بوتين عازم على النصر دون استخدام أسلحة نووية في أوكرانيا

مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية يؤكد أن الرئيس الروسي يعتزم مضاعفة جهوده لإلحاق الهزيمة بالقوات الأوكرانية، رغم فشل قواته في السيطرة على كييف.
الأحد 2022/05/08
بوتين لن يجيز لنفسه أن يخسر

واشنطن - اعتبر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي.آي.أي" بيل بيرنز السبت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا يعتقد أنه يمكن أن يجيز لنفسه أن يخسر" في أوكرانيا، وهو عازم على "مضاعفة الجهود"، لكن ليس هناك "دليل ملموس" على استعداده لاستعمال أسلحة نووية تكتيكية، مشيرا إلى أن حرب روسيا على أوكرانيا أثرت على حسابات الصين في ما يتعلق بالتعامل مع قضية تايوان.

وقال بيرنز إنه رغم فشل القوات الروسية في السيطرة على كييف ومواجهتها صعوبات في التقدم على طول خطوط الجبهة في منطقة دونباس جنوب شرق البلاد، فإن الزعيم الروسي لم يغير رأيه في إمكان إلحاق الهزيمة بقوات أوكرانيا.

وأضاف في مؤتمر نظمته صحيفة فايننشال تايمز أن إيمان بوتين بقدرة الجيش الروسي على إضعاف المقاومة الأوكرانية لم يتزعزع على الأرجح، رغم الهزائم التي مني بها في ساحة المعركة.

وتابع بيرنز "أرى أنه في وضع لا يمكن أن يسمح فيه لنفسه بأن يخسر". وشدد على أن بوتين كان "يعد" لسنوات لغزو أوكرانيا التي كانت سابقا جزءا من الاتحاد السوفيتي.

واعتبر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية أن المقاومة لم تردع بوتين "لأنه راهن بكثير على الخيارات التي اتخذها لشن هذا الغزو". وأضاف "أعتقد أنه واثق بأن مضاعفة الجهود ستتيح له التقدم".

وقال بيل بيرنز الذي عمل سابقا سفيرا في روسيا وأمضى سنوات طويلة في درس الزعيم الروسي، إن وكالات الاستخبارات الغربية الأخرى لا ترى ما يشير إلى أن موسكو مستعدة لاستعمال أسلحة نووية تكتيكية من أجل تحقيق النصر في أوكرانيا أو استهداف أنصار كييف.

ووضعت روسيا قوات الردع النووي في حالة تأهب قصوى بعيد بدء الغزو في الرابع والعشرين من فبراير، كما وجه بوتين تهديدات ضمنيّة تشير إلى استعداده لاستعمال أسلحة نووية تكتيكية.

وأضاف مدير الـ"سي.آي.أي" خلال المؤتمر "لا نرى في المرحلة الراهنة، بوصفنا جهاز استخبارات، دليلا ملموسا يظهر أن روسيا تستعد لنشر أو حتى لاستخدام محتمل لأسلحة نووية تكتيكية".

ولفت إلى أنه "لا يمكننا الاستخفاف بهذه الاحتمالات"، مضيفا "لذلك نظل نركز بشدة كجهاز استخبارات... على تلك الاحتمالات في هذا الوقت الذي يشهد رهانات روسية كبيرة للغاية".

لكن بيرنز لم يقدم أي تقييم للوضع الحالي في ساحة المعركة أو توقعا لكيفية انتهاء الحرب.

كما نبه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية إلى أن الصين تتابع "عن كثب" الغزو الروسي لأوكرانيا، وستستخلص العبر من هذا النزاع لتكييف خططها الهادفة إلى السيطرة على تايوان.

وقال بيل بيرنز إنه لا يعتقد أن الرئيس الصيني شي جين بينغ غيّر هدفه المتمثل في توحيد تايوان مع الصين، وبالقوة إذا لزم الأمر.

ولفت مدير كبرى وكالات الاستخبارات الأميركية إلى أن بكين "فوجئت" بإخفاقات الجيش الروسي ومقاومة المجتمع الأوكراني، فضلا عن الدعم الدفاعي القوي الذي قدمه الغرب لكييف.

ومن المحتمل أن تؤثر تجربة روسيا في أوكرانيا على حسابات بكين "حول كيف ومتى" ستحاول السيطرة على تايوان، التي تعتبرها الصين مقاطعة مارقة.

واعتبر أنّ "الصين صدمت خصوصا في كيفية توحّد حلف شمال الأطلسي لفرض أثمان اقتصادية على روسيا ردا على عدوانها".

وتابع أن الصين "انزعجت من كون بوتين قرّب بين الأوروبيين والأميركيين"، وقال أيضا "أما بالنسبة إلى الخلاصات التي خرجوا بها فيبقى هذا الأمر علامة استفهام".

وفي رأي بيرنز أن القادة الصينيين يبحثون "الأكلاف والتداعيات" الناتجة عن استخدام محتمل للقوة بهدف السيطرة على تايوان.