التوتر في القدس يفاقم عدم الاستقرار الحكومي في إسرائيل

القدس – جمدت القائمة العربية الموحدة، إحدى مكونات الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، عضويتها في التحالف والكنيست (البرلمان) مؤقتا على إثر الأحداث في المسجد الأقصى شرق مدينة القدس، ما يفاقم عدم الاستقرار الحكومي في إسرائيل.
وتمتلك القائمة العربية الموحدة أربعة مقاعد في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا. وشددت على أنه إذا لم ترجع الحكومة الإسرائيلية عن سياساتها بحق القدس والمسجد الأقصى فإن نوابها سيقدمون استقالة جماعية.
وأعرب مراقبون إسرائيليون عن قلقهم من أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى تفاقم الوضع غير المستقر بالفعل لحكومة نفتالي بينيت وزيادة الخوف من انسحاب المزيد من الشخصيات خاصة في حزب (يمينا).
وفي ظل تعليق أنشطة البرلمان الإسرائيلي الذي خرج خلال مارس الماضي في عطلة الربيع التي تستمر لعدة أسابيع (تنتهي في الثامن من مايو المقبل)، لن تكون هناك قيمة عملية لقرارات القائمة الموحدة بالتجميد المؤقت لعضويتها في الائتلاف والكنيست.
تصعيدا آخر في القدس سيجبر رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس على الانسحاب من الائتلاف الحكومي الإسرائيلي
وكان ائتلاف بينيت قد فقد أغلبيته قبل نحو عشرة أيام بعد أن انسحبت النائبة من حزب (يمينا) عيديت سليمان من التحالف مما أفقد الائتلاف أغلبيته البرلمانية.
وأصيب ما لا يقل عن 19 فلسطينيا وسبعة إسرائيليين بجروح الأحد في عدة حوادث داخل المسجد الأقصى وفي محيطه.
وجاءت الصدامات بعد يومين فقط من إصابة نحو 150 فلسطينيا في اشتباكات مع قوات الشرطة الإسرائيلية في الحرم القدسي.
وقال الكاتب الإسرائيلي عميت سيغال إن تصعيدا آخر في القدس سيجبر رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس على الانسحاب من الائتلاف الحكومي الإسرائيلي.
وأضاف سيغال “إذا هدأت الأحداث سيحاول منصور استيعاب الأمور، ولحسن حظ بينيت فإن التصعيد الأمني حدث في فترة إجازة الكنيست”.
وأرسل مازن غنايم النائب عن القائمة العربية الموحدة رسالة إلى بينيت، يحذر فيها من أنه سيستقيل من التحالف إذا استمرت الصدامات في الأقصى.
وكتب غنايم في الرسالة “إذا لم يتم وقف نشاط القوات الأمنية في المسجد الأقصى على الفور، فأنا أعتبر نفسي لست عضوا في التحالف”.
وأضاف أن “الحكومة التي تسمح بمثل هذه الأعمال داخل أسوار المسجد الأقصى ليس لها الحق في الوجود”.
وقالت الكاتبة والمحللة السياسية دافنا ليئال “بعد أن نجح رئيس الوزراء في تهدئة المشاعر داخل حزبه واستقرار الحالة السياسية، يأتي تمرد داخلي من القائمة العربية الموحدة مع تهديد واضح”.
وأضافت ليئال أن هذه الخطوة (تهديد غنايم وتجميد القائمة العربية لعضويتها في البرلمان) هي “خطوة دراماتيكية في وضع ائتلاف مكون من 60 عضوا وشبه مشلول، ويجب أن نتذكر أن الائتلاف في وضع صعب أيضا إذا انسحب شخص آخر فإن كل شيء سينهار”.
ويعتبر المسجد الأقصى نقطة ساخنة ومقدسة للمسلمين واليهود، ويقع في شرق مدينة القدس، وهي منطقة احتلتها إسرائيل مع باقي الضفة الغربية في حرب عام 1967 في الشرق الأوسطـ، وضمتها بعد ذلك بوقت قصير في خطوة لم يعترف بها معظم المجتمع الدولي.
وترى الكاتبة الإسرائيلية موران أوزلاي أن النظام السياسي يقول إن استمرار الشراكة مع منصور يعتمد على عوامل خارجية أخرى مثل القدرة على تهدئة الاضطرابات على الأرض.
وأضافت أوزلاي أن “الأحداث الأمنية التي حدثت في محيط المسجد الأقصى بالقدس تجعل من الصعب استمرار الشراكة”.
وأوضحت أنه خلال الأيام المقبلة سيستغرق التحالف وقتا لمحاولة تهدئة الجبهات المختلفة، بهدف توفير الهدوء لعباس داخل حزبه ومن ناحية أخرى إتاحة مجال أكبر للمناورة على الجانب الأيمن من التحالف، أي اليمينيون، وبعضهم غير راضين عن الوضع الحالي.
ولفتت أوزلاي إلى أن هذا الوضع قد يزعزع التحالف قريبا ويضع بينيت أمام أصعب التحديات التي يواجهها الائتلاف منذ تشكيله.
وعاشت إسرائيل فترة من الشلل السياسي من 2019 وحتى يونيو 2021 بعد نجاح بينيت وزعيم حزب (يوجد مستقبل) يائير لابيد في تشكيل حكومة ائتلاف متعددة الأطياف تضم حزبا عربيا لأول مرة في تاريخ إسرائيل.