صراعات القيادات الحوثية تصيب صحيفة الثورة اليمنية

صنعاء - أعلنت قيادة أكبر مؤسسة صحافية في اليمن أنها قد تلجأ إلى إيقاف العمل؛ إثر ضائقة مالية تمر بها.
وحمّل رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة رئيس التحرير عبدالرحمن الأهنومي وزير المالية بحكومة الحوثيين رشيد أبولحوم المسؤوليةَ عن إيقاف العمل بالصحيفة الناطقة باسم جماعة الحوثي.
وقال الأهنومي وهو قيادي بارز لدى الميليشيا ومن المحسوبين على جناح القيادي المدعو أبومحفوظ في سلسلة تغريدات على تويتر “يتحمل أبولحوم المسؤولية الكاملة عما سيترتب على إمعانه في معاقبة الناس، ويتحمل مسؤولية توقف المؤسسة عن العمل”.
وأضاف “قام رشيد أبولحوم بإغلاق حسابات مؤسسة الثورة، وتسبب في وقف صرف مستحقات العاملين التي لا تغطي الجزء اليسير من احتياجاتهم بدعوى ترتيب أوضاع الوحدات الاقتصادية”.
واعتبر الأهنومي توقيت وزارة المالية بإغلاق حسابات مؤسسة الثورة للصحافة تحت مسمى إجراءات تصحيحية قبل أيام من حلول شهر رمضان “إمعانا في معاناة الموظفين”.
وهاجم رئيس مؤسسة الثورة وزير المالية واعتبره غارقا في الفساد واتهمه بأنه متورط في الكثير من العمولات مع العديد من التجار.
وقال الأهنومي “اسألوا أبولحوم عن ‘عمولات’ الإعفاءات الجمركية التي يصدرها لـ’عتاولة’ التجار، واسألوه عن المزارع والاستثمارات التي اشتراها، وقولوا له من أين لك هذا؟ فيما يعاني موظفو الدولة الجوع والفاقة وتعثر صرف الممكن من المرتبات!”.
وأضاف في تغريداته “نزع الفساد من المالية هو أساس الخطوات لتنظيم حسابات الحكومة”.
ويتهم صحافيون وإعلاميون في المؤسسات الإعلامية جماعة الحوثي بإهمال هذه المؤسسات على حساب دعم الإعلام الحزبي التابع للجماعة، والذي تدعمه بسخاء.
وفي اليمن يلعب الإعلام الحوثي دورا مهما في حشد الرأي العام في داخل المجتمع اليمني وفي الخارج، وقد شهدت السنوات الأخيرة طفرة في عدد المواقع الحزبية، والقنوات التلفزيونية، وصفحات التواصل الاجتماعي التي تغطي الصراع في اليمن. ويبدو أن الحوثيين على وجه الخصوص يمنحون الأولوية للاستثمارات الإعلامية كوسيلة لتعزيز أيديولوجيتهم ومواجهة الرسائل المعارضة. وتشير أبحاث أجريت في العامين الماضيين إلى أن هذه الاستثمارات قد آتت أكلها، حيث أعرب العديد من اليمنيين الذين يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون عن ثقتهم في وسائل إعلام الجماعة والمتحدثين باسمها.
وتسيطر ميليشيا الحوثي على “مؤسسة الثورة للصحافة للطباعة والنشر”، والتي تصدر عنها الصحيفة الرسمية ”الثورة“ وعدد من الصحف الأخرى منذ عام 2015.
وفي سياق آخر، قال مراقبون للشأن اليمني إن صراع الأجنحة الحوثية تطور إلى نشر غسيل فساد قيادات الصف الأول، وكيفية تسخير المنصب العام وموارد الدولة لصالحها وأقاربها، وتجلت الصورة أكثر في مكاشفة علنية كان فساد وزير المالية لحكومة الميليشيا عنوانها والتفاصيل.
وتقول مصادر إن الميليشيا تنوي الإطاحة بالوزير رشيد أبولحوم بعد أن استخدمته ورقة في عدد من المناصب العليا بالدولة مررت عبره صفقات فساد بالمليارات من الريالات، لاسيما بعد تعيينه وزيرا للمالية.
وتضيف ذات المصادر أن الميليشيا دفعت بـالأهنومي الذي عينته رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة الثورة ورئيس تحرير يوميتها، إلى نشر غسيل الوزير أبولحوم في واحدة من أكبر الفضائح التي تتبنى الميليشيا مباشرة التشهير بصاحبها تمهيدا للإطاحة به.