الطاقة الذرية تأمل في التوصل إلى اتفاق نووي خلال إطار زمني معقول

المنسق الأوروبي لمحادثات فيينا يزور طهران لتحريك المفاوضات المتوقفة وبحث العقبات المتبقية، التي على رأسها مطالبة إيران بإزالة الحرس الثوري من لوائح الإرهاب.
الثلاثاء 2022/05/10
هل ينجح إنريكي مورا في حلحلة القضايا الخلافية بين واشنطن وطهران

طهران - قال رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الثلاثاء إنه ما زال يأمل في إبرام اتفاق بين إيران والقوى العالمية لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، لكنه حذّر من أن المحادثات متعثرة وقد تضيع الفرصة.

وأضاف غروسي، متحدثا إلى لجان في البرلمان الأوروبي عبر الإنترنت، "بالطبع ما زلنا نأمل في التوصل إلى اتفاق ما في غضون إطار زمني معقول، لكن علينا أن ندرك حقيقة أن الفرصة السانحة قد تضيع في أي وقت".

وقال إنه حذّر إيران أيضا من أنها لا تتحلى بالشفافية الكافية بشأن أنشطتها النووية.

وتابع "في الأشهر القليلة الماضية استطعنا تحديد آثار اليورانيوم المخصب في أماكن لم تعلن إيران مطلقا أنها أماكن يجري فيها أي نشاط".

ومن المتوقع أن يصل مفاوض الاتحاد الأوروبي المسؤول عن تنسيق المحادثات النووية الإيرانية في فيينا إنريكي مورا إلى طهران الثلاثاء، بهدف تحريك المفاوضات المتوقفة منذ الحادي عشر من مارس، وبحث العقبات المتبقية من أجل التوصل إلى اتفاق. 

وقبل أكثر من عام، بدأت إيران والقوى المنضوية في اتفاق العام 2015 (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا والصين)، مباحثات في فيينا شاركت فيها بشكل غير مباشر الولايات المتحدة التي انسحبت أحاديا من الاتفاق عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب.

وتهدف المفاوضات التي تجري بتنسيق من الاتحاد الأوروبي، إلى إعادة واشنطن إلى متن الاتفاق ورفع عقوبات فرضتها على طهران بعد انسحابها، مقابل امتثال الأخيرة مجددا لالتزاماتها التي تراجعت عنها بعد الخطوة الأميركية.

وبعد توقّف المفاوضات في مارس في العاصمة النمساوية، دعت إيران في الخامس والعشرين من أبريل إلى اجتماع في "أقرب وقت ممكن" لإحياء الاتفاق النووي.

وقال سعيد خطيب زاده خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي إن مورا "سيلتقي مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية علي باقري، كبير المفاوضين في جمهورية إيران الإسلامية".

وسيزور مورا طهران، بحسب الصحافة الإيرانية، الثلاثاء. وقام بزيارته الأخيرة إلى طهران في السابع والعشرين من مارس، وتوجّه بعد يومين إلى الولايات المتحدة.

وتابع خطيب زاده "زيارة مورا تجعل المفاوضات تتقدّم في الاتجاه الصحيح"، لكن ذلك "لا يعني أنه يحمل رسالة جديدة بعد توقّف" المفاوضات، كون الرسائل "يتمّ تبادلها باستمرار بين إيران والولايات المتحدة، عن طريق الاتحاد الأوروبي".

ومن بين العقبات الرئيسية مطالبة طهران بإزالة الحرس الثوري من القائمة السوداء الأميركية لـ"المنظمات الإرهابية الأجنبية".

وفي واشنطن، قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين الاثنين، "نحن على اتصال وثيق مع إنريكي مورا" و"ندعم جهوده".

وأضاف "نعتقد أنّه بإمكاننا إنجاز هذه المفاوضات بسرعة إذا كانت لدى الإيرانيين الإرادة للمضي قدما بحسن نيّة"، من دون أن يشير إلى اقتراح أميركي جديد لتجاوز العقبات المتبقية.

ومنذ أشهر، تحذّر واشنطن من أنّ الوقت المتبقّي لإنقاذ الاتفاق النووي يشارف على النفاد، مهدّدة بأنّ في جعبتها والحال هذه خطة "باء"، التي لم تكشف عن معالمها حتى الآن.

لكنّ برايس قال الاثنين إنّ "في هذه المرحلة، يبقى من مصلحة أمننا القومي وضع البرنامج النووي الإيراني في صندوق" وفقا لما نصّ عليه اتفاق 2015.

وفي طهران، أوضح خطيب زاده أنّ على الإعلام "ألّا يحصر المسائل (المعلّقة) بين إيران والولايات المتحدة بموضوع واحد، مثل موضوع الحرس الثوري".

وقال أيضا، دون أن يعطي تفاصيل "احتُرمت الخطوط (الحمر) التي حدّدتها السلطات العليا للجمهورية الإسلامية، ولذلك وصلنا إلى هذا الوضع اليوم".

وأضاف "إذا قررت الولايات المتحدة اليوم احترام حقوق الشعب الإيراني، يمكننا الذهاب إلى فيينا بعد زيارة السيد مورا، وتوقيع الاتفاق".

ولفت إلى أنّ "مورا طلب عقد اجتماعات أخرى (مع مسؤولين إيرانيين) داخل وخارج وزارة الخارجية، لكن علينا أن نرى ما سيحدث".

وتأتي الزيارة المرتقبة لإنريكي مورا إلى طهران الثلاثاء، فيما قال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل السبت، في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إنه يبحث عن "طريق وسط" لإنهاء الجمود الذي يهدد بتقويض أكثر من عام من الجهود الدبلوماسية الأوروبية، لإبرام اتفاق من شأنه أن يجعل الولايات المتحدة تنضم إلى اتفاق 2015 ورفع العقوبات عن إيران.

في المقابل، ستخفف الجمهورية الإسلامية بشكل كبير من نشاطها النووي. وقال بوريل للصحيفة البريطانية اليومية إنه هو من أراد أن يذهب مفاوض الاتحاد الأوروبي إلى طهران لمناقشة القضية، لكن إيران "كانت مترددة جدا". ووصف مهمة مورا بأنها "الخرطوشة الأخيرة".

وتابع بوريل "في لحظة معينة، بصفتي منسق محادثات فيينا، أضع هذا الاقتراح على الطاولة، بشكل رسمي... ستكون نقطة التوازن الوحيدة الممكنة هي هذه النقطة".

وأضاف "لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو بالتأكيد، لأن في غضون ذلك تواصل إيران تطوير برنامجها النووي".