وزير خارجية عمان لنظيره الروسي: ملتزمون باتفاق أوبك+

عمان - شكلت سلطنة عمان المحطة العربية الثانية لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، حيث اجتمع الأربعاء مع السلطان هيثم بن طارق إلى جانب عقده لقاءات مع عدد من المسؤولين بينهم نظيره العماني بدر البوسعيدي الذي أكد له التزام بلاده باتفاق أوبك+.
وروسيا وعُمان عضوان في تكتل أوبك+ الذي يضم الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” ومنتجين مستقلين، من بينهم روسيا.
والتزمت عمان كما معظم دول الخليج بموقف محايد من الأزمة الأوكرانية، حاثة على ضبط النفس واللجوء إلى الدبلوماسية لحل الأزمة. كما قاومت البلدان الخليجية المنتجة للنفط أيضا ضغوطا أميركية وأوروبية لضخ المزيد من النفط والمساهمة في عزل موسكو.
لافروف يحظي باستقبال من السلطان هيثم في قصر البركة، قبل أن يعقد جلسة مشاورات مع نظيره العماني في مقر وزارة الخارجية
ويتوقع أن تزداد هذه الضغوط لاسيما بعد إقرار لجنة في الكونغرس الأميركي مشروع قانون “لا لتكتلات إنتاج وتصدير النفط”، المعروف اختصارا باسم “نوبك”، وسيتيح هذا المشروع في حال إقراره رفع دعاوى قضائية بحق منتجي النفط في منظمة أوبك وحلفائها.
ووصل لافروف إلى سلطنة عمان قادما من الجزائر الأربعاء، في زيارة رسمية ليوم واحد. وحظي لافروف باستقبال من السلطان هيثم في قصر البركة، قبل أن يعقد جلسة مشاورات مع نظيره العماني في مقر وزارة الخارجية.
وأكد البوسعيدي خلال مؤتمر صحافي أعقب اللقاء، التزام السلطنة بالاتفاقات القائمة المنظمة لسوق النفط مع مجموعة “أوبك+”، ورفض بلاده الدعوات إلى كسر الحصص ورفع الإنتاج النفطي، وهو ما أيده لافروف مطالبا بعدم إقحام المواقف السياسية في قطاع الطاقة لما له من آثار سلبية على مستوى التضخم.
وقال لافروف إن “روسيا لديها ما يكفي من المشترين لمواردها من الطاقة خارج نطاق الدول الغربية”، وذلك في الوقت الذي تحاول دول الاتحاد الأوروبي تقليص اعتمادها بشكل حاد على النفط والغاز الروسيين.
وثمّن لافروف دور سلطنة عُمان في إحداث استقرار أمن الخليج العربي، مطلعا نظيره العُماني على مستجدات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وأضاف “نأمل في توسيع العملية العسكرية لنتوصل إلى تحقيق أهدافها”، وتابع “أهداف عمليتنا في أوكرانيا واضحة، وتتمثل بالدرجة الأولى في حماية سكان دونباس، وضمان عدم تحول أوكرانيا بدعم من الغرب إلى مصدر تهديد عسكري لروسيا“.
ووجه لافروف لوما للأمم المتحدة، قائلا “الأمم المتحدة للأسف أضاعت الفرصة لحل الأزمة الأوكرانية سلميا خلال السنوات السبع الماضية“.
وأكد أن العملية الروسية “لا تعيق استمرار تدفق الغذاء في العالم”، لافتا إلى أن المشكلات في ذلك نشأت بسبب “عدم سماح نظام كييف بعبور العشرات من السفن التي تحمل القمح لأماكن عدة في العالم، وبسبب فرض عقوبات غير قانونية من قبل الغرب“.
وقال لافروف “إن موسكو لا تريد حربا في أوروبا، لكن الدول الغربية ترغب في أن ترى هزيمة روسيا في حملتها العسكرية في أوكرانيا”. وأضاف “إذا كنتم قلقين بشأن احتمال نشوب حرب في أوروبا، فنحن لا نريد ذلك على الإطلاق“.
وعرج وزير الخارجية الروسي على الشأن السوري، وقال “نقدر دور سلطنة عُمان تجاه الملف السوري ونعتقد أن الوقت حان لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، ونؤمن بأن عُمان قادرة على الإسهام بشكل فاعل في هذا الأمر“.
وتم تجميد عضوية دمشق في الجامعة في العام 2012 على خلفية اندلاع الثورة السورية في العام 2011، فيما حافظت مسقط على علاقة جيدة معها.
وتطرق المسؤول العُماني إلى دور بلاده في المفاوضات النووية مع إيران، مؤكدا أن السلطنة لا تزال “تدعم كل الجهود الدولية التي تعمل على إنجاح مفاوضات الملف النووي الإيراني”، رافضا إلقاء اللوم على أي طرف في تعطيل الحوار.
واستؤنفت مؤخرا الجهود لإنقاذ الاتفاق النووي، وتلعب عمان دورا مهما في مساعي إحياء الاتفاق.
ويرى مراقبون أن زيارة وزير الخارجية الروسي إلى مسقط تعكس اهتمام موسكو بتعزيز العلاقات مع عمان التي تحظى بتقدير واسع على الصعيد الدولي، ويراهن على دورها كوسيط محايد في أكثر من ملف شائك في المنطقة.