دمشق تستنجد بمنظمة فاو لمواجهة تحدي الأمن الغذائي

الحكومة السورية غير قادرة لوحدها على تأمين مقومات قطاع الزراعة.
الخميس 2022/05/12
الزراعة من أكبر ضحايا الحرب السورية

دمشق - استنجدت الحكومة السورية بمنظمة الأغذية والزراعة (فاو) لمساعدتها على مواجهة تحدي الأمن الغذائي الذي بات يضيق على البلاد أكثر في ظل المخاوف من تعطل الإمدادات بشكل أكبر لأسباب داخلية تتعلق بالأزمة المالية وأسباب خارجية تتعلق بحرب أوكرانيا.

ويعكس كلام وزير الزراعة محمد حسان قطنا خلال لقاء عقد في وقت سابق هذا الأسبوع في دمشق مع المدير المساعد لمنظمة فاو عبدالحكيم الواعر إقرارا ضمنيا بأن الحكومة غير قادرة لوحدها على تأمين مقومات قطاع الزراعة.

لكنه أكد أنه يريد العمل بالشراكة مع منظمة فاو والهيئات الدولية من أجل تعزيز التعاون المشترك في القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني وإمكانية البدء بتنفيذ مشاريع جديدة كأولوية لتأمين الغذاء للسكان في مناطق سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد.

محمد حسان قطنا: نريد الاستفادة من خبرات فاو في التدريب وتنمية المشاريع

ونسبت وكالة الأنباء السورية الرسمية إلى قطنا قوله إن “وزارة الزراعة تسعى للاستفادة من خبرات فاو في التدريب وتنمية المشاريع الزراعية والحيوانية”.

وأشار إلى دور المنظمة التابعة للأمم المتحدة الداعم خلال سنوات الحرب في البلاد من خلال توزيع البذور والأسمدة وتأمين اللقاحات البيطرية التي كان يصعب تأمينها.

وكانت منظمة فاو قد شرعت منذ 2017 بالمساهمة الفعلية بتنفيذ مشاريع عديدة في سوريا بالتعاون مع الجهات المعنية في الحكومة السورية.

وتظهر التقديرات الدولية الرسمية أن الزراعة من أكبر ضحايا الحرب السورية، وهي تشير إلى أن الإنتاج انحدر لمستويات غير مسبوقة لن يكون بمقدور دمشق بمفردها مواجهة ذلك.

وقبل اندلاع النزاع العام 2011، كانت سوريا تُحقق اكتفاءها الذاتي من القمح مع إنتاج يتجاوز أربعة ملايين طن سنويا. وكانت قادرة على تصدير 1.5 مليون طن سنويا.

لكن في ظل الحرب، انهار الإنتاج إلى مستويات قياسية، وباتت الحكومة مجبرة على الاستيراد خصوصا من حليفتها روسيا، أكبر منتج للقمح في العالم.

وقال الواعر إن “فاو تعمل لمساعدة الدول في تحقيق الأمن الغذائي وتقوم بنقل الخبرة من دولة إلى أخرى وتربط الخبرات ببعضها”.

وأكد أن المنظمة تطمح لتكون صلة وصل وشريكا بين الدول في المنطقة بما يخفف العبء عن سوريا وخاصة في الزراعة، مشيرا إلى أن أزمة كورونا نبهت العالم إلى أهمية الإنتاج في تحقيق الأمن الغذائي.

وأوضح الواعر أن الهدف من الزيارة التي تستمر لأربعة أيام وتنتهي الخميس هو الاطلاع على الأولويات والاستراتيجيات للحكومة السورية وتعميق الشراكات لتقديم الدعم اللازم.

ومن المقرر أن تضع فاو سياسات مختلفة عن السياسات السابقة وفق المتطلبات الحالية ووضع خطط طويلة الأمد وبناء منظومة تستقرأ المتغيرات السريعة التي تحدث لتفادي الأضرار التي يمكن أن تحدث.

وثمة مساع من المنظمة لتوسيع قاعدة المستفيدين من الخدمات التي تقدمها وتحاول إشراك أكبر عدد من الشركاء في العملية التنموية في سوريا.

10