فتحي باشاغا يسجل حضوره بجولات في جنوب ليبيا ووسطها

رئيس حكومة الاستقرار الوطني يعمل على دخول آمن وسلمي إلى العاصمة طرابلس.
الاثنين 2022/04/25
باشاغا يرفض الدخول بالقوة إلى طرابلس

سرت (ليبيا) - يسعى رئيس حكومة الاستقرار الوطني المكلفة من قبل البرلمان الليبي فتحي باشاغا إلى بعث رسائل، مفادها أنه موجود ويمكنه العمل حتى في ظل الصعوبات التي يجدها من أجل دخول العاصمة طرابلس، وذلك من خلال تحركاته المكثفة في جنوب البلاد ووسطها.

ووصل باشاغا مساء السبت إلى سرت (حوالي 450 كلم شرقا عن طرابلس) مرفوقا بوفد وزاري، يتألف من نائب رئيس الحكومة سالم الزادمة، ووزراء الخارجية والصحة والطيران المدني.

وفور وصوله أجرى باشاغا والوفد المرافق له جولة تفقدية بمجمع قاعات وغادوغو، ومقر بلدية سرت، ومستشفى ابن سيناء التعليمي.

باشاغا أدى الأحد زيارة إلى منطقة الهلال النفطي حيث طالب باستئناف تصدير النفط وفق آليات قانونية منضبطة تضمن إدارة الإيرادات النفطية بشكل عادل

وفشل باشاغا المدعوم من مجلس النواب والجيش الليبي، في دخول طرابلس لمباشرة مهامه من هناك، بعد رفض رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة تسليم السلطة، في خطوة أحيت المخاوف من عودة ليبيا إلى مربع الانقسام المؤسساتي والسياسي.

وبعد طول انتظار لدخول حكومته إلى طرابلس، تحول باشاغا الأسبوع الماضي إلى سبها، عاصمة إقليم فزان (الجنوب الليبي)، حيث عقد أول اجتماع وزاري لحكومته.

وأكدت الحكومة الجديدة الخميس أن عقد أول اجتماع لها في سبها يأتي قبل مباشرة عملها من طرابلس، من دون تحديد موعد لذلك. وجددت تأكيد التزامها بانتهاج “الخيار السلمي” لاستلام مهامها في العاصمة.

وقال الناطق باسم حكومة باشاغا عثمان عبدالجليل إن دخول طرابلس ليس هدفا عاجلا في الوقت الراهن، مشددا على أن حكومته تتفادى الصدام، وتعمل على دخول آمن وسلمي إلى العاصمة.

ويعني دخول العاصمة السيطرة على المؤسسات السيادية، وخاصة المصرف المركزي ومؤسسة النفط، لكن باشاغا يبدو بحسب تحركاته الأخيرة في جنوب البلاد ووسطها يسعى لتسجيل حضوره، وبعث رسائل مفادها أن عدم دخول العاصمة لن يثنيه عن مباشرة مهامه.

وأكد باشاغا الأحد أهمية مدينة سرت كونها تتوسط ليبيا وتربط الشرق والغرب والجنوب، مشددا على أن حكومته ستولي المدينة “كل الاهتمام بعد أن عانت وشهدت العديد من الحروب والدمار والخراب”. وبالفعل، يشكو الجنوب الليبي الذي تنشط فيه أيضا عصابات تابعة للمعارضة التشادية وغيرها، إهمالا متزايدا من قبل الحكومات المتعاقبة.

كما أدى باشاغا الأحد زيارة إلى منطقة الهلال النفطي، حيث التقى هناك بأهاليها.

وقال في سلسلة تغريدات نشرها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، “التقيت بأهالي منطقة الهلال النفطي واستمعت إلى مشاكلهم، وما يعانونه من تهميش وظلم وتردي مستوى المعيشة والخدمات لديهم”.

وأوضح رئيس الحكومة المكلف من قبل البرلمان أنه “رغم وجاهة المخاوف والحرص على عدم التصرف في إيرادات النفط بشكل مخالف للقانون، إلا أننا طالبنا وبوضوح ضرورة استئناف تصدير النفط وفق آليات قانونية منضبطة، تضمن نزاهة وشفافية إدارة الإيرادات النفطية بشكل عادل لكل الليبيين”.

ويأتي ذلك في وقت أعلنت فيه مجموعة من أعيان الجنوب وكذلك أهالي وأعيان وسكان بلدية “الزويتينة سلطان النفطية” في الشرق عن وقف إنتاج وتصدير النفط بشكل كامل، اعتبارا من السبت الماضي وإلى حين تسليم حكومة الوحدة الوطنية مهامها للحكومة الجديدة المكلفة من مجلس النواب.

ويرى مراقبون أن هذا التحرك ورقة من أوراق قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر الذي يتحالف مع باشاغا، وسبق له أن جربها، لكنها لم تفرز النتائج المرجوة، ما قد يصعب على رئيس حكومة الاستقرار الوطني عملية دخول طرابلس، خاصة في ظل الوضع الدولي الراهن، حيث تسعى القوى الغربية لزيادة ليبيا إمداداتها الطاقية للتقليل من الاعتماد على الإمدادات الروسية.

4