متطلبات النوم تختلف من شخص إلى آخر

برلين - يختلف الأشخاص في عادات نومهم مثلما يختلفون في الكثير من الأمور الأخرى. فهناك من يفضل النوم لساعات طويلة، وهناك من ينام لعدد قليل نسبيا من الساعات.
وليس من الغريب أن نجد أن هناك العديد من المعتقدات الشائعة حول مسألة النوم، والتي عندما يتم فحصها بعناية يتبين أنها غير صحيحة.
ويعد التحقق من الوقت واحتساب عدد الساعات المتبقية قبل الاستيقاظ، أمرا مرهقا، وهذا هو السبب وراء تأكيد “الجمعية الألمانية لأبحاث النوم وطب النوم” على أنه لا يجب أن يكون هناك مصدر لمعرفة الوقت بالقرب من المرء في حال كان لا يحظى بنوم مريح.
ويشير الادعاء إلى أن “الضغط الناتج عن الاضطرار إلى النوم يتسبب في خلق حالة من التوتر، مما قد يزيد من صعوبة النوم على المرء”. وبدلا من استلقاء المرء في السرير مستيقظا ومنزعجا، يُنصح بالنهوض من السرير لبعض الوقت والتفكير في أي شيء آخر.
وليس بالضرورة أن يكون النوم دون ملابس غير صحي. وإذا كان كل ما يرتديه المرء تحت غطاء النوم بسيطا جدا، فهو يحتاج إلى القيام بإجراءات نظافة صارمة لسريره، بحسب ما يقوله طبيب النوم، الدكتور هانز جونتر فيس، مدير مركز اضطرابات النوم في عيادة بالاتينات للطب النفسي والعصبي في كلينجنمونستر بألمانيا.
هناك العديد من المعتقدات الشائعة حول مسألة النوم، والتي عندما يتم فحصها بعناية يتبين أنها غير صحيحة
ويوضح أن “المرء يفقد ما يتراوح بين لتر إلى لترين من الماء أثناء فترة النوم”. ويحذر: “لذلك إذا أهمل النظافة الصحيحة لفراشه، فإنه من الممكن أن تستقر جميع أنواع الكائنات الصغيرة، مثل العث، في سريره”، حيث ينصح من يفضلون النوم دون ملابس بتغيير أغطية السرير مرة على الأقل في الأسبوع.
كما يجب الحصول على قسط وفير من النوم بعد تلقي اللقاحات، حيث إن قلة النوم بعد الحصول على اللقاحات تؤدي إلى انخفاض استجابة الأجسام المضادة. وقد توصل باحثون في جامعة “بيتسبرج” بالولايات المتحدة أن الأشخاص الذين ينامون لفترات أقل في وقت الحصول على التطعيم المضاد للالتهاب الكبدي بي قاموا بتكوين نظام دفاع مناعي أضعف بالمقارنة مع أولئك الذين لم يفعلوا نفس الشيء.
ومن جانبها، تقول الدكتورة آنا هايدبريدر، العضو بالمجلس التنفيذي في “الجمعية الألمانية لأبحاث النوم وطب النوم”: “بالتأكيد يجب أن يحاول المرء الحصول على قسط كاف من النوم الهادئ قبل وبعد الحصول على اللقاحات”.
ويشيع ادعاء بأن النوم لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى نوبات من حالات شلل النوم، وهو اعتقاد خاطئ.
وشلل النوم هو شعور بالاستيقاظ ولكن مع عدم القدرة على الحركة أو الكلام أثناء الاستيقاظ أو النوم، ومن الممكن أن يستمر لعدة دقائق، بحسب ما يوضحه فيس، الذي يقول إنه قد يكون مخيفا بسبب عدم معرفة المرء متى سيتوقف.
ويشير فيس إلى أن مجرد الربت على شخص في هذه الحالة عادة ما يكون كافيا من أجل إنهاء تلك الحالة.

وتقول “جمعية أبحاث النوم الأوروبية” إن عدم الحصول على فترات نوم منتظم ليست أمرا جيدا، شأنها شأن العكس تماما، موضحة أن تجاوز فترة النوم مدة التسع ساعات يعد كثيرا جدا بالنسبة إلى الأشخاص البالغين.
كما أن النوم لفترة تتتراوح بين ست وثماني ساعات في الليل ليس كافيا بالنسبة إلى الجميع.
حيث إن متطلبات النوم تختلف من شخص إلى آخر. فحوالي 80 في المئة من الأشخاص يحتاجون للنوم لفترة تتراوح بين ست وثماني ساعات في كل ليلة. ويقول فيس: “هناك الكثير من الأشخاص الذين لا يعرفون قدر النوم الذي يحتاجون إليه… إنهم يستيقظون فقط عندما يدق المنبه”.
ويعد النوم أمرا أساسيا لنمو وتطور الرضّع والأطفال الصغار والمراهقين. كما أنه مهم لأنه يمكّن الجسم والعقل من إعادة الشحن، ما يجعل الفرد منتعشا ومتنبّها عند الاستيقاظ. ويضمن النوم الصحي للجسم التمتع بصحة جيدة ويمكنه من الدفاع عن نفسه من الأمراض، وبدون ذلك فإن العقل يصبح غير قادر على العمل بشكل صحيح.
ويمكن أن تسبب قلة النوم مجموعة من المشاكل، من الاختلالات المزاجية إلى الاعتلالات الأكثر خطورة.
ويعاني واحد من كل ثلاثة أشخاص من قلة النوم مع الإجهاد، وغالبا ما يُلقى باللوم على أجهزة الكمبيوتر والعمل في المنزل على أنها من أسباب اضطراب النوم.
ويربط الأطباء والمهنيون الطبيون قلة النوم بقصر متوسط العمر المتوقع للفرد.