"ربيع المخا" مسلسل يبحث في تاريخ تجارة البن اليمني

المسلسل لم يخل من البعد السياسي والإسقاطات على الراهن اليمني رغم أنه مرتبط بحقبة سياسية معينة.
الثلاثاء 2022/04/19
صورة عن اليمن في القرن التاسع عشر

صنعاء - رغم الحرب المستمرة والتي صوبت سهامها على كل القطاعات، يشهد القطاع الدرامي في اليمن تنافسا نسبيا هذا العام، حيث تعرض القنوات الفضائية عددا من المسلسلات ذات المحتوى والطرح الفكري المتنوع ومنها مسلسل “ربيع المخا” الذي يصنف ضمن المسلسلات التاريخية.

ويحظى “ربيع المخا” بمتابعة لافتة من الجمهور اليمني، كونه يعرض في قالب درامي حكاية مدينة المخا الواقعة على الساحل الغربي للبلاد، وتُستوحى أحداثه من القرن التاسع عشر، حين اشتهرت المدينة عالميا وعرفت بالميناء، الذي يحمل اسمها ويصدر منه البن اليمني، وبالتي عُرف هذا المنتوج باسمها “بن موكا”.

ويضم العمل نخبة كبيرة من نجوم الدراما اليمنية، منهم عامر البوصي ومنى الأصبحي ومواهب جديدة واعدة، إلى جانب الممثلة السورية سيما الذهبي وهو من تأليف مختار القدسي، وسيناريو وحوار خليل العامري، وإخراج وليد العلفي وإنتاج قناة “السعيدة”.

نخبة كبيرة من نجوم الدراما اليمنية

وواجه منتجو العمل تحدي نقل مرحلة تاريخية مهمة من تاريخ اليمن، في ظل الافتقاد لمراجع تاريخية كافية عنها، خصوصا أن الدراما اليمنية، نادرا ما تعالج مراحل تاريخية واقعية سابقة، أو شخوصا تاريخية، لحساسيات عديدة في بلد مضطرب سياسيا واجتماعيا.

وندرة المعلومات التاريخية كانت سببا في العمل على المسلسل أكثر من تسعة أشهر، في بحث تاريخي وتحضير للمعلومات والحقائق والصور والديكور والإكسسوارات والملابس، على حد قول مخرج العمل وليد العلفي.

ولم يخل المسلسل من البعد السياسي والإسقاطات على الراهن اليمني، ورغم أنه مرتبط بحقبة سياسية معينة، إلا أنه ركز على معاناة اليمنيين المستمرة إلى اليوم جراء ممارسات سياسية وطائفية على يد من يسعون للحكم والسيطرة على مفاصل الدولة.

وتشتهر اليمن بتجارة القهوة حتى أن اليمنيين يحتفون في الثالث من مارس من كل عام، بيومهم الوطني “عيد موكا”، أو كما يصفونه “اليوم الوطني لتشجيع زراعة البن”، والبن هي الشجرة الوطنية التي ارتبطت باليمن منذ المئات من السنين، وعرفت اليمن بتصدير البن أو القهوة، الشهيرة باسم “موكا” نسبة إلى ميناء المخاء التاريخي، الذي كان المسؤول عن تصدير البن إلى بقية أنحاء العالم، حتى أن أجود أنواع البن وأصنافه الأفضل على مستوى العالم اتخذ من اسم ميناء المخاء عنوانا له، فأصبح “موكا” المشتق من اسم الميناء ماركة عالمية للبن اليمني الأجود عالميا.

ويرى بعض النقاد أن تناول تاريخ ميناء المخاء خلال القرن التاسع عشر، سقطة درامية، وخطأ لم ينتبه إليه منتجو العمل، لأن تلك الحقبة التاريخية كانت بداية إعلان تراجع دور الميناء وصولا إلى انهياره، مما يجعل العنوان نفسه “ربيع المخا” عنوانا غير موفق.

وبدأ تراجع دور ميناء المخا مع الغزو العثماني الثاني لليمن 1849 – 1872 حيث فضل العثمانيون الانتقال إلى الحديدة التي أصبحت الميناء الرئيسي بالنسبة إليهم.

ثم انتقلت زراعة البن إلى البرازيل والمكسيك وظهر ميناء عدن، وفقدت تجارة البن في اليمن بريقها الأول كما فقدت اليمن بوصلتها في العديد من القطاعات.

14