إيران والقوى العالمية قريبتان للغاية من إحياء الاتفاق النووي

كشف الاتحاد الأوروبي عن قرب التوصل إلى اتفاق بخصوص إحياء الاتفاق النووي الموقع في 2015 بين إيران والقوى العالمية فيما لا تزال الولايات المتحدة حذرة إزاء ذلك، وسط إصرار إيران على ضرورة رفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب.
بروكسل - قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي السبت إن إيران والقوى العالمية “قريبتان للغاية” من التوصل إلى اتفاق بخصوص إحياء اتفاق 2015 النووي، لكبح برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها.
وانسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق في 2018، مما دفع طهران إلى البدء في انتهاك قيوده النووية بعد حوالي عام، وتوقفت المحادثات المتقطعة التي استمرت 11 شهرا لإحياء الاتفاق في فيينا في وقت سابق من هذا الشهر بعد أن وضعت روسيا عقبة جديدة.

أمير عبداللهيان: رفع العقوبات عن الحرس الثوري كان جزءا من المحادثات
وقالت روسيا في وقت لاحق إنها تلقت ضمانات مكتوبة بأنها ستكون قادرة على القيام بعملها كطرف في الاتفاق، مما يشير إلى أن موسكو قد تسمح بإحيائه.
وقال بوريل أمام منتدى الدوحة الدولي “نحن الآن قريبون جدا من التوصل إلى اتفاق وآمل أن يكون ذلك ممكنا”.
وقال إنريكي مورا منسق الاتحاد الأوروبي للمحادثات النووية الجمعة إنه سيسافر إلى طهران السبت للاجتماع مع كبير المفاوضين الإيرانيين.
وذكر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الأسبوع الماضي، أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق نووي في المدى القريب إذا اتبعت الولايات المتحدة نهجا عمليا.
لكن المسؤولين الأميركيين كانوا أكثر حذرا في تقييمهم لجهود إحياء الاتفاق.
وقال المتحدّث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس الثلاثاء “المسؤولية تقع على طهران لاتخاذ قرارات قد تعتبرها صعبة”، مضيفا “هناك عدد من الموضوعات الصعبة التي ما زلنا نحاول حلّها”.
وأكد أن بلاده تبقي في حسابها احتمال عدم الاتفاق، وأن التفاهم “ليس وشيكا ولا مؤكّدا، ولهذا السبب بالتحديد نحن نتحضّر خلال العام لأيّ احتمال طارئ”.
وهناك العديد من القضايا الصعبة المعلقة. وتريد إيران من الولايات المتحدة إلغاء تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية أجنبية.
وقال عبداللهيان في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي “بالتأكيد كانت قضية (رفع العقوبات) عن الحرس الثوري جزءا من المحادثات”، مشددا على أن إيران لن تتجاوز “خطوطها الحمراء”.ولفت عبداللهيان السبت إلى أن رفع العقوبات الأميركية عن الحرس الثوري الإيراني كان من بين المطالب الرئيسية لطهران في محادثات إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
المطلب الإيراني يثير معارضة سياسية داخلية في الولايات المتحدة، واعتراضا حادا من إسرائيل العدو الإقليمي اللدود للجمهورية الإسلامية
وتابع عبداللهيان أن طهران ترحب بتطبيع العلاقات مع السعودية، وتسعى إلى توسيع تعاونها مع سوريا.
ويثير هذا المطلب الإيراني معارضة سياسية داخلية في الولايات المتحدة، واعتراضا حادا من إسرائيل، العدو الإقليمي اللدود للجمهورية الإسلامية، علما بأن الخبراء يرون أن مفاعيل رفع الحرس من القائمة تبقى رمزية، إذ لن يؤثر ذلك على حزم عقوبات أميركية مختلفة مفروضة عليه.
وتطالب طهران أيضا بالحصول على ضمانات بأن الولايات المتحدة لن تنسحب من جانب واحد من أي اتفاق.
وخلال المباحثات، ركزت الدول الغربية على أهمية امتثال إيران مجددا لكامل التزاماتها، بينما شددت طهران على أولوية رفع العقوبات والتحقق من ذلك، ونيل ضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأميركي أو تبعاته الاقتصادية.