الإمارات تقطع آمال الغرب باستبعاد تعويض النفط الروسي

دبي - أكد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي الاثنين أنّ أسواق الطاقة بحاجة إلى النفط الروسي ولا يمكن لأي منتج أن يعوض إنتاج موسكو، مشددا على عدم الزج بتحالف أوبك+ في المعارك السياسية، وذلك مع توقع الرئيس التنفيذي لشركة "أدنوك" حالة شح في أسواق النفط في الأمد القريب.
وتتمسك الإمارات والسعودية بالتزامهما بتحالف أوبك+ الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول وروسيا ودولا أخرى، بقيادة الرياض وموسكو حول كميات إنتاج النفط في مواجهة الضغوط الغربية لزيادة الإنتاج.
وقال وزير الطاقة الإماراتي خلال منتدى عن الطاقة في دبي إن "تحالف أوبك+ بحاجة إلى العمل معا وعدم السماح للأمور السياسية بتشتيت انتباه المجموعة".
وأكد المزروعي أن الإمارات تحاول بذل قصارى جهدها ورفع طاقتها الإنتاجية إلى خمسة ملايين برميل، لكن هذا لا يعني أنها تخطط للخروج من تحالف أوبك+، أو القيام بأي تحركات فردية.
وقال "نحن كدولة نحاول بذل ما في وسعنا. نستثمر ونزيد طاقتنا الإنتاجية إلى خمسة ملايين برميل".
وتابع "لكن هذا لا يعني أننا سنترك أوبك+ أو أن نقوم بعمل فردي. سنعمل مع المجموعة لضمان استقرار السوق".
وأضاف "يجب وضع نهاية لأزمة أوكرانيا في أقرب وقت ممكن، من خلال الوسائل الدبلوماسية وليس عن طريق ضخ المزيد من الأسلحة".
وتعرضت سوق النفط لحالة من الاضطراب، بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا وتوسعة نطاق إجراءات الإغلاق جراء جائحة فايروس كورونا في الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم.
وارتفع سعر مزيج برنت القياسي 11.5 في المئة الأسبوع الماضي وسط مخاوف من أن تبدأ العقوبات المفروضة على روسيا، بسبب أزمة أوكرانيا، في التأثير على إنتاجها وصادراتها. وانخفض سعر برنت أكثر من ثلاثة في المئة الاثنين.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" سلطان أحمد الجابر الاثنين إنه يتوقع في الأمد القريب حالة شح في أسواق النفط، مع زيادة الطلب ما يقرب من ثلاثة ملايين برميل عن العام الماضي.
وأضاف أن التقلب الحالي في أسعار النفط نتيجة لمشكلة هيكلية ناتجة عن نقص الاستثمار في أنشطة التنقيب عن النفط وإنتاجه، خلال السنوات الأخيرة، لكن من المتوقع عودة الطلب إلى مستوياته قبل جائحة فايروس كورونا بحلول الربع الأخير من هذا العام.
ويأتي ذلك في وقت تعتزم شركة أدنوك على زيادة طاقتها الإنتاجية للغاز الطبيعي بنسبة 30 في المئة، بما يسمح بزيادة صادرات الإمارات من الغاز الطبيعي المسال.
وتستهدف الإمارات العربية المتحدة تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي بحلول 2030.
وقال كلاوديو ديسكالزي، الرئيس التنفيذي لشركة إيني، الاثنين في منتدى الطاقة بالإمارات إن استبدال الطاقة الروسية ليس مهمة سهلة.
وأضاف ديسكالزي أن إمدادات الغاز تمثل مشكلة كبيرة في أوروبا، وأن روسيا تطلب من إيني دفع ثمن الغاز بالروبل، وهو أمر غير وارد في العقود.
وتعد روسيا مصدرا أساسيا للغاز الطبيعي ومن بين أكبر منتجي الخام في العالم، حيث تصدر زهاء 40 في المئة من الغاز الذي تستهلكه أوروبا والذي يأتيها معظمه عبر خطوط أنابيب.
والسبت، قال وزير الطاقة القطري سعد بن شريدة الكعبي في مؤتمر الدوحة أيضا إنّ "لا شيء يمكن أن يعوّض نقص إمدادات الطاقة الروسية"، ورفض فرض عقوبات على قطاع النفط والغاز الروسيّين، كما رأى أنّ "الطاقة يجب أن تبقى بعيدة عن السياسة".
وجاءت التصريحات الإماراتية بعد مباحثات مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، مع نظيريه السعودي والإماراتي، الأمير فيصل بن فرحان والشيخ عبدالله بن زايد، شملت مسألة تنويع إمدادات الأوروبيين بالطاقة بهدف خفض اعتمادهم على روسيا في هذا المجال.
ويأتي ذلك في وقت يطالب فيه الأوروبيون دول الخليج بزيادة إنتاجها من النفط للحدّ من ارتفاع أسعاره، بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وخفض حصة النفط الروسي في السوق العالمية.