مسقط تستقبل لافروف وتؤكد تمسكها بأوبك+

وزير الخارجية الروسي يؤكد أن بلاده لا تريد حربا في أوروبا، لكن الدول الغربية ترغب في أن ترى هزيمة روسيا في حملتها العسكرية على أوكرانيا.
الأربعاء 2022/05/11
لافروف يحشد الدعم لبلاده في مواجهة ضغوط الغرب

مسقط - ذكرت وسائل إعلام عُمانية أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف زار السلطنة الأربعاء حيث اجتمع مع السلطان هيثم بن طارق، في حين أكدت عُمان التزامها باتفاق أوبك+ لإنتاج النفط.

وروسيا وعُمان عضوان في تكتل أوبك+ الذي يضم الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" ومنتجين مستقلين، منهم روسيا.

ولم تتحيز بلدان الخليج الحليفة للولايات المتحدة لأي جانب في الحرب الأوكرانية، لكنها حثت على ضبط النفس واللجوء إلى الدبلوماسية لحل الأزمة. كما قاومت البلدان الخليجية المنتجة للنفط أيضا دعوات أوروبية لضخ المزيد من النفط والمساهمة في عزل موسكو.

ووصل لافروف إلى سلطنة عمان قادما من الجزائر الأربعاء، في زيارة رسمية تستغرق يوما واحدا، وفق وكالة الأنباء العمانية الرسمية.

وذكرت الوكالة أن لافروف كان في استقباله لدى وصوله، رئيس دائرة المراسم في وزارة الخارجية العمانية خالد بن سعيد الجرادي وعدد من المسؤولين، من دون تفاصيل أكثر.

وأجرى لافروف لقاء مع السلطان هيثم بن طارق الأربعاء في العاصمة، بعد لقاء جمعه مع وزير خارجية السلطنة بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، بحسب ما أفادت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا.

وأكد البوسعيدي خلال مؤتمر صحافي أعقب اللقاء، التزام السلطنة بالاتفاقات القائمة المنظمة لسوق النفط مع مجموعة "أوبك+"، ورفض بلاده الدعوات إلى كسر الحصص ورفع الإنتاج النفطي، وهو ما أيده لافروف مطالبا بعدم إقحام المواقف السياسية في قطاع الطاقة لما له من آثار سلبية على مستوى التضخم.

وقال لافروف إن "روسيا لديها ما يكفي من المشترين لمواردها من الطاقة خارج نطاق الدول الغربية". وذلك في الوقت الذي تحاول دول الاتحاد الأوروبي تقليص اعتمادها بشكل حاد على النفط والغاز الروسيين.

وأوضح لافروف "دع الغرب يدفع أكثر مما كان يدفع لروسيا الاتحادية، ودعه يشرح لشعوبه لماذا يجب أن يصبحوا أفقر".

وثمّن لافروف دور سلطنة عُمان في إحداث استقرار أمن الخليج العربي، مطلعا نظيره العُماني على مستجدات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وأضاف "نأمل في توسيع العملية العسكرية لنتوصل إلى تحقيق أهدافها"، وتابع "أهداف عمليتنا في أوكرانيا واضحة، وتتمثل بالدرجة الأولى في حماية سكان دونباس، وضمان عدم تحول أوكرانيا بدعم من الغرب إلى مصدر تهديد عسكري لروسيا".

ووجه لافروف لوما للأمم المتحدة، قائلا "الأمم المتحدة للأسف أضاعت الفرصة لحل الأزمة الأوكرانية سلميا خلال السنوات السبع الماضية".

وأكد أن العملية الروسية "لا تعوق استمرار تدفق الغذاء في العالم"، لافتا إلى أن المشكلات في ذلك نشأت بسبب "عدم سماح نظام كييف بعبور العشرات من السفن التي تحمل القمح لأماكن عدة في العالم، وبسبب فرض عقوبات غير قانونية من قبل الغرب".

وقال لافروف "إن موسكو لا تريد حربا في أوروبا، لكن الدول الغربية ترغب في أن ترى هزيمة روسيا في حملتها العسكرية في أوكرانيا". وأضاف "إذا كنتم قلقين بشأن احتمال نشوب حرب في أوروبا، فنحن لا نريد ذلك على الإطلاق".

وعرج وزير الخارجية الروسي على الشأن السوري، وقال "نقدر دور سلطنة عُمان تجاه الملف السوري ونعتقد أن الوقت حان لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، ونؤمن بأن عُمان قادرة على الإسهام بشكل فاعل في هذا الأمر".

وتم تجميد عضوية دمشق في الجامعة على خلفية الحرب الأهلية التي اشتعلت منذ اندلاع الثورة السورية، فيما حافظت مسقط على علاقة جيدة معها توجت بزيارة قام بها البوسعيدي خلال يناير الماضي، إلا أن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط أكد أخيرا عدم طرح عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة.

وتطرق المسؤول العُماني إلى دور بلاده في المفاوضات النووية مع إيران، مؤكدا أن السلطنة لا تزال "تدعم كل الجهود الدولية التي تعمل على إنجاح مفاوضات الملف النووي الإيراني"، رافضا إلقاء اللوم على أي طرف في تعطيل الحوار.

وتعثرت المحادثات الأميركية - الإيرانية غير المباشرة، والتي تهدف إلى إحياء الاتفاق.

والثلاثاء، التقى لافروف الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، ووصف موقف الجزائر وباقي الدول العربية من أزمة أوكرانيا بـ"المتزن".

ومنذ الرابع والعشرين من فبراير الماضي، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا، ما خلف أزمة إنسانية ودفع عواصم عديدة إلى فرض عقوبات اقتصادية ومالية ودبلوماسية على موسكو.

وتشترط روسيا لوقف الهجوم أن تلتزم أوكرانيا بالحياد وتتخلى عن خططها للانضمام إلى تكتلات عسكرية، ولاسيما حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وهو ما تعده كييف تدخلا في سيادتها.