قطر وتركيا تفشلان في إقناع طالبان بتولي مهمة تشغيل مطارات أفغانستان

مسؤول في الدوحة: المفاوضات مع الحركة وصلت إلى طريق مسدود.
السبت 2022/04/30
طالبان تتمسك بتولي مقاتليها مراقبة المطارات

رفضت طالبان الاستجابة لشق أمني في اتفاقية كانت قطر وتركيا ترنوان إلى توقيعها مع الحركة بشأن تشغيل خمسة مطارات في أفغانستان، حيث تمسكت الحركة بتولي مقاتليها مراقبة المطارات على أن تتولى الدوحة وأنقرة الاهتمام بالجانب الفني.

الدوحة - فشلت جهود الدوحة في إقناع حركة طالبان بتوليها وأنقرة مهمة تشغيل ومراقبة مطارات أفغانستان الخمسة ومن بينها مطار حامد كرزاي في العاصمة كابول.

وسعت قطر وتركيا خلال الأشهر الماضية لإقناع قيادة الحركة الإسلامية المتطرفة بأهمية هذه الخطوة، التي كانت ستمسح للدوحة وأنقرة بتعزيز نفوذهما على هذه الساحة من خلال السيطرة على مجالها الجوي.

وأفاد دبلوماسيون في قطر ومسؤولون في حركة طالبان الجمعة بأن المفاوضات، وصلت إلى طريق مسدود في ظل إصرار الحركة على أن يتولى مقاتلوها مراقبة المنشآت.

ولدى طالبان حساسية حيال أي تواجد أجنبي على أراضي أفغانستان، وسبق وأن هددت الحركة تركيا باستخدام القوة، حينما أبدت الأخيرة استعدادا لبقاء جزء من قواتها لتأمين مطار حامد كرزاي.

وتعرض مطار حامد كرزاي الوحيد في كابول إلى أضرار في أغسطس الماضي عندما هرع إليه عشرات الآلاف من الأشخاص الساعين لمغادرة البلاد مع انسحاب الولايات المتحدة بعد عشرين عاما من الحرب وسيطرة الحركة بالكامل على البلاد.

دبلوماسي يعمل في الدوحة ومطّلع على المحادثات أكد أن طالبان كانت متطلبة للغاية بشأن القضايا الأمنية في مطار كابول

ورغم تسيير بعض الرحلات الجوية المحلية والدولية من هذا المطار الذي لا يزال مفتوحا، لكن من الضروري إدخال تحسينات كبيرة عليه حتى تتمكن شركات الطيران الرئيسية الأجنبية من استئناف رحلاتها بشكل كامل.

وتريد تركيا استغلال هذا الأمر لضمان السيطرة على أهم مطارات أفغانستان، وقد عمدت إلى إشراك حليفتها قطر، بالنظر إلى العلاقات التي تربط الأخيرة بقادة طالبان بعد أن لمست تحفظات من الحركة المتشددة.

وقد عقدت على مدار الفترة الماضية عدة جولات تفاوضية بين مسؤولي الأطراف الثلاثة، معظمها جرت في الدوحة، وكان آخرها اللقاء الذي جمع الأسبوع الجاري وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني مع نظيره الأفغاني على أمل التوصل إلى اتفاق.

وقال مسؤولون من الطرفين إن المباحثات التي شملت أيضا إعادة بناء مطارات في قندهار وهرات ومزار الشريف وخوست لم تصل إلى نتيجة. وأوضح مسؤول في طالبان طلب عدم الكشف عن هويته أن "عقد مطار كابول مع الشركتين الحليفتين القطرية والتركية مخصص فقط للمساعدة الفنية".

وأضاف "شعبنا سيحمي المطار. ووجود قوات أو خبراء أمن أجانب على أرضنا أمر غير مقبول لإمارة أفغانستان الإسلامية". وأكد دبلوماسي يعمل في الدوحة ومطّلع على المحادثات، أن طالبان كانت “متطلبة للغاية” بشأن القضايا الأمنية في مطار كابول.

وأوضح خبير طلب عدم الكشف عن اسمه، في أعقاب المفاوضات أن قطر وتركيا تريدان أن يكون لهما رأي في إدارة الأمن في مطار كابول لأنهما "لا تثقان بطالبان". وتسيّر شركتا الطيران الأفغانيتان كام إير وأريانا أفغان رحلات نحو دبي والدوحة وإسلام أباد وطهران من مطار كابول. كما تقوم شركة ماهان إير الإيرانية بتسيير رحلات جوية إلى كابول.

3