خامس جولة من المحادثات السعودية - الإيرانية دون الارتقاء إلى المستوى الدبلوماسي

سعيد خطيب زادة يصف مباحثات بلاده مع الرياض بالإيجابية والجادة، مشيرا إلى وجود مفاوضات لإرسال 40 ألف حاج إيراني لأداء فريضة الحج.
الاثنين 2022/04/25
إيران تأمل في أن ترتقي المحادثات إلى "مستوى سياسي عال"

طهران - أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة الاثنين أن إيران والسعودية عقدتا جولة خامسة من المحادثات "الإيجابية" في بغداد الخميس الماضي بجهود عراقية وعمانية، مشيرا إلى أن الحوار لم يصل بعد إلى المستوى الدبلوماسي.

ويرى مراقبون أن عدم تجاوز المحادثات المستوى الأمني قد يحمل إشارة إلى أن السعودية لا تراهن على أيّ نتائج من الحوار مع إيران، وأنها تبقي أبواب الحوار مفتوحة من أجل منع إيران من استثمار قضية الحوار وإظهار السعودية وكأنها هي من تعرقله، خاصة في ظل مطالبة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن طهران بالتهدئة مع خصومها الإقليميين كشرط للمضي في الاتفاق النووي.

وقال خطيب زادة في مؤتمره الصحافي الأسبوعي إن المباحثات بين بلاده والسعودية "كانت إيجابية وجادة وتسير إلى الأمام"، معربا عن أمله في أن ترتقي إلى "مستوى سياسي عال".

وأوضح أن المباحثات بين طهران والرياض إذا ارتقت إلى هذا المستوى "فحينئذ يمكننا أن نشهد تقدما سريعا وجادا" في المباحثات، غير أنه أكد في الوقت ذاته أن الحوار بين الطرفين "لم يصل إلى مرحلة للقاء وزيري خارجية" البلدين. 

وصرّح خطيب زادة بأن "المحادثات الأولية جارية بين طهران والرياض لإرسال 40 ألف حاج إيراني لأداء فريضة الحج في مكة هذا العام".

 ويأتي ذلك بعد أن ذكرت وكالة "نور نيوز" الإيرانية الأحد أنّ جلسة حوار جديدة انعقدت في بغداد، وضمت ممثلين لأمانة المجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية، ورئاسة الاستخبارات السعودية.

وأفادت الوكالة بأن اللقاء جرى في "جو إيجابي"، ما يدفع إلى "تفاؤل باستئناف العلاقات الثنائية". وتوقعت عقد "اجتماع مشترك بين وزيري خارجية البلدين في المستقبل القريب".

وقطعت العلاقات بين القوتين النافذتين في منطقة الخليج منذ مطلع 2016، إلا أن البلدين، اللذين يقفان على طرفي نقيض في مختلف الملفات الإقليمية، أجريا خلال العام الماضي أربعة لقاءات حوارية بهدف تحسين العلاقات، استضافها العراق بتسهيل من رئيس وزرائه مصطفى الكاظمي.

ويعود اللقاء الأخير بين الجانبين إلى سبتمبر 2021. وكان من المتوقع أن تعقد جلسة خامسة في مارس، بسبب رفض المملكة الحوار في ظل استمرار القصف الحوثي على مواقع نفط سعودية، وكذلك جراء قرار إيراني بـ"تعليق" المشاركة في الحوار بعد إعدام السعودية العشرات من الأشخاص، من بينهم أفراد من الأقلية الشيعية.

وقطعت السعودية علاقاتها مع إيران في يناير 2016، بعد تعرض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد لاعتداءات، من قبل محتجين على إعدام الرياض رجل الدين السعودي الشيعي المعارض نمر النمر.

وبدأت جلسات الحوار بين البلدين في أبريل 2021 بتسهيل من الكاظمي الذي تربطه علاقات جيدة بالجانبين.

وتعد إيران والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الإقليمية وأبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا داعما للحكومة المعترف بها دوليا، وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.

كذلك، تبدي السعودية قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتّهمها بـ"التدخّل" في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.

وأعلن وزير الخارجيّة السعودي الأمير فيصل بن فرحان في تصريحات سابقة له "نأمل أن يرى الإيرانيّون أنّ من مصلحتهم العمل مع جيرانهم بطريقة إيجابية تؤدّي إلى الأمن والاستقرار والازدهار"، مضيفا "إذا استطاعوا أن يروا أنّ ذلك في مصلحتهم، يمكن أن يكون لديّ أمل"، ومستدركا "حاليّا نحن في مرحلة مبكرة" من المناقشات.

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان رحّب في مارس بتصريحات لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بشأن علاقات الجوار بين المملكة وإيران، معتبرا أنها تظهر "رغبة" الرياض في استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع طهران.

إلى ذلك، أعرب وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين خلال زيارة إلى طهران منتصف أبريل الجاري، عن أمله في أن "نصل إلى مراحل أخرى من هذا الحوار (…) وننقل الحوار من حوارات مغلقة أو حوارات سرية أو حوارات على المستوى الأمني، إلى حوارات دبلوماسية وحوارات علنية".

وأعرب مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي عن أمله في أن تؤدي الجولة الخامسة من المحادثات بين إيران والسعودية إلى إعادة فتح سفارتي الجانبين، حسبما ذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية.