الجزائر تعرقل بيانا عربيا حول القدس بسبب الإشارة إلى المغرب

الرباط تستنكر التسييس الدنيء للقضية الفلسطينية من طرف الجزائر بتوظيفها في حملتها البغيضة على المملكة.
الاثنين 2022/04/18
دفاع العاهل المغربي عن المدينة المقدسة يشد أعصاب الجزائر

الرباط - عرقل الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة السبت اعتماد بيان صادر عن المجموعة العربية في نيويورك، يتعلق بالاعتداء الإسرائيلي الأخير على الأماكن المقدسة بالقدس، وذلك بسبب الإشارة إلى دور لجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي التي يرأسها العاهل المغربي الملك محمد السادس، فيما أدانت الرباط التسييس الدنيء للجارة الشرقية للقضية الفلسطينية.

ويشكل الاعتراض الجزائري حلقة جديدة من التصعيد الذي انتهجته الجارة الشرقية منذ أشهر ضد المغرب، بعد أن فشلت الجزائر في تحقيق أي توافق بين الفصائل الفلسطينية لدى احتضانها الحوار الفلسطيني – الفلسطيني في يناير الماضي، والذي انتهى بإدانة التطبيع مع إسرائيل ومهاجمة دول بعينها بسبب علاقتها بتل أبيب، في إشارة مباشرة إلى المغرب دون سواه من الدول التي تقيم علاقات مع تل أبيب.

ويدين مشروع البيان الذي تم توزيعه على المجموعة العربية في نيويورك، من أجل اعتماده، الاعتداء الإسرائيلي بالمدينة المقدسة ويعترف بالدور الهام للجنة القدس برئاسة العاهل المغربي، في الدفاع عن المدينة المقدسة والحفاظ على هويتها.

وأيد الوفد المغربي بقوة هذا المشروع، كما أيدت جميع الدول الأعضاء في المجموعة العربية نص البيان، باستثناء السفير الجزائري الذي عارض الإشارة إلى لجنة القدس، وحاول إدراج إشارة إلى دعم رئيس بلاده عبدالمجيد تبون للقضية الفلسطينية.

وأثار السلوك الجزائري المعرقل حول قضية حيوية بالنسبة للعالم العربي مخاوف وهواجس حقيقية داخل المجموعة العربية من نزوع الجزائر، الرئيس المقبل للقمة العربية، إلى التضحية بالقضية الفلسطينية، لاسترضاء رغبتها ضد المغرب ومؤسساته.

وأدان السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال بشدة هذه المناورة الجزائرية التي لا تكف عن التهجم على المغرب ورموزه، مشددا على أنه ليس من الأدبيات ولا من الأخلاقيات، وحتى من اختصاصات السفراء العرب في نيويورك، التعليق أو انتقاد المسؤوليات الموكلة إلى رؤساء الدول والحكومات العربية.

ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء عن السفير المغربي استنكاره "التسييس الدنيء للقضية الفلسطينية من طرف الجزائر، من خلال إدراجها في حملتها البغيضة على المغرب وإخضاعها لمزايدات سياسية في تهجماتها المقيتة المتكررة على مؤسسات المملكة".

وذكر السفير هلال بأنه في التاسع من مارس 2022 فقط، أشادت اللجنة الوزارية العربية المعنية بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في مدينة القدس المحتلة، بالجهود التي يبذلها الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، للدفاع عن المدينة المقدسة. وفي هذا الصدد، كشف ازدواجية الدبلوماسية الجزائرية التي قبلت في القاهرة هذا التعبير حول لجنة القدس، وذلك بمشاركة وزير خارجيتها، بينما تعارض ذلك في نيويورك.

كما ذكر هلال بأن العاهل المغربي، بصفته رئيسا للجنة القدس، يعمل باستمرار على المستويات الدبلوماسية والسياسية والميدانية، على الدفاع عن المدينة المقدسة، والحفاظ على طابعها الديني والثقافي، والقانوني والتاريخي، وكذلك لتحسين الظروف المعيشية وصمود سكانها من خلال ذراعها التنفيذية بالأساس، وكالة بيت مال القدس.

وأكد أن المغرب يموّل وكالة بيت مال القدس بأكثر من 86 في المئة، بينما لا تساهم فيها الجزائر بأي شكل من الأشكال.

وقام الدبلوماسي المغربي، علاوة على ذلك، بإفشال المحاولة اليائسة للسفير الجزائري الرامية إلى إدراج إشارة إلى دعم الرئيس الجزائري للقضية الفلسطينية في مشروع البيان، موضحا أن نص البيان كان حول الوضع الخاص بالقدس الشريف، الذي لا تملك فيه الجزائر أي مساهمة، على عكس الملك محمد السادس، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في إطار الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس.

وتشهد العلاقات الجزائرية - المغربية توترا منذ عقود، بسبب قضية الصحراء المغربية على وجه الخصوص، كما أن الحدود بين الجارتين مغلقة منذ عام 1994.

يعد المغرب الصحراء المغربية ذات الكثافة السكانية المنخفضة جزءا من أراضيه. وتريد جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر إقامة دولة لها هناك.

وقطعت الجزائر العلاقات مع المغرب في أغسطس من العام الماضي، وأغلقت بعد ذلك مجالها الجوي أمام جميع الطائرات المغربية وعلّقت صفقة خط أنابيب ينقل الغاز إلى إسبانيا عبر المغرب.

وأدان المغرب بشدة السبت الاعتداءات الإسرائيلية في القدس. وأعطى الملك محمد السادس توجيهاته لوزارة الخارجية بإبلاغ إسرائيل باستنكاره الشديد لعمليات الاقتحام الدامية على يد الشرطة والمستوطنين في المسجد الأقصى.