"العيادة الأخيرة" ثلاثة من كبار مفكري الحداثة يلتقون على خشبة مغربية

العرض المسرحي يجمع بين الإشارات المشفرة والدراما وهو يستحضر ميشيل فوكو ولويس ألتوسير وكلاوزفيتش.
الاثنين 2022/04/11
عيادة ليس كما يدخلها المتفرج كما يغادرها (من صفحة عزيز قنجع بفيسبوك)

تطوان (المغرب) - استمتع عشاق أبي الفنون بمدينة تطوان، مساء السبت بالمركز الثقافي، بعرض مسرحي موسوم بـ”العيادة الأخيرة”، قدمته جمعية فضاءات ثقافية بالعرائش، بتنسيق مع مسرح الأفق بتطوان، بعد سنتين من توقف الأنشطة الثقافية بسبب الجائحة.

على خشبة المركز الثقافي بتطوان، فتح الدكتور ميشيل فوكو أبواب عيادته، في عرض مسرحي يجمع بين الإشارات المشفرة والدراما والإبداع الفني، إذ تستحضر المسرحية ثلاث شخصيات هامة في مجال الفكر والثقافة والحداثة، ميشيل فوكو بأسئلته المستفزة، ولويس ألتوسير بإجاباته الممعنة في التأمل، وكلاوزفيتش بمواقفه الغريبة.

والمسرحية من تأليف عزيز قنجع وإخراج مراد الجوهري، أما السينوغرافيا فهي لعبدالخالق الكلاعي، بينما قدمها الممثلون أحمد بلال وفاطمة الزهراء الجباري وحمزة فتح الله ووليد بورباع.

هذه المسرحية حسب كاتبها تعالج اشتباك المعرفة بالسلطة وتحالف الاثنين لتنميط المجتمع وفق رؤية هدفها الضبط والمحاصرة والمنع وفي سياقات هذا التحالف، تعالج المسرحية الدور التبريري للمعرفة الراهنة في المجتمعات الحديثة لجرائم الإنسانية من خلال ابتكار مفاهيم مثل الضرورة التاريخية أو الاحتمال مثلا أو اللاوعي واللاإرادة، وهي مفاهيم يقع أحيانا كثيرة التلاعب بها.

ويطرح العمل قضاياه في مسار درامي متصاعد، فيما يستعيد حكايات ثلاث من أكبر مفكري الحداثة، الذين يقابل بينهم ليستثير الأفكار ويعالجها لا بالحسم وإنما بالتساؤل والنقاش، وهي ميزة تحسب للعرض الذي يتجنب التعليمية التي تسقط فيها الكثير من الأعمال المسرحية التي تعالج قضايا فكرية وفلسفية، وهو ما لا يحقق المتعة للمتفرج ويحوله فقط إلى تلميذ مصغ وعنصر سلبي في عملية التلقي.

“العيادة الأخيرة” ليس كما يدخلها المتفرج كما يغادرها، إذ يخرج محملا بالأسئلة والتساؤلات لا يقين له إلا البحث عن إجابات متعددة لا حسم فيها حول الذات والوجود والحياة والآخر.

13