دعم مالي أميركي لقوات سوريا الديمقراطية يثير حفيظة تركيا

واشنطن - يبدد تخصيص وزارة الدفاع الأميركية ( البنتاغون) دعما ماليا لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) المخاوف التي ترددت في وقت سابق بشأن فك الارتباط بين واشنطن والقوات الكردية التي تقاتل تنظيم داعش في سوريا، ما يثير حفيظة تركيا.
وخصصت وزارة الدفاع الأميركية 542 مليون دولار من موازنة العام 2023 لبرنامج “تدريب وتجهيز” الجيش العراقي، ومجموعات في سوريا من بينها قوات سوريا الديمقراطية.
وقدم الرئيس الأميركي جو بايدن الإثنين مشروع موازنة السنة المالية 2023 إلى الكونغرس للمصادقة عليه، ويتضمن 813 مليار دولار للإنفاق الدفاعي.
وحسب الوثائق المتعلقة بموازنة البنتاغون لعام 2023، تم تخصيص 542 مليون دولار لبرنامج التدريب والتجهيز المُدرجة في إطار مكافحة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق.
ولم تحدد الوثيقة الحصة المخصصة لكل من الجيش العراقي والمجموعات في سوريا بما فيها قوات سوريا الديمقراطية.
وكانت الإدارة الأميركية خصصت 500 مليون دولار لبرنامج التدريب والتجهيز في السنة المالية 2022، منها 177 مليون دولار لدعم قسد.
ويوجه المسؤولون الأتراك -وعلى رأسهم الرئيس رجب طيب أردوغان- انتقادات حادة للولايات المتحدة بسبب دعمها المتواصل لقوات قسد، التي كانت قد ساهمت إلى حد كبير في القضاء على وجود تنظيم داعش في مناطق الشمال والشمال الشرقي من سوريا.
وشنّت تركيا والفصائل السورية الموالية لها ثلاث عمليات واسعة النطاق في السنوات الأخيرة (2016 و2017 و2018 وأكتوبر 2019) على طول حدودها مع سوريا، حيث يعيش عدد كبير من الأكراد، لطرد وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور، لكنها مدعومة من الولايات المتحدة.
وتتخوف قوات سوريا الديمقراطية من انسحاب أميركي مفاجئ من شمال شرق سوريا على شاكلة الانسحاب من أفغانستان، ما يتركها في متناول تنظيم داعش الذي يرص صفوفه وفي متناول روسيا وتركيا اللتين تتربصان بها.
وتراقب قسد -حليف الولايات المتحدة في سوريا- بقلق الانسحاب الأميركي من أفغانستان، إذ تحتفظ بذكرى مؤلمة عن الانسحاب الجزئي من مناطق شمال شرق سوريا قبل ثلاث سنوات.
542 مليون دولار مخصصات أميركية لتجهيز الجيش العراقي وقوات سوريا الديمقراطية
وسعت إدارة بايدن خلال الأشهر الماضية إلى طمأنة قوات سوريا الديمقراطية من خلال مخاطبتها عبر العديد من المسؤولين الأميركيين الذين أرسلتهم واشنطن تباعا.
وشهدت الأشهر الماضية زيارة مسؤولين أميركيين إلى شمال شرق سوريا، أبرزهم قائد القيادة المركزية الأميركية كينيث ماكينزي، والقائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جوي هود.
وأفادت تقارير إعلامية غربية بأن تلك الزيارات أكدت لمسؤولي قوات سوريا الديمقراطية أن الشراكة بين الولايات المتحدة وقسد لا تزال قوية، وأن القوات الأميركية لن تغادر في أي وقت قريب.
وأكدت المصادر ذاتها عن مسؤولين أميركيين قولهم إن قسد لا تزال “حليفا موثوقا” لقتال داعش وتسيير الدوريات الأميركية قرب حقول النفط في شمال وشرق سوريا.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن قائد قسد مظلوم عبدي قوله إنه يتوقع استقرارا نسبيا في شمال شرق سوريا “إذا أوفت الولايات المتحدة بتعهداتها”، مضيفا “نشعر الآن بأن لدينا دعما سياسيا وعسكريا أقوى أكثر مما كان لدينا من الإدارة السابقة”.
ويرى مراقبون أن الانسحاب الأميركي سيفسح المجال أمام القوات الروسية أو التركية في المنطقة، كما أن الوجود الأميركي يمنع التواصل المباشر بين القوات الإيرانية المنتشرة شرقا وحزب الله الموجود في لبنان ومناطق في غرب سوريا.
وكان انسحاب ألفي جندي أميركي بأمر من الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2019، قد فسح المجال أمام انتشار قوات تركية في مناطق بشمال وشرق سوريا على حساب قوات سوريا الديمقراطية.