تثبيت رمضان في شهر ديسمبر عنوان جدل في تونس

تصريحات الممثل التونسي محمد السياري تشغل مستخدمي مواقع التواصل.
الاثنين 2022/04/11
التفكير في المسائل الدينية ليس ممنوعا

تونس - أثار الممثل التونسي محمد السياري جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد اقتراحه تثبيت شهر رمضان في شهر ديسمبر من كل عام، لأن الصيام في أشهر الصيف مرهق.

وقال السياري في تصريح لإذاعة “شمس إف.إم” إن ”ذلك سيؤدي إلى صوم الناس جميعا دون أي أعذار وبكل سهولة. فالدين يسر فاش قام (لماذا) العذاب والصيام في حرارة تنقب الراس”.

وأضاف أن شيوخ الدين بإمكانهم الإفتاء في هذا الموضوع ليصبح شهر رمضان مثل الكريسماس يأتي في ديسمبر وفي نهاية السنة.

وختم “يا أخي هو الدين رحمة أو نقمة؟ إذا كان رحمة لاباس (لماذا) الواحد يصوم في قوايل تُنقب رأس الديناصور”.

وشغلت تصريحات السياري مستخدمي مواقع التواصل الذين اختار قسم منهم السخرية من الأمر، فيما سلط آخرون الضوء على بحوث علمية مثل كتاب “براء” للعالم الفيزيائي التونسي محمد الأوسط العياري الذي سلط الضوء على نفس القضية.  وسخر مغرد:

وتهكم مغرد مسيحي مطالبا بترك شهر ديسمبر وشأنه:

wamejn@

في فنان تونسي اقترح تثبيت صيام رمضان في شهر 12 شوف أنا ككافر ما الي علاقة، بس شهر 12 إلنا للكريسماس.. معلش يعني! متفقين عليها في الكريسماس؟ فيي الكريسماسسسسسس؟ حلو عن هالشهر.

وقال مغرد:

والثابت أن الأشهر القمريّة ومن بينها رمضان تتحرّك على مدار السنة، وليست ثابتة في فصل واحد، وتم الأخذ بالحساب القمري لسهولة ملاحظة منازل القمر ويسرها مقارنة بالشمس والتي تتطلب حساباتها إعدادات خاصة من أجهزة قياس ورصد وغير ذلك.

ويذكر أن محاولات تثبيت الأشهر القمرية والمقالات التي تفيد أن شهر رمضان ثابت في وقت واحد من كل سنة ميلادية ولا يدور مع أشهر السنة الهجرية ليست جديدة بل هي قديمة وعرفت بعملية النسئ. ويُضاف شهْرٌ واحد على السنوات القمريّة في كلّ ثلاث سنوات ميلاديّة، وهذا الشهر الواحدُ يُدعى النسيْءُ بمعنى
الإطالة.

محمد السياري: ما المانع أن يتفق الفقهاء أن يكون شهر رمضان قارا في ديسمبر

وبعد الهجوم والانتقادات التي تعرض لها السياري، تشبث برأيه ورفض الاعتذار. وخرج السياري في لقاء آخر في برنامج “رمضان شو” في إذاعة موزاييك وقال “الدين رحمة، ولن أعتذر أو أتراجع”.

وتابع “من المفترض أن يكون شهر رمضان قارا في ديسمبر.. لم لا يتفق الفقهاء حول ذلك.. رفقا بالمسلمين ما المانع في أن يتفق أُولي الأمر منّا على أن يكون رمضان قارا في شهر شمسي”. وأشار السياري إلى أن العوامل المناخية تؤثّر على الكثير من الناس، الأمر الذي يدفعهم إلى الإفطار في شهر رمضان. وأردف “الناس الكلّ تفرح لو شهر رمضان يكون في شهر أكتوبر مثلا”.

في المقابل أعرب البعض عن استيائهم من الاستهزاء والسخرية التي لحقت بالسياري بعد تصريحاته وغياب التحاور الرصين والاحترام في النقاش.

وعتبر الشيخ البدري المداني، وهو أحد الشيوخ المعروفين في تونس، في تصريح لإذاعة “ديوان.أف.أم” أنّ التفكير في هذه المواضيع ليس من الممنوعات، ويمكن طرحها، وقال إنّ للسياري الحق في الدفاع عن وجهة نظره التي يختلف معها ولا يراها صائبة، مشيرا إلى أنّ دورية شهر رمضان نتيجة لارتباطه بالأشهر القمرية.

وكتب مغرد:

وأصدر العالم الفيزيائي التونسي محمد الأوسط العياري كتابا جديدا يحمل عنوان “براء”، ويهتم بسبل توحيد الأعياد الدينية وضمان الاحتفال بها بصفة متزامنة في جميع أنحاء العالم باعتماد الدراسات العلمية والنظريات التي تم إجراؤها في الغرض.  وتم تقديم هذا الكتاب يوم الخامس والعشرين من مارس الماضي بمدينة العلوم بتونس العاصمة، قبيل حلول شهر رمضان، حيث يسعى المؤلف الأوسط العياري المعروف على الصعيد الدولي بتجاربه العلمية ودراساته القيمة في مجال العلوم الفضائية والهندسة الميكانيكية والصناعية، إلى تقديم أدلة علمية ثابتة بخصوص التقويمات المتعلقة بالأعياد الدينية وكيفية اعتمادها بشكل موحد في جميع أنحاء العالم لدى جميع البشر أيا كانت دياناتهم، وذلك وفق محامل علمية دقيقة تم ضبطها بالاستناد إلى نظريات ودراسات موضوعية وتجارب ميدانية مقارنة.

وقد تمت ترجمة كتاب “براء” أو “الفيز ياء سبيلا لتوحيد الاحتفالات الدينية” الصادر عن منشورات منظمة “شاهد” إلى الفرنسية والإنجليزية حتى يكون في متناول الجمهور العريض أينما كان في كل بقاع العالم “حيث يعد من المؤلفات ذات البعد الحضاري الشامل الرامي إلى إقرار تناغم مطلوب بين مختلف الديانات في أدق مظاهرها الاجتماعية بهدف التقريب في ما بينها وجعلها عامل وحدة من خلال الاشتراك زمنيا وروحيا لنفس الحدث المقدس الذي، وإن اختلفت التسميات بخصوصه، فإن موعده واحد ويكتسي نفس الرمزية والقداسة بين أهل العقائد المختلفة”، وفق ما ورد بالورقة العلمية التقديمية له.

16