الغموض يلف مستقبل مهمة ستيفاني ويليامز في ليبيا

أفريقيا تقدم أسماء لاختيار مبعوث أممي بدعم من روسيا.
الخميس 2022/04/21
هل حان موعد المغادرة؟

يكتنف الغموض مستقبل المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ستيفاني ويليامز، بعد أن دفعت أفريقيا بأسماء جديدة مدعومة من روسيا لتولي رئاسة البعثة الأممية إلى هذا البلد الذي تمزقه الحرب منذ الإطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافي.

طرابلس - يعكس تقديم أفريقيا أسماء إلى مجلس الأمن من أجل اختيار مبعوث أممي جديد إلى ليبيا -وهي أسماء تدعمها روسيا والصين- أن مستقبل المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ستيفاني ويليامز بات يلفه الغموض،لاسيما في ظل التعثر الذي تشهده مبادرتها لإنهاء أزمة القاعدة الدستورية التي ستُجرى على أساسها الانتخابات العامة في البلاد.

وعقد مجلس الأمن الدولي مساء الثلاثاء اجتماعا مغلقا لبحث الملف الليبي والدور المستقبلي للأمم المتحدة، وهما مسألتان مازالتا تثيران انقساما بين أعضائه خصوصا بشأن تعيين مبعوث جديد إلى هذا البلد، حسب دبلوماسيين.

وتنتهي مهمة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في الثلاثين من أبريل الجاري وسط مساع روسية لتعيين مبعوث أممي جديد بما يحيّد ويليامز التي تحمّلها أوساط سياسية ليبية مسؤولية الفشل في تحقيق اختراقات تذكر في الأزمة التي تعصف ببلادهم رغم خبرتها الواسعة فيها.

مجلس الأمن عقد اجتماعا مغلقا لبحث الملف الليبي والدور المستقبلي للأمم المتحدة، وهما مسألتان مثار انقسام

وكان نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي قد شدد في وقت سابق على ضرورة تعيين موفد جديد للأمم المتحدة “في أسرع وقت ممكن”.

وكان الفشل في إجراء الانتخابات في موعدها -الذي كان مقررا في الرابع والعشرين من ديسمبر الماضي- قد بدد الهالة التي أحيطت بويليامز فور عودتها؛ حيث راهن مراقبون على قدرتها على الضغط، بالإضافة إلى إلمامها بالملف الليبي وتفاصيله، باعتبار أنها شغلت منصب القائم بالأعمال في السفارة الأميركية بليبيا لسنوات قبل أن يتم تعيينها نائبا للمبعوث الأممي الأسبق غسان سلامة.

لكن الخلافات التي يشهدها مجلس الأمن منذ النصف الثاني من 2021 واستقالة السلوفاكي يان كوبيش في نوفمبر الماضي بسبب عدة مسائل متعلقة بالأزمة الليبية تحولان دون تعيين مبعوث جديد، حيث لم يتم تمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة في سبتمبر لأكثر من أربعة أشهر، ثم تم تمديدها مجددا في يناير لثلاثة أشهر فقط.

وقال دبلوماسي طلب عدم كشف هويته إن مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو شددت في اجتماع الثلاثاء على أهمية تمديد بعثة المنظمة الدولية لمدة سنة.

وردا على سؤال تعلق بهذا السياق في مؤتمره الصحافي اليومي اكتفى المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك بالقول إن “الرسالة الأساسية علنا وسرا هي ضرورة اتحاد القادة الليبيين من أجل مصلحة الشعب الليبي”.

وذكر دبلوماسيون أن أفريقيا التي تأمل في تعيين أفريقي مبعوثا للأمم المتحدة إلى ليبيا اقترحت على أنطونيو غوتيريش أسماء شخصيات، في خطوة تلقى دعم روسيا والصين.

وجاء ذلك في وقت واجهت فيه ويليامز فشلا جديدا بعد إخفاقها في تحقيق أي اختراق في أزمة القاعدة الدستورية خلال المحادثات التي احتضنتها العاصمة المصرية القاهرة مؤخرا.

وسارعت ويليامز إلى اختتام المحادثات قائلة إن “اجتماع المسار الدستوري الليبي جرى في أجواء توافقية وسيستأنف عقب عيد الفطر”، وهو ما يعمق الشكوك إزاء قدرتها وقدرة المحادثات التي ترعاها بين مجلسيْ النواب والدولة على حلحلة أزمة القاعدة الدستورية.

الخلافات التي يشهدها مجلس الأمن منذ النصف الثاني من 2021 واستقالة السلوفاكي يان كوبيش في نوفمبر الماضي بسبب عدة مسائل متعلقة بالأزمة الليبية تحولان دون تعيين مبعوث جديد

ويرى مراقبون أن مسارعة ويليامز إلى اختتام المحادثات وتعليقها إلى ما بعد عيد الفطر تعكس بداية غير موفقة، خاصة أن مهمة التوصل إلى توافق بين مجلسي النواب والدولة -اللذين خاضا منذ التوقيع على اتفاق الصخيرات عام 2015 محادثات باءت كلها بالفشل- صارت معقدة جدا.

ويعود ذلك إلى الشروط التي يشترطها الإسلاميون للموافقة على القاعدة الدستورية التي ستُجرى على أساسها الاستحقاقات المقبلة، حيث يسعى هؤلاء لوضع نص دستوري ينص على منع قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر من الترشح للانتخابات الرئاسية.

ويأتي ذلك بالتزامن مع تعمق الأزمة المتعلقة بالسلطة التنفيذية في ليبيا بين رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة ورئيس الحكومة الجديد فتحي باشاغا بعد تعليق إنتاج وتصدير النفط في البلاد، وسط عجز من ويليامز عن القيام بتحرك حاسم ينهي هذه الأزمة.

ومع شح المعروض في أسواق الطاقة العالمية بسبب الأزمة الأوكرانية ستشكل الخسائر المتلاحقة التي تتعرض لها عمليات الإنتاج في ليبيا (بلغ معدل الإنتاج مؤخرا 1.2 مليون برميل يوميا) ضغوطا إضافية على الأسعار.

5