إصابات واعتقالات في مواجهات بين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في القدس

القدس - اشتبك فلسطينيون مع الشرطة الإسرائيلية خارج البلدة القديمة في القدس الشرقية مساء الأحد، ما أسفر عن إصابة نحو عشرة أشخاص واعتقال عشرة آخرين، بحسب ما أفادت الشرطة ومسعفون.
وألقيت مقذوفات على قوات الأمن التي ردت باستخدام الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية أمام باب العامود، بينما كان فلسطينيون يتجمعون هناك بعد الصلاة في الليلة الثانية من شهر رمضان.
وأشارت الشرطة الإسرائيلية إلى أنها اعتقلت عشرة أشخاص بتهمة القيام بـ"أعمال شغب ومهاجمة عناصر شرطة"، لافتة إلى أن شرطيا أصيب جراء زجاجة ألقيت على وجهه.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن المواجهات اندلعت على إثر ما وصفته بـ"استفزازات واعتداءات نفذتها القوات الإسرائيلية في المنطقة، بعد خروج المصلين من المسجد الأقصى المبارك"، أسفرت عن إصابة تسعة عشر شخصا على الأقل.
وأضافت أن "المواجهات امتدت باتجاه باب الساهرة، وشارع السلطان سليمان، فيما لاحقت القوات الإسرائيلية الشبان، ونصبت حواجز عند محيط باب الساهرة".
وتابعت أن القوات الإسرائيلية "أطلقت الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز صوب الشبان، بينما اعتقلت شابين من منطقة باب العامود".
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة تسعة عشر شخصا جراء المواجهات، عُولج تسعة منهم ميدانيا، فيما تم نقل آخرين إلى المستشفى لاستكمال العلاج.
وبعد ظهر الأحد، جال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد على الموقع والتقى قوات الشرطة المكلفة بحراسته. وقال في تصريحات نقلها مكتبه "هذه فترة متوترة، لكن لدينا قوة شرطية يمكننا الوثوق بها لتجاوزها وأنا فخور بعناصرنا".
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية جولة لبيد في منطقة باب العامود، ووصفتها بـ"الاستفزازية".
وقالت الخارجية الفلسطينية في بيان إنها تدين "الوعود التي أطلقها لبيد للمستوطنين اليهود (خلال الاقتحام) بنشر المزيد من قوات الاحتلال وشرطته بالقدس، بحجة توفير الحماية لهم في الأعياد اليهودية".
ووصفت الوزارة تلك الوعود بأنها "تحريضية ضد الفلسطينيين وكيل الاتهامات لهم بشكل مسبق، في تجسيد لأبشع أشكال نظام الأبارتهايد (الفصل العنصري) الإسرائيلي الذي يفرضه الاحتلال على المواطن الفلسطيني بالقوة".
وأضافت أن ذلك "في إطار منظومة الاحتلال الاستعمارية التهويدية التوسعية التي تقيد حرية الإنسان الفلسطيني وتصادرها، وكأن هناك فقط أعياد يهودية يجب توفير الحماية خلالها، في تجاهل تام لوجود أعياد للمسلمين والمسيحيين".
وتابعت أن تصريحات لبيد فيها "تنكر لحقيقة أن المتطرفين اليهود هم الذين يعتدون على المقدسات المسيحية والإسلامية وأتباعها من الفلسطينيين".
وشددت على أن "نظام الفصل العنصري الإسرائيلي يتجسد هذه المرة في القدس وعلى لسان لبيد الذي يتجاهل تماما كونها أرضا محتلة، ويقتحمها بصفته محتلا ليتأكد أن إجراءاته الأمنية قد استكملت لقمع المواطنين الفلسطينيين".
وتشهد منطقة باب العامود منذ بداية شهر رمضان توترا كبيرا، وسط محاولات من قوات الشرطة الإسرائيلية لمنع تجمهر الشبان الفلسطينيين في المكان.
وعادة ما يتجمع الفلسطينيون بشكل مكثف في المنطقة خلال شهر رمضان، ما يدفع الشرطة الإسرائيلية أحيانا إلى تفريقهم، الأمر الذي يحدث أجواء توتر في المدينة المقدسة.
ورمضان الماضي، شهدت القدس اعتداءات متصاعدة من جانب الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين، خاصة في محيط الأقصى وباب العامود وحي الشيخ جراح، ما أسفر عن إصابة المئات من الفلسطينيين بينهم حالات خطرة، واعتقال العشرات.
وأسفرت تلك الاعتداءات عن معركة عسكرية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بين العاشر والحادي والعشرين من مايو2021، ما أسفر عن مقتل وجرح المئات من الفلسطينيين، فيما ردت الفصائل بإطلاق الآلاف من الصواريخ تجاه المدن الإسرائيلية.