميركي على عمان لإيجاد موردين آخرين. ثم انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015 بين القوى العالمية وإيران وأعادت فرض العقوبات على طهران في 2018.
ويزور رئيسي مسقط الاثنين بدعوة من السلطان هيثم بن طارق، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي في طهران، في ثاني محطة عربية له منذ توليه مهامه.
وأوردت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" السبت أن رئيسي سيزور مسقط "على رأس وفد رفيع المستوى لتوسيع العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية".
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الإيراني السلطان هيثم بن طارق، على أن يوقّع الجانبان اتفاقات تعاون، وفق "إرنا".
وستكون هذه الزيارة هي الثانية لرئيسي إلى دولة عربية خليجية منذ توليه مهامه في أغسطس 2021، بعدما زار قطر في فبراير حيث التقى الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وشارك في مؤتمر للدول المصدّرة للغاز.
ويؤكد رئيسي أن تعزيز العلاقات مع دول الجوار يشكّل أولوية في سياسة حكومته الخارجية.
وكانت الرئاسة الإيرانية أكدت في فبراير تلقي رئيسي دعوة من السلطان هيثم بن طارق لزيارة عمان، وذلك على هامش استقباله في طهران وزير خارجية السلطنة بدر بن حمد البوسعيدي.
وترتبط إيران بعلاقات سياسية واقتصادية وثيقة مع سلطنة عمان التي أبقت على تمثيلها الدبلوماسي في طهران على حاله مطلع العام 2016، على الرغم من قيام دول في مجلس التعاون الخليجي بمراجعة علاقاتها مع إيران بعد الأزمة بين الرياض وطهران.
وسبق لسلطنة عمان أن أدت دورا وسيطا بين طهران وواشنطن في الفترة التي سبقت إبرام الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني لعام 2015.
وتأتي زيارة الرئيس الإيراني إلى مسقط في وقت تبذل جهود دبلوماسية لكسر الجمود الحاصل في المباحثات الهادفة الى إحياء هذا الاتفاق، الذي انسحبت منه واشنطن أحاديا عام 2018.
وسعيا لإعادة تفعيل هذا الاتفاق، بدأت إيران والقوى الكبرى في أبريل 2021 مباحثات شاركت فيها الولايات المتحدة بشكل غير مباشر.
وعلّقت المباحثات رسميا في مارس، مع تأكيد المعنيين أن التفاهم بات شبه منجز، لكن مع تبقّي نقاط تباين بين واشنطن وطهران، أبرزها طلب الأخيرة شطب اسم الحرس الثوري من القائمة الأميركية للمنظمات "الإرهابية" الأجنبية.
وزار أمير قطر الشيخ تميم بن حمد طهران في الثاني عشر من مايو الحالي، حيث أكد أن الدوحة التي تربطها علاقات جيدة بكل من طهران وواشنطن، تعمل على دفع المباحثات المتعثّرة قدما.
وخلال زيارة إلى ألمانيا الجمعة، أكد الشيخ تميم أن قطر متفائلة بإمكان إبرام تفاهم بهذا الشأن.
ونقلت وكالة الأنباء القطرية الرسمية أن الأمير شدد على "أهمية التعاون بين كل من إيران وأوروبا والولايات المتحدة"، معربا عن "تفاؤل دولة قطر بالحوار بين هذه الأطراف".
كذلك أبدى الشيخ تميم "استعداد دولة قطر للوساطة بين إيران وأوروبا والولايات المتحدة في حال طُلب منها ذلك"، وفق ما أوردت الوكالة.