نزاعات تويترية وملاسنات تعكس توترا طائفيا في الكويت

حادثة اعتداء رجل أمن على إمام وخطيب مسجد شيعي في الكويت تتفاعل على تويتر وتسلط الضوء على ولاء الشيعة في البلاد بعد دخول جيوش إلكترونية عراقية تدين بالولاء لإيران على الخط لتهديد الكويت.
الكويت - سلطت حادثة اعتداء رجل أمن على إمام وخطيب مسجد شيعي الضوء على ولاء الشيعة في الكويت لبلادهم بعد دخول جيوش إلكترونية تابعة للحشد الشعبي العراقي على الخط لتهديد الكويت. وعكست النزاعات والملاسنات على تويتر بين عدد من الشخصيّات المعروفة ومغردين عاديين حجم الاحتقان الطائفيّ في الكويت.
وتداول مغردون على نطاقٍ واسع مقطع فيديو قبل أيام للحظة الاعتداء على الإمام وهو الشيخ مهدي الهزيم من أبناء الطائفة الشيعية، حيث ظهر أحد الأشخاص وقيل إنه “ضابط” أثناء اعتدائه على الإمام وسحب هاتفه منه وإخراجه من المسجد ع قب مشادة كلامية بينهما.
وكان اعتداء رجل أمن على إمام وخطيب مسجد “الإمام الحسين” في الكويت أثار سخط نواب وحقوقيين ومغردين في البلد الخليجي قبل أن يأخذ الأمر منحى طائفيا.
وقال أحد الأشخاص الذي سُمع صوته معلقاً على المقطع المتداول إن أحد ضباط جهاز أمن الدولة (ف د) اعتدى على الإمام الذي طلب من اللجنة الثلاثية الرسمية بطاقاتهم الشخصية.
وبدا من المقطع المتداول أن مشادة كلامية وقعت بين الشيخ والضابط الذي سحب منه هاتفه وقام بدفعه لتستمر المشادة الكلامية بينهما وسط محاولات الشيخ لاستعادة هاتفه الذي تمكن في النهاية من سحبه من يد الضابط الذي قام بدوره بدفع الشيخ خارج المسجد.
وطالب النائب عبيد الوسمي وزير الداخلية الكويتي الشيخ أحمد النواف الأحمد الصباح بالاعتذار عما تعرض له إمام المسجد ثم الاستقالة من منصبه بعد محاسبة المعتدي. وقال الوسمي:
Dr_alwasmi@
# الأخ أحمد النواف منذ توليك المنصب وأنت تعمل بكل الوسائل لاستفزاز الوضع بأعذار لا تقنع أحدا! والتعدي على إمام ورجل دين في المسجد أمر غير مفهوم وغير مقبول والخلاصة تعتذر ثم تستقيل بهدوء بعد معاقبة العسكري الذي أهان إماماً في المسجد.
إلا أن مطالب الوسمي باستقالة وزير الداخلية لاقت هجوماً من مغردين أكدوا أن الوزير غير مسؤول عن أخطاء فردية من رجال الأمن.
ولم يتم الكشف عن سبب المشادة الكلامية التي جرت بين الضابط والشيخ قبيل الاعتداء عليه، إلا أن بعض النشطاء أفادوا بأن “الأمر متعلق بقضية جمع الزكاة في المسجد، وأن سبب المشاجرة والاعتداء هو مصادرة موظفين رسميين لصناديق الزكاة في المسجد”.
ورغم الاستياء والمطالبة بمحاسبة الضابط المتهم بالاعتداء، فقد رأى آخرون ومنهم نواب أن تطبيق القانون واجب على رجال الأمن في أي مكان.
وقال النائب أسامة المناور “أبناء الكويت من منتسبي الداخلية ووزارة الشؤون بيّض الله وجوهكم، عمليات جمع الأموال بلا رقابة وأخذ إذن من الجهات المختصة هي مسألة تعرّض سمعة الكويت للخطر، إذ أن لا أحد يعرف على وجه اليقين أين تذهب هذه الأموال وسأسأل هل تمت ضبطيّة لجمع أموال دون ترخيص وتدخل مسؤول لحماية هذا التجاوز؟”.
وعلّقت وزارة الداخلية الكويتية الأحد على ما أثير على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن “تعسّف” أحد رجال الأمن على إمام أحد المساجد وذلك بعد جدل وتعليقات نيابية. وأوضحت الوزارة في بيان أن المشكلة تتعلق بقرار منع جمع التبرعات بأشكالها كافة “بدون ترخيص”، وأن أحد القائمين على الجمع أبدى عدم تعاونه مع الأمر، ما استدعى إحالته إلى مخفر الشرطة واتخاذ الإجراءات القانونية. وأكدت أن أبوابها مفتوحة لكل من يشعر أنه وقع عليه ظلم أو “تعسّف”، وأن حق التقاضي مكفول للجميع.
وسبق أن ضبطت فرق التفتيش بإدارة الجمعيات الخيرية والمبرات التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية صناديق لجمع التبرعات النقدية في المساجد خلال شهر رمضان، لمخالفة ذلك للقرارات الرسمية.
وأكدت وزارة الشؤون الاجتماعية في بيان سابق تداولته الصحف المحلية أن “جمع التبرعات النقدية (الكاش) ممنوع بأشكاله كافة”، موضحة أن الجمع بالمساجد يتم فقط بالاستقطاع البنكي، أو من خلال استخدام خدمة الـ”كي.نت”.
وقال مغرد معدّدا سوابق مسجد الحسين:
omaarcy@
# سوابق مسجد الحسين، مرتين جمع تبرعات بدون إذن ومرة ضبط خلية إرهابية بالمسجد ورابعة مخالفة أمس حاطين صناديق لدعم السيستاني قائد الحشد الشعبي الإرهابي وخامنئي قائد الحرس الثوري وبعدين يقولك عمل خيري #محشوم_الشيخ_مهدي_الهزيم.
واعتبر آخر:
ras_1980@
# مساجد “حسينيات” الشيعة في الكويت وكل مكان ما هي إلا مراكز عمليات عسكرية تابعة لإيران.
ويعيش في الكويت 4 ملايين و800 ألف شخص، يمثل عدد الكويتيين منهم نحو مليون و450 ألفا، غالبيتهم مسلمون ينتمون إلى مذهبين رئيسيين هما السنّة (ثلثي الكويتيين) فيما يمثل الشيعة الثلث.
وتنص المادة 35 من دستور الكويت على أن “حرية الاعتقاد مطلقة، وتحمي الدولة حرية القيام بشعائر الأديان طبقا للعادات المرعية، على ألا يخل ذلك بالنظام العام أو ينافي الآداب”.
وكان لافتا دخول جيوش إلكترونية عراقية على الخط لتوجه تهديدات للكويت “المحتلة” وفق رأيها. يذكر أن الموقع الجغرافيّ لدولة الكويت، الصغيرة من حيث المساحة وعدد السكّان، يوجد بين عواصم التأثير الطائفي والسياسي في إيران والعراق والسعوديّة.
وحرّض مغرّد قائلا:
almlm7@
# شاهدوا السلطات في #الكويت كيف تعامل الشيخ الشيعي إمام مسجد الحسين ع في الكويت وهذا غير مقبول؟ يا قادة الشيعة أين أنتم؟ يا لثارات الحسين عليه السلام وإلا فقط كلام تضحكوا على عوام الشيعة! في #البحرين الشيعة يقتلون وفي القطيف والإحساء وأفغانستان وباكستان وأنتم لا حياة لمن تنادي.
وأضاف آخر:
N_AQ_QR313@
# أعتقد أن استهداف الشيخ مهدي الهزيم حفظه الله لا علاقة له بصناديق الزكاة والفطرة للمراجع العظام لأنها معمول بها من زمان وأن السبب الحقيقي هو جرأة الشيخ وشجاعته في الطرح وانحيازه إلى محور المقاومة الذي لا يُرضي الكثير في الكويت. الفيديو قبل سنتين #محشوم_الشيخ_مهدي_الهزيم.
وتداول معلقون مقاطع فيديو لرجل الدين تظهر دفاعه المستميت عن ميليشيات إيران في المنطقة. وقال الناشط محمد أحمد الملا تعليقا على المقطع:
Mohdalmulla67@
# قبل أيام هدد الحشد الشعبي الكويت والقوات الأمنية بعمليات إرهابية وهذا فيديو للمدعو مهدي الهزيم يثني عليهم ويمتدحهم ويصفهم بالجزء المرعب.
وتسبّب تصاعد الخطاب الطائفي بتوجيه مغردين الاتهامات لبعض الشخصيات في تهديد الوحدة الوطنية. وتساءل معلّق:
KWcitizen@
# سؤال مو بريء، النواب الشيعة ليش ما علقتوا على تهديد حشد الزبالة الإيراني للكويت وإلا الفيديوهات ما وصلت لكم! صعبة صح؟ الملالي بيزعلون وما راح تنجحون في الانتخابات ولا النفس الطائفي له الغلبة! #الكويت #الحشد_الشعبي #محشوم_الشيخ_مهدي_الهزيم.
ويرى مغردون أن المشكلة في الكويت هي مع وكلاء إيران الذين يستخدمون هويّتهم الكويتيّة ودستور البلاد لصالح إيران، مؤكدين أنهم اخترقوا كلّ الوزارات السياديّة والأسرة الحاكمة كذلك. ويرون أنهم “يخطّطون لتفجير الدولة من داخلها”. وسلط معلّقون الضوء على شركائهم من جماعة الإخوان المسلمين.
وغرد الأكاديمي العراقي صباح الخزاعي:
sabahalkhozai@
# غريب هذا التوافق! ميليشيات الحشد الشعبي الصفوي وسياسيّوها يختلقون “عركة” مع الكويت ويهددون بعنتريات فارغة، والشعبان يريدان نسيان الماضي. والإخوان في الكويت يهاجمون مصر والسعودية لغرض تخريب العلاقة معهما! لمصلحة مَنْ؟ إيران والدولة العميقة! الصفوي والإخواني وجهان لعملة واحدة!
واعتبر معلق:
Njwd300@
# الخطر الأكبر على منطقة الخليج يأتي من الكويت ولا أبالغ إذا قلت إنها أخطر من قطر بمراحل، الكويت لها حدود مع إيران وفيها نسبة كبيرة من الشيعة الموالين لإيران إضافة إلى الإخوان الذين يسيطرون على مؤسسات الدولة الكويتية كالسرطان الخبيث وفي أي وقت إذا سنحت لهم الفرصة سيختطفون الدولة.
وفي المقابل طالب مغردون بإخماد نار الفتنة. وأطلقوا هاشتاغ #طائفتي_وطني. وغرد المحامي عماد السيف:
AlsaifEmad@
# أهلنا الشيعة ركن مكون أساسي في هذا الوطن الذي قدموا من أجله التضحيات منذ تأسيسه قبل مئات السنين وظل شلال تضحياتهم ودمائهم منهمرا لإعلاء شأنه والذود عن حياضه وهم ما كانوا ولن يكونوا ولن يجرؤ أحد على اعتبارهم طوفة هبيطة. الكويت بوحدتها شيعتها وسنّتها تزهو.
واعتبر مغرد في ذات السياق:
M_A_2094@
يا شيعة الكويت الكرام.. احذروا من صُناع الفتنة واحذروا أيضاً ممن يريد لكم أن تصطدموا بحكومتكم، وحاولوا أن تصلوا وتتواصلوا، وأن يتم حَل الأمور بدون الشعارات والكلمات التحريضية والتي تحمل في طيّاتها طابع التحدي، وإياكم أن تأخذكم الصيحة إلى زوايا تجعل الأعداء يتربصون بكم.
وعلى الرغم من أن استخدام اللغة الطائفية ليس بالظاهرة الجديدة في الكويت، فقد زادت الافتراءات المعادية للشيعة والسنّة على حد سواء. وتشير البيانات إلى أن مجموعة متنوّعة من مستخدمي تويتر هي التي تدفع إلى الخطاب الطائفي على الإنترنت، بما في ذلك رجال دين بارزون، وقادة ميليشيات شيعية، ورجال أعمال نافذون، ووسائل إعلام تحظى بالشعبية، ومستخدمون عرب عاديون.
وعام 2020 أظهرت بيانات استطلاع نادر لآراء الكويتيين أن الشعب الكويتي، شأنه شأن حكومته، لا يزال شديد الريبة تجاه إيران ومواليًا للولايات المتحدة أكثر من أي شعب عربي آخر. ولكن في الوقت نفسه، يريد معظم الكويتيين أن يبقى بلدهم “بعيدًا عن أي حروب”.
والملفت أن الأقلية الشيعية في الكويت تشارك عمومًا إخوانها السُّنة المواقف السلبية نفسها إزاء المرشد الإيراني علي خامنئي وحزب الله، ولكن بحدة أخف نوعًا ما. فنسبة 69 في المئة من الشيعة مقابل 92 في المئة من السُنة، لها نظرة “سيئة إلى حد ما” عن سياسات خامنئي. غير أن الاختلاف الأوضح بين الطائفتين يتعلق بمسألة العلاقات الجيدة مع إيران. فنسبة الكويتيين السُّنة الذين يرون هذه العلاقات “مهمة إلى حد ما” تقتصر على أربعة في المئة، فيما ترتفع لدى الشيعة إلى 45 في المئة.