إقالة مدير التلفزيون السوداني لعدم منحه الأولوية لأخبار عبدالفتاح البرهان

المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة السوداني يعبر عن استغرابه من وضع أخبار رأس الدولة في ذيل النشرة.
الخميس 2022/04/14
أخبار القوات المسلحة أولا

الخرطوم - برر المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة السوداني الطاهر أبوهاجة إقالة مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بالسودان لقمان أحمد من منصبه بـ”تجاهل أخبار القوات المسلحة وبث أخبار القائد العام ورئيس البلاد في ذيل النشرة الرئيسية”.

وأوضح أبوهاجة في تعميم صحافي أن “الخطوط الحمراء في الدول ذات السيادة نابعة من وجدان الشعب ومؤسساته العسكرية”. وأعرب عن استغرابه من “وضع أخبار رأس الدولة في ذيل النشرة”.

وشدد على أن “تراتبية بروتكول الأخبار يمكن أن تأخذ معيار عدم أهمية أخبار رئاسة الدولة إذا كانت الوسيلة الإعلامية التي تبث الخبر خاصة”، وقال “لكن تلفزيون السودان وسيلة حكومية تخضع لبروتكول الدول وتحفظ قيمة المقامات الوظيفية فيها”.

الطاهر أبوهاجة: القناة الرسمية تعمل ضد الحكومة وضد رأس الدولة

وأشار أبوهاجة إلى عدم اهتمام التلفزيون بتحرير الفشقة وزيارات القيادة العسكرية إليها لافتا إلى “تسخير القناة الرسمية واستخدامها بصورة واضحة واستغلالها لتعمل ضد الدولة وضد الحكومة وضد رأس الدولة”، وأضاف “بلا شك هي أمور يرفضها كل وطني غيور وأروني في أي دولة يحدث هذا”.

ومطلع الأسبوع الجاري أقال رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان لقمان أحمد من منصبه. وقرر البرهان تكليف محمد إبراهيم البزعي بمنصب المدير العام لهيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية.

من جانبه أكد مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون المقال لقمان أحمد في تصريح صحافي عدم علمه بأسباب إقالته من منصبه وقال “لا أعلم حتى الآن بقرار إقالتي وسمعت به من الإعلام ولا أعلم ما هو السبب”. وكان لقمان أحمد ترك منصبه كمدير لمكتب هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” في واشنطن ليتولى رئاسة التلفزيون الرسمي السوداني.

وقالت الإعلامية السودانية بشرى أحمد علي منتقدة قرار إقالة أحمد “هم يعتقدون أن التلفزيون هو وسيلة للتغيير رخيصة الثمن، ويرون أن من يملك التلفزيون وبرامجه يملك الحقيقة ويستطيع توجيه الناس بالشكل الذي يريدونه، لذلك كان تبرير العميد أبوهاجة بإقالة لقمان أحمد منسجما مع هذه الرؤية”.

لقمان أحمد: سمعت بقرار إقالتي من الإعلام ولا أعلم ما هو السبب

وأضافت “ربما تكون هذه الرؤية صحيحة قبل 70 عاماً عندما اكتشف العالم فكرة البث المرئي، وكانت الدولة هي المصدر الوحيد للمعلومات، ولم يكن أمام الجمهور خيار سوى الاعتماد على تلفزيون الدولة الرسمي لتلقي المعلومات، أعتقد أن حقبة البرهان ضبطت عقارب الساعة إلى الوراء، وتجاهلت أن الإعلام التفاعلي كما يحدث في وسائل التواصل هو الأقوى تأثيرا وأصبح مصدراً للتقارير الخبرية، فحتى القنوات الإخبارية الكبرى أصبحت لها صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي، فلم يعد الإعلام الرسمي فعالاً كما يتصور أبوهاجة، ونقل نشاط قائد الانقلاب أو تحريك قضية الفشقة عند الطلب لا يزيد من التفاعل أو الاهتمام كما يتوقع أبوهاجة”.

وفي سياق آخر تعرض لقمان أحمد إلى ألفاظ عنصرية وتنمر صدرت من أحد أعضاء هيئة الدفاع عن المتهمين في محاكمة مدبري انقلاب 1989، والتي يُتهم فيها الرئيس المعزول عمر البشير وآخرون من أفراد نظامه خلال بث مباشر كانت تجريه وكالة السودان للأنباء الرسمية.

وأظهر مقطع فيديو محامين ينتمون إلى تنظيم الإخوان ويمثلون هيئة الدفاع عن المتهمين وهم يتبادلون أطراف الحديث ويبدو أنهم يجهلون وجود ميكروفون يعمل، حيث أقدم أحدهم على “سب الدين” على لقمان أحمد قبل أن يوجه له إساءات عنصرية بالغة والسخرية من شكله.

وبحسب الفيديو فإن المحامي الذي وجه الإساءات كان غاضباً من قيام التلفزيون السوداني في عهد أحمد بنقل المظاهرات التي شهدتها البلاد في ذكرى 6 أبريل الماضي، وهو اليوم الذي شكل الضربة القاضية للجماعة قبل 3 سنوات عندما وصل الملايين من السودانيين إلى قيادة الجيش ووضعوا حدا لحكم التنظيم.

وأعلنت الجبهة الثورية عن تضامنها مع لقمان أحمد، وأدانت السلوك العنصري، داعيةً القوى السياسية والمدنية لإدانته ونبذه، مُطالبة السلطات بتكوين لجنة تحقيق وتقديم المتورِّطين في الحادثة إلى المحاكمة.

16