إسرائيل تثبت حضورها في الأزمة الأوكرانية بمستشفى ميداني

لفيف (أوكرانيا) - زار وزير الصحة الإسرائيلي نيتسان هوروفتش المستشفى الميداني الإسرائيلي الذي أقيم في موستيسكا، بالقرب من لفيف الأوكرانية. وسُمّي المستشفى تيمّنا برئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة غولدا مائير، التي ولدت في كييف.
والتقى وزير الصحة مع كبار المسؤولين في النظام الصحي الأوكراني خلال الجولة، وقابل فريق الأطباء الذين كانوا يعملون هناك طوال الأسبوعين الماضيين. وانضم يوآف بيستريتسكي، نائب السفير الإسرائيلي في أوكرانيا، إلى الزيارة مع الوزير.
وقال هوروفتش خلال زيارته "أنا في المستشفى الميداني الذي أنشأته إسرائيل هنا في أوكرانيا لمساعدة اللاجئين. لقد عالجنا بالفعل أكثر من ألفي هارب من الحرب. وتساعد إسرائيل أوكرانيا لأن هذا واجبنا الأخلاقي أولا وقبل كل شيء، وثانيا لأننا نقف جنبا إلى جنب مع هذا البلد".
وتابع "أنا هنا لدعم وفدنا الذي يقوم بعمل مقدس في إنقاذ الأرواح ومساعدة لاجئي الحرب. إن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي بعثت مثل هذه المنشأة داخل أوكرانيا".
وكانت المريضة رقم ألف التي قبلها المستشفى هي نينا البالغة من العمر 75 عاما، التي ساعدت قبل حوالي أسبوعين في نقل اللاجئين من مدينة خاركيف التي تعرضت للقصف إلى الحدود البولندية.
الإحصاءات الرسمية من مركز شيبا الطبي تشير إلى أن إجمالي 1833 مريضا قد عولجوا بفضل وفد "النجم الساطع" الإنساني الإسرائيلي وسُجّل إجراء أكثر من 16 ألف اختبار
وشعرت نينا خلال العملية البطولية بألم في صدرها وفقدت الوعي. ووصلت إلى المستشفى الميداني الإسرائيلي حيث حدد الأطباء أعراض انسداد الأوعية الدموية، وأبقوها تحت المراقبة.
ووفقا ليويل هارإيفن، مدير المستشفى الميداني، فإن الحالات الأكثر شيوعا هي ارتفاع ضغط الدم وآلام الظهر وآلام البطن والسكري وأمراض القلب التاجية.
واعتبارا من الثاني من أبريل، أي بعد ما يقرب من أسبوعين على انطلاق عمل المستشفى، تشير الإحصاءات الرسمية من مركز شيبا الطبي إلى أن إجمالي 1833 مريضا قد عولجوا (1033 امرأة، 520 رجلا، 310 أطفال) بفضل وفد "النجم الساطع" الإنساني الإسرائيلي، وسُجّل إجراء أكثر من 16 ألف اختبار. ويتكوّن الوفد من أكثر من 100 متخصص طبي إسرائيلي، من بينهم عشرون طبيبا من مختلف الاختصاصات، وستة وعشرون ممرضا من ذوي الخبرة وسبعة وستون عضوا آخر.
وأشاد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في مكالمة فيديو بوفد "النجم الساطع" المكوّن من متطوعين، قائلا "أريد أن أعبر للفريق الإسرائيلي الجميل عن فخرنا به. إن ما تفعلونه هائل. أود أن أشكر قادة الفريق، وخاصة أصدقائي المقربين من مستشفى شيبا. شكرا لكم جميعا".
ونسقت إسرائيل مع روسيا خططها لإنشاء مستشفى ميداني في أوكرانيا، وأعطت موسكو الإحداثيات الدقيقة للخطة ومكانها لضمان عدم مهاجمتها.
وحسب التقرير، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين، التقى السفير الإسرائيلي لدى موسكو ألكسندر بن تسفي الأسبوع الماضي مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لإطلاعه على الخطط.
وبعد أن اتخذ مجلس الوزراء قرار إنشاء المستشفى، أثار رئيس الوزراء نفتالي بينيت القضية خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كما حاول بينيت التوسط بين روسيا وأوكرانيا.
وتصاعدت المخاوف بشأن احتمال تعرض المستشفى الميداني للهجوم، عندما قالت الأمم المتحدة إن روسيا استهدفت عدة مستشفيات في أوكرانيا.
إسرائيل تقف على خيط رفيع ما بين روسيا التي تحتاجها لأهداف استراتيجية وأوكرانيا التي تقول إنها تتعاطف مع شعبها وتقف إلى جانب العالم الغربي معها
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس لمجلس الأمن الدولي إن منظمة الصحة العالمية تحققت من 43 هجوما على المستشفيات والمنشآت الصحية، أسفرت عن مقتل 12 شخصا وإصابة 34 آخرين.
وانتقد رئيس الصحة في الأمم المتحدة العواقب المدمرة للحرب على الشعب الأوكراني الذي يواجه اضطرابات شديدة في الخدمات والأدوية، وشدد على أن "الدواء المنقذ للحياة الذي نحتاجه الآن هو السلام".
وفي إفادة افتراضية، قال تيدروس "إن انقطاع الخدمات والإمدادات يشكل خطرا شديدا على الأشخاص المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والسكري وفايروس نقص المناعة البشرية والسل، والتي تعد من بين الأسباب الرئيسية للوفيات في أوكرانيا".
وتقف إسرائيل على خيط رفيع ما بين روسيا، التي تحتاجها لأهداف استراتيجية، وأوكرانيا، التي تقول إنها تتعاطف مع شعبها وتقف إلى جانب العالم الغربي معها.
ولكن، حتى الآن، فإن القرار السياسي الإسرائيلي هو الامتناع عن تزويد أوكرانيا بالسلاح، بما في ذلك منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ.
وسبق لإسرائيل أن قدمت مساعدات إنسانية لأوكرانيا مع إعلانها استقبال لاجئين أوكرانيين، ولاسيما يهودا.
ولكن في كلمة له إلى أعضاء الكنيست، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “لماذا لم توجه إسرائيل الضغوط إلى المصالح التجارية في روسيا؟ عليكم منح الإجابات، ومن ثم العيش مع هذه الإجابات. قبل 80 عاما نحن أنقذنا اليهود، ولذلك ثمة بيننا أنصار الشعب اليهودي. والآن لديكم أيضا في إسرائيل حق الخيار”.
وأشاد الرئيس الأوكراني بالقبة الحديدية كأفضل نظام دفاع صاروخي في العالم، واشتكى من أن إسرائيل لا تزود أوكرانيا بأسلحة دفاعية. وقال "نحن نتوجه إليكم ونسأل ما إذا كان من الأفضل تقديم المساعدة أو الوساطة دون اختيار جانب، سأترك لكم الإجابة عن السؤال، لكني أريد أن أشير إلى أن اللامبالاة تقتل".
ولكن إسرائيل تتجنب استعداء روسيا التي تملك ثقلا قويا في سوريا وتؤثر على المفاوضات الدولية مع إيران حول البرنامج النووي.
وقال المحلل الإسرائيلي أنشل بابر إنه "لم يكن هناك فرق واضح في شدة انتقاد زيلينسكي لإسرائيل وبريطانيا والولايات المتحدة، ولكن حسب انتقاداته لسياسة حكومة إسرائيل تسربت أيضا نغمة من خيبة الأمل، فقد توقع من إسرائيل قدرا أكبر بقليل، بسبب تاريخ الشعبين الذي شوهه قليلا عندما حاول أن يعرض الأوكرانيين كمن أنقذوا يهودا في فترة الكارثة".