"لوح ولوحة".. تجربة جديدة للنحات التونسي محمد اليانقي

أعمال اليانقي تتميّز بقيمتها الجماليّة والتقنية والفكريّة حيث يسعى الفنان دوما نحو الاكتشاف والتجريب.
الجمعة 2022/05/06
مدرسة مختلفة في فن الخزف

تونس - يقيم الفنان التشكيلي والنحات التونسي محمد اليانقي معرضه الفردي الجديد بعنوان “لوح ولوحة” بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي الواقعة في العاصمة التونسية.

وينتظم المعرض تحت إشراف المركز الوطني للخزف الفني “سيدي قاسم الجليزي” بالشراكة مع المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر ودار الفنون بالبلفدير. ويستمر من السابع من مايو الحالي إلى غاية الخامس عشر من يونيو المقبل.

وسينتقل هذا المعرض بين ثلاث فضاءات وهي رواق “خزفيات” وكونسابت ستور “سماح حباشي” إلى جانب رواق “مقام”.

وتتميز الأعمال الخزفيّة للفنان محمد اليانقي بقيمتها الجماليّة والتقنية والفكريّة، حيث يسعى الفنان دوما نحو الاكتشاف والتجريب، غير مكتف بالجمال المستفز للناظر بل بالجمال المرتبط دوما بالضوابط الأكاديمية والبحث الفكري الذاتي.

ويحاول الفنان منذ عقود اقتراح أنماط وأساليب من الصياغات الفنية سمحت له بالعثور على مفرداته التي استطاع بها تكريس هوية فنية خاصة به، كانت في معظمها نتاج حالة مزدوجة من التأثير في الطبيعة والتأثر بها وبموادها التي رسمت معالم الخزف التونسي التقليدي.

ولم يكن هذا الفنان التونسي منذ بدأ احترافه النحت بمنأى عن التجارب الخزفيّة التونسيّة المعاصرة، بل مثّل جزءا لا يتجزأ من هذه الممارسة الفنيّة.

وتبرز منحوتاته والمنتجات الخزفية التي يعمل عليها قدرته على التنويع في مجال الرسم والخط العربي، حيث اهتم أيضا بمسألة الهوية العربيّة من خلال تجسيده لجمالية الكتابة ومدارسها، كما سعى لاسترجاع الموروث الثقافي الحضاري المحلي وما يتضمنه من تنوع في عناصره الثقافية والحضارية.

ولا یكتفي الفنان محمد اليانقي بالبناء الكتلي ومزج الحرف ضمن عجینة الطین المحروق والمزجج، بل یهتم كذلك بإثراء المشهد البصري العام لكافة المسطحات المؤلفة لأعماله من خلال معالجة الملامس الناتئة والغائرة، بألوان صارخة وحيوية، مما يساهم في إضفاء بعد جمالي على مسطحات القطع الخزفیة المتمیزة، وقد نجد من خلالها تباینات بین مسطح وآخر من حیث اللون أو الملمس أو طریقة المعالجة في سعي منه لتحقیق خصوصیة تسهم في منح كل قطعة من القطع الخزفیة دلالاتها الفلسفیة ومضامینها الفكریة فتصبح تحفة فنية قادرة على مخاطبة ذهن المشاهد واستفزازه للبحث والتحليل والتدقيق.

يذكر أن الفنان محمد اليانقي من مواليد العشرين من أغسطس 1943 بمدينة صفاقس، تحصل في يونيو 1971 على ديبلوم الفنون الجميلة بتونس في اختصاص الخزف، كما درس بمدرسة الفنون الجميلة ببرشلونة بإسبانيا، وقد شارك في العديد من المعارض الجماعية في تونس وخارجها نذكر من بينها القاهرة وأبوظبي والرباط ومرسيليا وإسبانيا.

14