هواوي تستثمر 22 مليار دولار لمواجهة القيود الأميركية

العقوبات الشاملة قضت على ما يقرب من ثلث إيرادات الشركة في عام 2021، وضخّمت النسبة التي تنفقها هواوي على الأبحاث.
الأربعاء 2022/04/27
الأولوية للبحث والتطوير

بكين- كشفت بيانات حديثة أن عملاق التكنولوجيا الصيني هواوي كثفت من استثماراتها في مجالي البحث والتطوير لتصل بنهاية العام الماضي إلى نحو 22.1 مليار دولار، وهو ضعف ما أنفقته الشركة على مدى نصف العقد الماضي.

ويشكل حجم الإنفاق المرصود أكثر من أي شركة في العالم خارج الولايات المتحدة، وهو يأتي لمواجهة القيود الأميركية التي بدأت مع الحكومة السابقة.

وبحسب إحصائيات جمعتها وكالة بلومبرغ يمثل ذلك نسبة 22.4 في المئة من مبيعاتها في ذلك العام، وقارب ذلك ضعف النسب لدى شركة أمازون وألفابت مالكة غوغل وأكثر من ثلاثة أضعاف ما لدى أبل.

ويعكس توجه هواوي إصرارها على مواجهة كافة العقبات للإبقاء على حظوظها التنافسية في سوق التكنولوجيا من خلال تطوير رقائق ومعدات الشبكات، وحتى الهواتف الذكية الخالية من التكنولوجيا الأميركية أيضا، والتي حُظرت منذ عام 2019 بعد أن اتهمت واشنطن الشركة بتعريض الأمن القومي الأميركي للخطر.

وقضت العقوبات الشاملة على ما يقرب من ثلث إيرادات الشركة في عام 2021، وضخّمت النسبة التي تنفقها هواوي على الأبحاث. ومع ذلك؛ فإنّ الرقم أعلى من ناحية القيمة المطلقة عن العام السابق.

195

ألف موظفا بهواوي منهم 107 آلاف أي حوالي 55 في المئة "عملوا في البحث والتطوير"

وقالت منغ وانزو، الابنة الأكبر للملياردير المؤسس رن تشنغ فاي، في مارس الماضي خلال أول ظهور لها منذ خروجها من الإقامة الجبرية في كندا بسبب اتهامات انتهاك العقوبات الأميركية “تكمن القيمة الحقيقية لهواوي في إمكانات البحث والتطوير التي جمعناها عبر استثمارنا المستمر وطويل الأجل”. وأوضحت أن القانون الأساسي للشركة ينص على “أنَنا سننفق 10 في المئة من إيراداتنا السنوية على البحث والتطوير”.

وتعتبر هواوي غير المدرجة في البورصة واحدة من ست شركات فقط على مستوى العالم، والتي أنفقت كلّ منها أكثر من 20 مليار دولار على البحث والتطوير العام الماضي. وتجاوز ذلك ما أنفقته مايكروسوفت لكن أقلّ بحوالي مليار دولار عن أبل، و2.5 مليار دولار عن ميتا.

وأتى هذا النهج ثماره حتى الآن إذ حصلت عملاقة الشبكات الصينية على 2770 براءة اختراع أميركية العام الماضي، مما وضعها في المركز الخامس وراء إنترناشونال بيزنس ماشينز (آي.بي.أم) وفقا لدراسة مستقلة.

وتفوقت أمازون وألفابت على الجميع بإجمالي إنفاق بلغ 65 مليار دولار، و31.6 مليار دولار على التوالي، وبلغ أوسط إنفاق الشركات الخمس عشرة في مؤشر سوبر تك 2.9 مليار دولار.

ورغم أن العقوبات التي فُرضت خلال رئاسة دونالد ترمب أعاقت أعمالها في مجال الهواتف الذكية، ومنعت بيع معداتها من الجيل الخامس عبر أجزاء من أوروبا وآسيا؛ تمكّنت هواوي من زيادة رأس المال عن طريق بيع الأصول، والاعتماد على محفظة الملكية الفكرية الرائدة في القطاع.

وفي عام 2021، باعت الشركة وحدة هواتف أونر الخاصة بها إلى تكتل تقوده الدولة، وتخلّصت من أعمال الخوادم إكس 86 الخاصة بها لكونسورتيوم صيني آخر.

ومع ذلك ثمة حدود لقدرتها الإنفاقية، ففي حين تضاعفت موازنة أبحاث هواوي لعام 2021 عمّا كانت عليه قبل خمس سنوات، بناء على تقاريرها السنوية فقد تباطأ النمو السنوي.

Thumbnail

أما ميتا فقد ضاعفت إنفاقها أربع مرات، وهو ما يعود إلى تركيزها الجديد على تطوير تكنولوجيا ميتافيرس. وضاعفت أمازون ميزانيتها الخاصة للبحث والتطوير بأكثر من ثلاثة أضعاف، وفقا لأرقام السنة التقويمية التي جمعتها بلومبرغ، والتي تعكس الفترات المالية المختلفة.

وبلغ عدد موظفي هواوي العام الماضي 195 ألفا، منهم 107 آلاف أي حوالي 55 في المئة “عملوا في البحث والتطوير”، لكن من الصعب إجراء مقارنة دقيقة للموظفين الفنيين إذ تستخدم العديد من الشركات تعريفات مختلفة.

وبالمقارنة، صُنف حوالي 60 ألفا أو ثلث موظفي مايكروسوفت على أنَهم موظفو البحث والتطوير، وفق التقرير السنوي للشركة الأميركية.

وقال غوه بينغ، رئيس مجلس الإدارة بالتناوب السابق والرئيس الحالي لمجلس الإشراف في هواوي للصحافيين خلال مؤتمر مؤخرا، إن “المشكلات التي تواجهها هواوي الآن لا يمكن حلها عبر خفض النفقات”. وأضاف “لا تستطيع الشركة الحصول على التكنولوجيات المتقدّمة، ولذا علينا زيادة الاستثمار في تطوير التكنولوجيا”.

11