فاتورة باهظة تواجه شل النفطية لخروجها من السوق الروسية

لندن- أعلنت مجموعة شل العملاقة للطاقة الخميس أنها ستتكبد فاتورة باهظة أكبر من توقعات سابقة جراء خروجها من السوق الروسية الأمر الذي شطب جزء من قيمة أسهمها في بورصة لندن.
وحذرت شل من أنها تواجه أضرارا بقيمة خمسة مليارات دولار (4.6 مليارات يورو) جراء انسحابها من روسيا بسبب الحظر الغربي المفروض على موسكو بسبب حربها في أوكرانيا.
وسرعان ما هبط سهم شل 2.2 في المئة على مؤشر فوستي 100 البريطاني بعد إفصاح قالت فيه إنه بعدما أعلنت مؤخرا انسحابها التدريجي من روسيا أن “القصور الناجم عن خفض قيمة الأصول والغرامات الإضافية المرتبطة بالأنشطة الروسية يتوقع أن يبلغ ما بين أربعة وخمسة مليارات دولار في الربع الأول من العام”.
ويأتي خفض قيمة الأصول بعدما أعلنت الشركة العملاقة للطاقة المدرجة في لندن أواخر فبراير الماضي أنها ستبيع أسهمها في جميع المشاريع المشتركة مع مجموعة غازبروم الروسية الحكومية.
وأفادت المجموعة حينها بأن قيمة هذه المشاريع تبلغ حوالي ثلاثة مليارات دولار. وأعلنت لاحقا في مارس أنها ستنسحب من قطاعي النفط والغاز الروسيين بما يتوافق مع سياسة الحكومة البريطانية، وتوقّفت فورا عن عمليات شراء الخام.
أسعار النفط سجلت مستويات قياسية اقتربت من 140 دولارا للبرميل في مطلع مارس الماضي
كما اعتذرت الشركة عن شرائها شحنات من النفط الروسي بتخفيض كبير في أسعارها، مشيرة إلى أنه كان على ذلك ألا يحصل. لكن شل كشفت الخميس أنها ستواصل الالتزام بعقود شراء الوقود من روسيا التي تم التوقيع عليها قبل اندلاع الحرب الأوكرانية.
وقالت في البيان “لم تجدد شل العقود طويلة الأمد للنفط الروسي، ولن تقوم بذلك إلا بتوجيهات حكومية واضحة، لكننا ملزمون قانونا بتسلم شحنات الخام التي تم شراؤها بموجب عقود تم التوقيع عليها قبل الغزو”. وحذّرت من أن أسواق النفط العالمية ما تزال في وضع “متذبذب” بعدما سجّلت الأسعار ارتفاعا قياسيا تقريبا الشهر الماضي على خلفية النزاع.
وتخطط بريطانيا، التي تعد أقل اعتمادا بكثير من باقي دول أوروبا على الطاقة الروسية، للتخلي تدريجيا عن واردات النفط من روسيا بحلول نهاية العام والتوقف في نهاية المطاف عن استيراد الغاز منها.
وأوقفت مجموعة واسعة من الشركات الدولية أنشطتها التجارية في روسيا منذ أمر الرئيس فلاديمير بوتين بشن هجوم عسكري على أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير الماضي.
وكانت شركة بي.بي البريطانية المنافسة الأبرز لشل قد انسحبت من روسيا إلى جانب كيانات نفطية أخرى مثل توتال أنيرجيز الفرنسية وغيرها. ومن المقرر أن تنشر شل البيانات بشأن إيراداتها للربع الأول من العام الجاري في الخامس من مايو المقبل.
وعادت المجموعة إلى تحقيق أرباح ضخمة العام الماضي، على وقع ارتفاع أسعار النفط والغاز بفضل تعافي الطلب والاضطرابات الجيوسياسية. وبلغ صافي أرباحها 20.1 مليار دولار بعد خسارة عقب احتساب الضرائب بلغت 21.7 مليار دولار عام 2020، مع إعادة الدول فتح اقتصاداتها ورفع تدابير الإغلاق المرتبطة بكوفيد.
وهزّت الأزمة الأوكرانية أسواق النفط العالمية نظرا إلى كون روسيا منتجا رئيسيا. وسجّلت أسعار النفط مستويات قياسية اقتربت من 140 دولارا للبرميل في مطلع مارس الماضي رغم أنها تراجعت إلى نحو 100 دولار معوّلة على مفاوضات السلام.