ألمانيا تتعهد بدعم دول جوار أوكرانيا في مواجهة أعباء اللاجئين

آيزنهوتنشتات (ألمانيا) - وعدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بتقديم بلادها دعما ماليا للدول المجاورة لأوكرانيا بسبب العدد الكبير للاجئي الحرب الأوكرانية.
وخلال زيارة لنُزُل إيواء أولي في مدينة آيزنهوتنشتات شرقي ألمانيا، قالت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر الاثنين إن ألمانيا يمكنها أن تساعد في ضمان إمكانية تقديم الرعاية للاجئين بشكل مباشر ميدانيا في دول مثل مولدوفا.
وأكدت بيربوك الحاجة إلى الجسر الدولي الذي حثت الحكومة الألمانية على إنشائه للأشخاص الذين لجأوا إلى الدول المجاورة لأوكرانيا، وقالت ”نحن نحتاج إلى توزيع في هذا الشأن”، مشيرة إلى “أنه ليس هناك أحد يمكنه مواصلة رحلته من بيلاروسيا أو مولدوفا أو بولندا إلى إسبانيا على سبيل المثال على قدميه، ولذلك فإننا بحاجة إلى جسر جوي، وأنا أعمل على ذلك بشكل مكثف مع دول مجموعة السبع”.

أنالينا بيربوك: يمكننا المساعدة في تقديم الرعاية للاجئين بشكل مباشر
وأثار التدفق غير المسبوق للفارّين من أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي ردّا تضامنيا موحدا وسريعا بين دول الاتحاد، الأمر الذي يتعارض مع الانقسامات التي وُلدت بينها أمام إشكالية استقبال اللاجئين السوريين في العام 2015 ومع الجدل الدائم حول مسألة الهجرة.
وفتحت بولندا أبوابها أمام 1.2 مليون أوكراني فرّوا من الغزو الروسي، لتكون أول دولة مُضيفة لهم، أي أكثر من نصف مجموع الهاربين من أوكرانيا، حسبما أفادت الأمم المتحدة.
وقررت دول الاتحاد الأوروبي بالإجماع وفي وقت قياسي، بعد أكثر من أسبوع من بدء الهجوم الروسي، منح الأوكرانيين نظام حماية مؤقتا، باستخدام توجيه من العام 2001 لم يُستخدم أبدا حتى الآن.
ورأت مفوضة الشؤون الداخلية في الاتحاد الأوروبي إيلفا جوهانسون أن القرار “إنجاز”، علما أن مسألة الهجرة “تُعتبر غالبا سامّة أو صعبة”.
وتسبب تقاسم المسؤوليات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بانقسام بين هذه الدول، وإن أثار تدفّق اللاجئين في العام 2015، والذي لطالما وُصف بـ”أزمة المهاجرين”، تضامنا من قبل سكان الاتحاد الأوروبي وبعض الدول مثل ألمانيا.
ويلجأ العديد من الأوكرانيين إلى منازل أقاربهم في دول تستقبل أصلا أوكرانيين، مثل بولندا. لكن “على المدى الطويل، قد يكون من الضروري وضع آليات توزيع رسمية أكثر، خصوصا إذا وصل عدد كبير من الأشخاص لا روابط عائلية لهم” مع الاتحاد الأوروبي.
ووجهت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر ونظيرها البولندي ماريوس كامينسكي الأحد نداء عاجلا إلى المفوضية الأوروبية يطلبان فيه المساعدة على احتواء حركة اللجوء الهائلة القادمة من أوكرانيا.
وبعث الوزيران خطابا إلى نائبة رئيس المفوضية مارجريتيس شيناس والمفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية يلفا يوهانسون يطالبان فيه بتقديم المزيد من الدعم في توزيع اللاجئين على الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي وبتقديم مساعدات مالية أيضا.
بولندا فتحت أبوابها أمام 1.2 مليون أوكراني فرّوا من الغزو الروسي، لتكون أول دولة مُضيفة لهم
واقترح الوزيران تقديم مبلغ ثابت بقيمة 1000 يورو من موارد التكتل لكل لاجئ يتم إيواؤه وزيادة التنسيق في توزيع اللاجئين.
وتابع الوزيران في الخطاب “من الواضح أن وزارتينا وقدراتنا على الإيواء لن تكفي للتعامل مع تدفق الناس بشكل مكثف”، وأشارا إلى ضرورة التوصل إلى حلول سريعة على المستوى الأوروبي.
وطالب الوزيران بتوسيع نطاق التعاون في مجال نقل اللاجئين إلى دول الاتحاد الأوروبي المستعدة لاستقبالهم، وقالا إن منصة التضامن التي أنشأتها المفوضية يمكن أن تساعد في عملية التنظيم.
كما طالبا بإبلاغ اللاجئين الذين ليست لديهم وجهة محددة بأسماء أعدتها المفوضية يمكن أن تساعد في عملية التنظيم.
وفي ما يتعلق بتكاليف الإيواء والرعاية قال الوزيران في الخطاب “احتياجاتنا المالية تُقَدَّر بعدة مليارات من اليورو، ومن ثم فإن الدعم الإضافي مطلوب بشكل ملحّ”، مشيرين إلى أن على المفوضية أن تعمل على إعداد إمكانيات سهلة ومرنة للتمويل تغطي جزءا من التكاليف على الأقل، وقالا “من الممكن أن يتمثل ذلك في صرف مبلغ ثابت بقيمة 1000 يورو لكل لاجئ في الأشهر الستة الأولى”.
وأشارت تقديرات إلى أن التكاليف التي ستتحملها الدولة البولندية في تلك الفترة ستبلغ 2.2 مليار يورو على الأقل.