#بناء_البقيع_مطلبنا هاشتاغ إيراني بأدوات عراقية

بغداد - أثار تصدر هاشتاغات “عراقية” للترند السعودي على تويتر تطالب بإعادة بناء قبور مقبرة “بقيع الغرقد” وتحديدا قبور أئمة البقيع جدلا واسعا. وعلى مدى اليومين الماضيين نزلت الجيوش الإلكترونية في العراق بثقلها ضمن هاشتاغي #إعادة_بناء_البقيع_مطلبنا و#بناء_البقيع_مطلبنا تزامنا مع تظاهرات في بعض المدن العراقية تطالب بإعادة بناء المقبرة. وأظهرت صور ومقاطع فيديو متداولة تجمعات ضخمة تحمل أعلاما ولافتات طائفية وأخرى مدون عليها هاشتاغ #إعادة_بناء_البقيع_مطلبنا. كما انتشرت مقاطع فيديو وصور توثق تجمعا صغيرا أمام سفارة السعودية في العاصمة البريطانية لندن يحمل ذات المطالب. وأظهرت مقاطع فيديو محاولة اقتحام لسور السفارة نفذها بعض المحتجين.

وبقيع الغرقد هي المقبرة الرئيسية لأهل المدينة المنورة منذ عهد الرسول محمد.

ونشر الصحافي العراقي عوض العبدان مقطع فيديو للتظاهرات وكتب ساخرا:

كما تداول مغردون وثيقة ممضاة من نائب رئيس مجلس النواب العراقي حسن الكعبي القيادي في التيار الصدري جاء فيها “نطالب الحكومة السعودية بالشروع بإعادة بناء قبور أئمة البقيع، ومعالجة الكارثة الكبرى التي تمثلت بهدم أضرحتهم الطاهرة”. وأضاف أن “على المجتمع الدولي والمنظمات ذات العلاقة والدول العربية والإسلامية كافة استنهاض وشحذ هممهم وأخذ دورهم الجاد في الضغط على المملكة العربية السعودية في إعادة بناء قبور أئمة البقيع”. وأكد “ضرورة السعي الجاد للحكومة العراقية للتحرك بهذا الصدد”.

والوثيقة صحيحة وهي تعود لعام 2020، وفق ما تابعت “العرب”.

كما دخل الإعلام الولائي، نسبة إلى الولي الفقيه في إيران، على خط الجدل مروجا لرواية الجيوش الإلكترونية ومكملا لها.

ونقلت وكالة الحوزة عن مجلس التعبئة الثقافية لميليشيا حزب الله، أن النظام السعودي هدم قبور أئمة البقيع ودخل العراق وحاول تكرار فعلته في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة. وكال البيان تهما وشتما للسعودية.

وقالت الجيوش الإلكترونية إن العراقيين يعتمدون يوم الثامن من شوال ذكرى هدم قبور أئمة البقيع هو يوم البقيع العالمي.

واليوم الجديد على غرار يوم إمعان من إيران في المتاجرة بالدين والمقاومة من أجل صرف النظر عن إخفاقات اقتصادية وسياسية جلية في الداخل، وتقدم نفسها كمحام للقضايا العربية وعربية أكثر من العرب أنفسهم. وفي الدعاية الإيرانية يختلط الديني بالتاريخي والسياسي، فتقدم طهران رواية متخبطة عرجاء تشبه تغريدات المرشد في تناقضاتها.

والعام الماضي نقل الإعلام الولائي خبرا مفاده “انطلق المئات من أهالي كربلاء المقدسة ضمن موكب الولاء والفداء والفتح إلى المنطقة الخضراء في بغداد للتظاهر والمطالبة بإعادة بناء مراقد أئمة البقيع عليهم السلام في المدينة المنورة التي هدمتها الفرقة الوهابية المنحرفة”.

ولعب الإعلام الولائي على وتر الدعوة المذهبية المخدرة لنسبه كبيرة من العراقيين لإبقاء العراق ساحة خلفية لإيران التي نصبت نفسها منذ سنوات وصية على حب آل البيت وربطته بالولاء لها.

وهذا الخطاب مألوف أين يكثر الدجل باسم الدين لتغييب وعي الشعب؛ لأن الشعب المغيب وعيه سهل القيادة. ويعكس الأمر بوضوح استخدام إيران الدراسات النفسية وربطها بحروبها السيبرانية في المنطقة العربية.

وقابل السعوديون وفئة من العراقيين مطالب العراقيين على تويتر بالسخرية والانتقادات. وقال معلق:

وقال الباحث في الجماعات الإسلامية فاروق الظفيري:

وسخر مغرد:

@ALAwja_

#عراقي ذيل تابع لميليشيات إيران في العراق يقتحم حرم السفارة السعودية في بريطانيا وتم القبض عليه من قبل الشرطة البريطانية هذا الذيل يطالب ببناء الأضرحة على القبور في البقيع في المدينة المنورة! ولم يطالب بتحرير العراق من إيران ولم يطالب بالماء الذي قطعته إيران وتركيا عن العراق.

وقال آخر:

@hii2w

الطريق إلى القدس يبدأ من مكة! جيش الكعبة، اللجان الشعبية، أنصار الله، حزب الله، داعش… جميعها أسماء فصائل مسلحة وشعارات ثورية صنعت في المطبخ الإيراني بإشراف ماسوني هدفه حشد المسلمين العرب ضد الإسلام والوطن العربي لتمزيقه وتفتيته وإضعافه وهدم معالمه كان آخرها #بناء_البقيع_مطلبنا.

وتحكم الجيوش الإلكترونية التابعة لجهات سياسية ودينية قبضتها على الترند العراقي من خلال إطلاق هاشتاغات مبنية على خلفيات لصراعات سياسية أو فكرية، وبثها عبر الآلاف من الحسابات الوهمية للإيهام بأنها “تعكس توجهات الرأي العام”.

ومن بين الأيام السبعة في الأسبوع يعكس الترند العراقي ليومين فقط الواقع في البلاد، ويمثل موقف واهتمامات الرأي العام العراقي الحقيقي إزاء مختلف القضايا التي تشغله، أما في الأيام الخمسة الأخرى فيكون الترند تحت قبضة الجيوش الإلكترونية.

وكان تحقيق أجرته صحيفة ‘تلغراف البريطانية’ في أغسطس 2020 قد كشف أن حزب الله اللبناني يدرب منذ عام 2012 الآلاف من نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي المدعومين من إيران، لإنشاء ما يسمى “الجيوش الإلكترونية” في جميع أنحاء المنطقة.

وحذر العراقيون الشيعة العرب مما أسموهم “خسة الإعلام الإيراني الذي يغسل العقول حسب مصالح إيران القومية العليا”.

وقال مغرد:

@Ali_otain212

إخواني السعوديين إخواني العراقيين الشرفاء هذا هاشتاغ إيراني مدفوع لأجل التحريض بعد التقارب السعودي – العراقي وصاروا يطلقون هاشتاغ بقصد التحريض مرة غبار مرة قبور فإلي يصدقهم هو منهم تحياتي لدولة الرافدين. #بناء_البقيع_مطلبنا.

واعتبر الإعلامي حسين الغاوي “عندما تزداد الضغوط على إيران بسبب الاتفاق النووي فإنها تحرض أدواتها ‘ذيولها’ على مهاجمة السعودية، تارة أن الغبار في العراق مصدره السعودية و#بناء_البقيع_مطلبنا تارة أخرى!”.

وقال الإعلامي العراقي سفيان السامرائي:

وغرد الإعلامي مصطفى كامل:

@mustafakamilm

بناء قبور “البقيع” في المدينة المنورة هذه مطالب الأوباش في #عراق_الحاكم_الجعفري، أما مطالب شعب #العراق فهي الحرية والأمن والاستقرار والازدهار وإزاحة عصابات الإرهاب التي تتحكم بمصائر الشرفاء. #السعودية.

وتساءل “لماذا لا تستدعي السعودية سفير #عراق_الحاكم_الجعفري في الرياض وتبلغه احتجاجها على وقاحة عصابات إيران وميليشيات مقتدى الصدر بتدخلها في الشؤون الداخلية للسعودية من خلال المطالبة ببناء قبور دوارس في مقبرة البقيع لتكون محطات للفتنة والفساد؟ هل هذا هو العراق الذي عاد للحضن العربي؟”.
وسخر معلق أن إيران لا تقصد مطالبتها وتعرف أن الأمر لن يحدث. وشرح:

@Dhababalhijaz

لو سمحت السعودية ببناء قبب على مقابر البقيع..
أول من سيخاف ملالي (قم والنجف)..
لأن مقابر البقيع ستسحب البساط من مقابر العراق وإيران.. وتكون الجهة المفضلة لدراويش الشيعة للسياحة (الدينية).
لكن المسألة عند ملالي (العجم والأمصار) مجرد مناكفات.. وإشغال عوامهم عن استحقاقاتهم الداخلية.

واعتبر معلق:

ويذكر أنه في الأيام القليلة الماضية تصدر هاشتاغ #غبار_السعودية_يلوثنا الترند العراقي. وحمّلت الجيوش الإلكترونية السعودية مسؤولية هبوب عواصف رملية قوية على مدن العراق.