تجليات القص واللصق في أعمال التشكيلي المصري فكري حسن

القاهرة - نظم غاليري ضي للفنون بالقاهرة معرضا لأعمال الفنان التشكيلي فكري حسن التي يستخدم فيها تقنية قص ولصق الأوراق الملونة بأسلوب يجنح فيه إلى التلخيص الشديد للأشكال والشخوص وبصورة تتماهى مع التجريدية والمنيمالية، وفي نفس الوقت توحي بما هو متعارف عليه بصريا وواقعيا.
ومن خلال ما يزيد عن سبعين عملا عرض لأول مرة من الثاني عشر حتى الحادي والثلاثين من مارس الماضي، قدم حسن تكوينات من تشكيلات تقتصد للغاية في محاكاة التفاصيل التشخيصية حتى تفسح المجال للاستمتاع بجماليات الشكل وتناغم الخطوط والألوان وإيحاءاتها الرمزية والعاطفية.
وخضعت أعمال الفنان، كما إنتاجاتها السابقة، لمنطق لوني وخطي صارم يقترب من بساطة النحت التجريدي من خلال أسلوب متجانس موحد في نسب هندسية جوهرية يتولد منها اتزان كلي للوحدات الشكلية والمسافات والاتجاهات.
وفي هذا المعرض يضيف حسن، وهو خبير دولي في مجالات الجيولوجيا والأنثروبولوجيا والأركيولوجيا والتراث، بعدا آخر يتجلى فيه ولعه بالفنون وممارسته للتصوير بالألوان المائية والحفر البارز أو الغائر والقص واللصق الذي يكرس له هذا المعرض.
أعمال الفنان خضعت لمنطق لوني وخطي صارم يقترب من بساطة النحت التجريدي من خلال أسلوب متجانس موحد في نسب هندسية جوهرية يتولد منها اتزان كلي للوحدات الشكلية
ويرى الفنان والناقد الفني مصطفى الرزاز أن أعمال حسن تتضمن معالجات تشكيلية بثقافة غرافيكية ومنظور سينماتوغرافي تستدعي الأعمال الرائدة للفنان هنري ماتيس الذي يعد واحدا من أهم رواد الفن الحديث، والذي ابتدع تقنية “القص واللصق” وكرسها تتويجا لمساره الفني الذي يعمد إلى الصراحة اللونية والنقاء البصري والتبسيط التجريدي كما هو الحال في الفن المصري القديم.
ويُذكر أن الفنان فكري حسن (1943)، هو واحد من كبار علماء المصريات في مصر والعالم، وله الكثير من الجهود، وحقق الكثير من النجاحات التي تحدث عنها العالم في هذا المجال، كما عُرف الفنان بمشاركاته في الكثير من المعارض والفعاليات كفنان تشكيلي، وله جهود لافتة في دعم وإثراء الحركة التشكيلية، وخاصة تجمعات الفنانين التشكيليين من جيل الشباب.
وبعد نيله درجتي البكالوريوس والماجستير في علم الجيولوجيا، أكمل حسن دراساته العليا في الأنثروبولوجيا وعِلم المصريات، حيث درّس في عدد من الجامعات المصرية والبريطانية والأميركية، وألّف العديد من الدراسات والكتب منها “الجفاف والغذاء والثقافة: التغيير البيئي والأمن الغذائي في عصور ما قبل التاريخ اللاحقة لأفريقيا”، و”إعادة بناء المقابر الملكية في طيبة والأقصر”، و”الرسوم الصخرية لوادي الحمّامات في مصر”، و”علم البيئة التاريخي”، و”مصر ما قبل الأُسرات”.
وتتنوّع أعمال حسن الذي يمارس الفن منذ أكثر من عشرين عاما في عدد من المجالات، مثل أصول الزراعة، والحضارة، والفلسفة، والآثار الديموغرافية والبيئية، والنمذجة والمحاكاة الحاسوبية، كما اهتمّ بالتاريخ الاجتماعي والثقافي والعِلمي في مصر القديمة.